من المقرر أن تنتهي ولاية الأمين العام الأممي، بان كي مون، في دجنبر من هذه السنة، ليدخل إلى رفوف النسيان، خاصة وقد أثبت أنه كان أضعف من سابقيه، حيث كان أداؤه شاحبا باستمرار، حتى نسي العالم هل هناك منظمة اسمها الأمم المتحدة.
من المفيد أن نذكر بأن هذا الموظف الأممي، بدأ مهمته على رأس هذه المنظمة، سنة 2007، أي قبل حوالي عشر سنوات، عرف فيها العالم أحداثا جساما، في إفريقيا وآسيا والمنطقة العربية، لكنه ظل مختفيا في أروقة مقر المنظمة، بنيويورك، لا يحرك ساكنا.
شهد العالم في هذه الفترة حروبا أهلية وجرائم ضد الإنسانية وإبادة عرقية، في إفريقيا وممارسات وحشية في عدد من البلدان العربية، تحت حماية وبتمويل دول معروفة، ومازالت هذه المآسي متواصلة، مثل مأساة الشعب الفلسطيني، الذي يرزح تحت وطأة دولة صهيونية، يعترف العالم كله بأنها احتلال بالبطش والقتل والتشريد…
أمام كل هذا، ظل بان كي مون، منزويا في جُحْرِهِ الأممي، يدلي بتصريحات من حين لآخر، ويبعث ممثلا أو لجنة أو مفوضا، للقيام بوساطات فاشلة، أو كتابة تقارير، سرعان ما يغطيها غبار النسيان.
ليس هناك أكبر من مأساة المسلمين الروهينغا في برمانيا، والتي وصفها المفوض الأممي نفسه، بأنها “إبادة عرقية وجريمة ضد الإنسانية” ترتكب من طرف حكومة هذا البلد. غير أن الأمين العام للأمم المتحدة ظل يتفرج، على المظاهر الوحشية واللاإنسانية لهذه الجريمة.
اختار من بين هذه المناطق والقضايا، زيارة منطقتنا، التي لا حرب فيها، بفضل سياسة ضبط النفس التي يمارسها المغرب، هدفه هو تأجيج الصراع مرة أخرى، وتقديم الدعم للانفصاليين وللجزائر، بعد أن تَبَينَ، للقوى التي تُسَيرُهُ، أن فتيل هذا النزاع قد ينطفئ نهائيا، بهزيمة أطروحة الانفصال.
بعد كل المؤامرات والتواطؤات التي ساهمت فيها الأمم المتحدة، لتقسيم بلدان عربية، والتحريض على الاقتتال الطائفي والقبلي والديني، بقيت لأمينها العام، مهمة أخيرة، قبل مغادرة منصبه، وهي إذكاء الصراع، الذي كاد يخبو، في منطقتنا، بتقديم دعم سياسي وديبلوماسي ومادي للبوليزاريو وللجزائر، حتى تشتعل مرة أخرى.
عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت
يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…