عندما نقول بأن المجلس الأروبي للعلماء أصبح مؤسسة عاجزة عن تدبير الشأن الديني في بلجيكا وأوربا فنحن ننطلق من استمرار الإحتقان في المجتمع البلجيكي ،اليوم رفضوا قراءة الفاتحة على الأرواح التي سقطت في المجازر التي حدثت والتي ذهب ضحيتها مسلمين كذلك ،هل من المعقول أن يصدر الأئمة هذا البيان في هذا الوقت ،عم يبحثون وجرح المجتمع لازال لم يندمل إنهم بكل صراحة يصبون الزيت في النار ويشعلون الفتنة بدون أن يعطوا أبعادا لتصريحاتهم والوقع الذي يمكن أن تخلفه في عقول الناس .كان من الضروري أن يكون لهم موقفا آخر غير الفتوى التي خرجوا بها لأسباب عدة منها
أن بلجيكا أعطت حقوقا واسعة للجالية المسلمة ،وبلجيكا هي التي تؤدي رواتب العديد من الأئمة ، وبلجيكا هي التي تدعم المؤسسات الدينية ،وبلجيكا هي التي اعترفت بالإسلام كدين وأن المسلمين لهم الحق في أن يتلقى أبناءهم دروس التربية الإسلامية في المدارس الحكومية بمعدل ساعتين في الأسبوع وأن الدولة البلجيكية هي التي تؤدي رواتب المعلمين الذين يقومون بهذه المهمة وقد بلغ عددهم أكثر من ثمان مائة ،
هل نسوا بأن الدولة البلجيكية أعطتهم الحق في تأسيس مدارس إسلامية تابعة للدولة وتحت إشرافها وتمويلها ؟
لماذا لا يراعي هؤلاء الأئمة كل هذه الحقوق والإمتيازات التي يتمتعون فيها في مجتمع أروبي ؟
انطلاقا من كل ماذكرت فالذي يفتقده هؤلاء في ضَل كل الحقوق التي يتمتعون بها هو الموقف الإنساني النابع من القيم الإسلامية والذي قد تلتقطه جهات عدة كموقف سياسي
لماذا لا يقطعوا الطريق على مواقف المتطرفين الذين زعزعوا استقرار بلجيكا وفرنسا وغيرها من الدول ؟
ويُصدروا موقفا واضحا بدون نفاق .
لماذا لا يقطعون الطريق على العديد من الراعين للإرهاب ويمارسون يوميا القتل في حق الشعب الفلسطيني والأكثر من هذا يطّلع اليوم بنيامين نتنياهو ويصرح أمام وسائل الإعلام أن إسرائيل وأوربا تعاني من الإرهاب الإسلامي ويده ملطخة بدماء الشعب الفلسطيني ،ويعرض على دول الإتحاد التعاون لمحاربة هذه الآفة وينسى أنه مصدر الإرهاب بسبب الإحتلال الذي لازالت فلسطين تعاني منه
ليعلم العالم وهؤلاء أن سبب الإرهاب الذي يعاني منه العالم اليوم ويسقط ضحيته أبرياء منهم المسلمون والمسيحيون واليهود هو الإحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين وأن من مصلحة الحكومة اليمينية في إسرائيل أن ينجح القتلة في عملياتهم التي يسقط فيها أبرياء لتشويه الإسلام والمسلمين .وبالتالي تأليب الرأي العام الأروبي ضد الإسلام
على المجلس الأروبي للعلماء أن يخرج عن صمته ويتخذ موقفا واضحا مما يجري ويراجع موقفه وسياسته في تدبير الشأن الديني ،لأن مايجري في بلجيكا يسيئ للمغرب وللمذهب المالكي وللمغاربة في كل أنحاء أروبا
حيمري البشير
كوبنهاكن في 25 مارس 2016