لم يُخْفِ الأمين العام للأمم المتحدة، السيد بان كيمون خيبته ومرارته وهو يتابع الموقف المعبر عنه من طرف مجلس الأمن المنعقد في اجتماع استثنائي كان وراءه قرار المغرب بتعليق تعامله معه.
فقد انتظر بانكيمون، بعد إعلان غضبه من مسيرة 3ملايين مغربي وتطاوله على سيادة المغرب في مشاركة أبنائه، من الوزراء وغير الوزراء فيها، أن تؤكد قرارات المجلس نزعته النرجسية ..
1 – انتظر الأمين العام أن يقع مجلس الأمن في تصوره الخاص الذي يعتبر شخصه »مقدسا» وصنوا للأمم المتحدة، لكن مجلس الأمن فصل ، بينهم وبين المغرب.
وكان هذا انتصارا لموقف المغرب الذي عبر بالواضح عن تمييزه التعامل مع بنكيمون عن التعامل مع الأمم المتحدة..
2 – انتظر بان كيمون أن يعلن مجلس الأمن اصطفافه إلى تحليله وتحليل الذين ارتمى في أحضانهم، والمبشر بعزلة المغرب في هيئات الأمم كلها وبين عواصم الدول المؤثرة فيه، وإذا به يقع ضحية تحليله ويتأكد له أن الدول مجتمعة قررت التعامل الفردي مع المغرب، وأبعدته عن اللقاء، وبذلك أصبح معزولا بلا غطاء مجلس الأمن..
3 – انتظر »بان كيمون« أن تسير الدول المؤثرة على خطواته، بما فيها الدولة التي ينتمي إليها مبعوثه الخاص السيد كريستوفر روس،الولايات المتحدة، لكنها اعتبرت أن المقترح المغربي المقدم، ما زال مقترحا »جديا، وذا مصداقية«، وبالتالي فإن ادعاءه المغرب »بلد احتلال«، لم يلق له صدى في الدول التي سيكون عليها التحديد النهائي للموقف.
4 – انتظر بنكيمون أن تاتي »إشارات« عن مواقف الدول والمجلس عن التقريرالذي أعطى عنه مقدمة غير محايدة، لكنه وجد أن الدول الأعضاء، تحدد السقف الذي وصلت إليه الأمم المتحدة، ولم تختر مثله أن تنسف السقف الذي وصلته في تعاملها مع أحد أقدم النزاعات في العالم..
إن الشجاعة الأخلاقية تقتضي أن يستخلص الدروس من عزلته، وأن يستحضر، في آخر مهامه أن الحقيقة لا تساير الهوى الذي صنعته الكواليس المعروفة، خارج الحق والشرعية والاتزان المطلوبين في مسؤول أممي كبير!