لم يتوفق الأمين العام للأمم المتحدة، في توقيت ولا في برنامج الزيارة التي يقوم بها إلى الجزائر والمعسكرات الاحتجازية فيها.
أولا، لقد تزامنت الزيارة، في استفزاز واضح مع الاستعدادات التي كانت جبهة الانفصال تقوم بها، برعاية جزائرية معلنة ورسمية، من أجل الاحتفال بما تسميه ميلاد الجمهورية الوهمية.
وهنا لا بد من أن نذكر السيد بانكيمون، بأن الأمم المتحدة تعرض حلولا سياسية، لا يمكن أن يقبل المنطق أن ينسفها الأمين العام، عبر زيارة إلى ما يسمى الجمهورية في عيد ميلادها !
إنه إعلان استفزازي عن دعم الكيان الوهمي، ونَسْفٌ للاستفتاء نفسه، باعتبار أن الانفصاليين، مدعومين من الجزائر، يسعون إلى تطبيق الأمر الواقع من خلال إعطاء فهم واحد ووحيد لمقولة »تقرير المصير« التي يتغنون بها.
والزيارة تجرم في حق المغرب، ثانيا،عندما تتضمن التوجه إلى مناطق عازلة، تقررت إقامتها ضمن مسلسل وقف إطلاق النار، وتفادي المواجهة المباشرة مع الجزائر، الحاضن الرسمي لمشروع الانفصال وقيام الدولة الوهمية.
ثالثا، تدخل الزيارة ضمن أجندة أممية، إذ سيليها، في أبريل القادم تقديم بان كيمون لتقريره إلى مجلس الأمن حول الصحراء، إضافة إلى تخوفات من أن ينصاع إلى تأثير ممثله الشخصي الذي تربطه ببلادنا علاقة توتر معروفة، لا سيما وأن بان كيمون سيقوم بهذه الزيارة، كآخر زيارة له إلى منطقتنا قبل أن يوَدِّع مقر الأمم المتحدة وتنتهي ولايته.
إن زيارة بهذا السياق الزمني والرهان السياسي، لا يمكن أن تجتمع فيها شروط المساهمة في الحل السلمي الذي تتبناه المجموعة الدولية حيال النزاع المفتعل في الصحراء، بل لن نجانب الصواب إذا ما قلنا إنها زيارة استفزاز غير منتجة على صعيد توفير شروط التفاوض من أجل حل سلمي، بناء على المقترح المغربي بقيام حكم ذاتي ضمن السيادة الوطنية. وهو ما سبق أن صنفته الأمم المتحدة نفسها بالمقترح الجدي وذي المصداقية.
عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت
يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…