الواضح من رد فعل السيد بان كيمون ، الأمين العام للأمم المتحدة على مسيرة المغاربة الغاضبة أنه لم يلتقط مضامين شعورالشعب الذي خرج بالملايين. والواضح جدا من التمركز الرئيس على ذاته أنه لا يعطي لهذه المشاعر ولخروجه عن الحياد المطلوب فيه كحكم أممي في ملف معقد ومتشعب وذي رهانات عديدة ما يجب أن يعطاها من تقدير ومن احترام.

1- اعتبر الأمين العام مسيرة المغاربة «مهينة له» بدون أن يتساءل عما إذا كان وصفه لبلاد استعادت حقها بالتاريخ وبالشرعية وبالتضحيات لا يهين هذا الشعب.
2-لم ينصت الأمين العام لملايين الأصوات وهي تطالبه بأن يكون في مهمته لا غير وأن يحترم وضعه الحيادي، بل إنصات إلى صوته الداخلي وحبه لنفسه.
3- تجاوز الأمين العام، بما يشبه التهديد المبطن حدوده الأممية، وطالب بأن يقدم المغرب معطيات حول خروج وزراء إلى المسيرة. وفي ذلك نية مبيتة على التدخل السافر في سيادة بلد وفي سلوك حكومته وفي تحديد مدونة السلوك التي يجب أن يحترمها البلد الذي نعته بالمحتل!!

وما يجب أن يستخلص من هكذا مواقف هو أن السيد الأمين العام يريد أن « يعكس المعادلة ويصبح البلد الذي تعرض للإهانة مهينا والذي قام بها ضحية!

كما أنه يسعى أن يحافظ ويغذي التوتر الذي خلقه مع المغرب، عوض التصرف على ضوء ما تقدمت به بلادنا من ملاحظات تهم سلوكه في زيارة المنطقة وخروجه عن القاموس الأممي المعتمد في قضية الصحراء المغربية.

والواضح أن بان كيمون، يسعى إلى تحوير صلب القضية، بنقل الاتهام من معسكره إلى معسكر بلادنا التي كانت ضحية انزلاقاته.
ولعل الانزلاق الحالي، بخلاف السابق انزلاق ميداني وملموس يتجاوز القاموس إلى التدخل في شؤون بلاد مستقلة وذات سيادة.
لا يمكن لبلاد صارعت قوتين استعماريتين من أجل سيادتها وكرامتها الوطنية أن تقبل تدخلا سافرا من هذا القبيل ولا أن يضع السيد الأمين العام نفسه كوصي على سياستها الداخلية وعلى عواطف شعبها وتعبيراتها السياسية والمدنية والمجتمعية.

*رسالة الاتحاد

         الاربعاء 16 مارس 2016

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…