*

يكتسي يوم الأرض هذه السنة رمزية خاصة في عمق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حول تحديد مستقبل الدولة الفلسطينية.
فقد ارتبط هذا اليوم، بأحداث 30 مارس عام 1976 بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة الأراضي في أفق ما أطلقته عليه سلطات الاحتلال آنذاك اسم مشروع “تطوير الجليل”.
وحقيقة الأمر أن المشروع، كانت الترسيم الترابي لما بدأ يتبين أنه مشروع متعمد لتهويد الجليل، ثم توسيع القاعدة الترابية للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطط شامل لتهويد فلسطين.
ومن الواضح أن القضيتين الرئيستين، أي التهويد وبناء المستوطنات بمصادرة الأراضي ما زالت مستمرة كسياسة، غير أن العقدة تزداد صلابة الآن، بعد أن تبين أن كل المساعي التي يحاولها العالم من أجل تحريك مسلسل السلام تصطدم بإرادة تأبيد سياسة التهويد والرفع من بناء المستوطنات.
ومن سوء حظ الشعب الفلسطيني البطل، أن الكفاح المرير و الصراع البطولي الذي يخوضه يوميا ضد سياسة التقتيل التي تمارسها قوات الاحتلال لتمريرمخططات التهويد والاستيطان،لا تجد صدى في الشارع السياسي العربي، الذي تغيرت أولوياته، بناء على مخطط يسعى إلى إقبار قضية العرب والمسلمين وشعوب العالم المحبة للسلام، القضية الأولى !
ويخلد التيار التحرري العام هذه الذكرى، والمؤسسات والمنشآت التي تكون (أو كانت تكون بالأحرى ) النظام السياسي العربي الرسمي، في خبر كان، كما أن العالم الإسلامي يتعرض لموجه رهيبة من كبح التقدم والحرية والتحرر والاستقلال السياسي الحقيقي والحفاط على الوحدات الوطنية.
للرأي العام الحق في أن يتساءل عن كل موجات التغيير، التي تم اختطافها وما جاءت به من أولويات جديدة؟
ومن حقه في هذا اليوم أن يتساءل عن مكانة فلسطين في الأجندة العربية الإسلامية الحالية؟
وأن يتساءل عن التراجع الرهيب في حركة التحررالوطنية المرتبطة بأولويات الأوطان، في الحرية والوحدة والرفاه والتوزيع العادل للثروة، عوض البحث في وصفات الماضي عن كيفية اغتيال العقل والحرية والأرض !

*رسالة الاتحاد

   الاربعاء 30 مارس 2016

‫شاهد أيضًا‬

حضور الخيل وفرسان التبوريدة في غناء فن العيطة المغربية * أحمد فردوس

حين تصهل العاديات في محرك الخيل والخير، تنتصب هامات “الشُّجْعَانْ” على صهواتها…