لم يتأخر المغرب في الرد على التاكتيك المفضوح للسيد بان كي مون. وبالرغم من الانشراح الذي شعر به الرأي العام، وهو يطلع على رد الأمين العام للأمم المتحدة حول الخطوة التراجعية التي اعتبر فيها موقفه موقفا شخصيا ، فإنه، أي الرأي العام لم يسقط ضحية الخدعة التي أراد بان كيمون أن يستغفله بها، وجاء الرد الديبلوماسي من وزارة الخارجية ليعطي لهذا الموقف إطاره الضروري والحاسم.
1- رفض المغرب التسويغ التبخيسي الذي قدمه الأمين العام السيد بانكيمون لأفعاله وتصريحاته، ووضع لها الإطا ر الذي كان لا بد منه، حيث اعتبر أن الأمر يتجاوز سوء فهم، بل هو سلوك مفكر فيه ومقصود.
2- حدد المغرب السياق العام الذي وردت فيه مواقف الأمين العام،بحيث اعتمد ديمومتها،أي أنها سلوكات« لا يمكن محوها»، وهي بالتالي مواقف قد يسعى الأمين العام إلى تضمينها في تقريره، الذي من المنتظر صدوره في أبريل القادم، خاصة وأن الأمين العام قد حاول في وقت سابق تغيير معايير التفاوض كما تم الاتفاق عليها في المحفل الدولي، والذي رد عليه المغرب في وقته عبر مكالمة من عاهل البلاد .
3-فصل المغرب بين مواقف الأمين العام وباقي مكونات الأممية، سواء هيئة الأمم أو مجلس الأمن، حيث أعاد التأكيد على التعاون بين الأمم المتحدة ومواصلة تقديم الدعم لمهام المينورسو في أداء مهامها.
ويبقى على المغرب أن يواصل، التحرك، أولا لدى أصدقائه الذين أبانوا عن ثبات في مواقفهم ولم يسايروا السيد بانكيمون في مواقفه، وثانيا لدى كل عواصم ذات الصلة بالقرار في مجلس الأمن..سواء في صيغته الموسعة أو الحصرية.
ويحتاج المغرب إلى تحرك واسع، يترجم روح المسيرة التي خرج فيها الملايين من المغاربة للتعبير عن استنكارهم للسيد بانكيمون واستهتاره بمشاعرهم.
ولعل من التعبيرات الأساسية التحركُ الشعبي والحزبي في العالم قبل صياغة تقرير أبريل القادم، والذي لن يكون سهلا بين أنامل رفعت شارة النصر للانفصاليين في مخيمات اللاجئين.