قد لا تكفي عبارات الادانة والتنديد بالعمليات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة البلجيكية بروكسيل هذا الصباح.
وقد لا يكفي اعلان التضامن مع أهالي الضحايا الأبرياء الذين سقطوا جراء هذه الاعمال الاجرامية الجبانة.
كل هذا ضروري دون شك، غير انه لا يكفي. ولم يكن كافيا في اي وقت من الأوقات. وقد جاء الارهاب ليعلن مرة اخرى انه مصمم على الاستمرار في أعماله الاجرامية.
فهل تعي قوى المدنية والحضارة والإنسانية الحقة معاني رسائل الارهاب الى العالم؟ وهل ستتصرف وفقا لمضامين رسائل العدوان والكراهية تلك؟ هذا هو السؤال الحقيقي المطروح على كل الدول والقوى المناهضة حقا للارهاب على مختلف المستويات.
لقد جدد الارهاب في عمليات بروكسيل على التأكيد على ثوابته الأساسية: فهو يؤكد ان لا ملة له ولا دين له ولا حرمات يعرفها. وهو بذلك يدعو العالم اجمع الى ان يتعامل معه وفقا لتلك الثوابت لا أقل ولا أكثر.
واذا أعلن تنظيم داعش الإرهابي اليوم مسؤوليته عن تلك العمليات الاجرامية فهو لم يقم بذلك الا نيابة عن كل القوى الإرهابية التكفيرية الاخرى في كل مكان. وهو ما يقتضي الكف عن اي محاولة للفرز بين قوى الارهاب العالمي بين قوى الارهاب الفكري عن طريق التكفير والاقصاء وبين قوى الارهاب التي يعتبرها البعض معتدلة اذا لم تتحرك على ساحاته الوطنية.
فالإرهاب ارهاب حيثما حل بمفخخاته او قنابله البشرية والفكرية على حد سواء.
الارهاب واحد في مختلف تعبيراته. لذلك ينبغي لقوى معاداة الارهاب ان تكون موحدة في مواجهته في مختلف الساحات. اما ما عدا ذلك فلن يكون غير ترك الحبل على غارب الارهاب الذي يوحد قوى الحرية والسلام في العالم من خلال التعامل معها أهدافا مشتركة لقواه التي تعمل تحت الارض وفوقها في اكثر من ساحة ومكان.