تجاوزت المستويات المسجلة من العنف في الملاعب المغربية، كل الحدود المتوقعة، وأصبحت الرياضة، ولا سيما كرة القدم بالتحديد، صنوا ومرادفا للعنف في أبشع درجاته:القتل!
ومن الخطورة التي لا يبرر إغفالها أي منطق ترقيعي أن نتآلف ونتعود العنف المفضي إلى القتل ، وكأننا أمام تمارين للإعداد البدني في واحدة من المعسكرات الشبابية.
نحن أمام مستوى من العنف يثير الغضب،وليس القلق فقط .
وقد كانت مقاربات عديدة قد وضعت الأمن الوقائي في قلب المعالجة، والواضح اليوم أن الأطفال يموتون في الملاعب، والمراهقين يدخلون السجون بسبب الملاعب وكل النداءات والندوات وغيرها ظلت بدون نتيجة.
نحن أمام ظاهرة أعمق من القتل، هي التطبيع معه، بالبحث عنه في التفاصيل الهامشية.
إن العنف في الملاعب يطرح أولا:فعالية الأمن في التجمعات البشرية الكبرى، في المدن الكبرى وفي المناسبات الكبرى. فلا يمكن التعلل دوما بالوسائل، دون أن نعد هذه الوسائل ونهيئها ونعبئها.
نحن نتكلم عن الوسائل البشرية والمادية والأمنية كما لو أننا سنستوردها من كوكب آخر والحال أنها ثمرة قرارات وإرادات سياسية واضحة وعاجلة ومسؤولة.
وبكل صراحة سيكون من الصعب على الرأي العام أن يتقبل وجود هذه الوسائل المادية والبشرية في مواجهة تظاهرات سلمية لأبناء المغرب المدرسين والاطباء وغيرهم ويغيب في التبريرات عند القتل في الملاعب.
مطروح أيضا ان نعيد التفكير في العلاقة بين الرياضة وبين الموت، بين السيكولوجيات الجماعية لدى المغاربة والنزعة العدوانية المفضية للموت!
وهذا عمل يجب أن ننكب عليه سريعا، لأن هناك شعبا عريقا يتوزع بين الملاعب وبين المساجد وبين التظاهرات، ترتفع درجة العنف في التعامل معه كلما حدث ذلك.
علينا أيضا ان نعيد تعريف علاقة اللحظة المغربية الحالية بالموت، سواء في الطرقات -حوادث السير- أو في التجمعات العائلية -جرائم ضد الأصول-أو في الجريمة التنامية ، وتبسيطها حد القرف والعبث..
وهي ليست مقدمات طللية لموضوع بعيد المدى، بل هو تفكير يستوجب ما يستوجبه من تعبئة في المدارس والجامعات والدروب والازقة وحيثما كان هناك فضاء من فضاءات التجمع البشري الكبير في لبلادنا.