قد يختزل العنوان مسار المدينة التي ساهم جميع المغاربة في اعادة بنائها…وقد يكون شعار انبعاثها من تحت الرماد الذي خلفه زلزال 29 فبراير1960 حلما تبخر منذ ايقاف العمل بالمندوبية السامية لاعادة بناء اكادير اوائل السبعينيات لينبعث اخطبوط استباح المدينة عقارا وخيرات الى حدود التسعينيات ….بداية أفول مدينة كانت الى وقت قريب نقطة جذب للسواح من مختلف الجنسيات مدينة كانت تتربع على عرش السياحة المغربية بامتياز وبنفس الرواج كان ميناء اكادير نقطة محورية في بلورة اتفافية الصيد البحري مع الاتحاد الاوروبي بما يوفره من أ طر بشرية ولوجستيكية وما رافق ذلك ايضا من استنزاف للموارد البحرية …والحكي طويل
تقديم اراه مذ خلا ضروريا لوصف ما اعتبره اليوم حالة الركود العام لأهم مرفقين اساسين في ترويج المدينة (السياحة والصيد البحري)…هي حالة افلاس حقيقي للشبكة الفنذقية ويكفي ان نطلع على ملفاتهم القضائية لمعرفة حجم الكارثة وانعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية والنفسية على العاملين بالقطاع ….اما الميناء اصل مدينة فونتي هو الان عقار /امتداد طبيعي لمارينا 2 في انتظار المناسبة …ونحن امام هذه الصورة القاتمة تجد المدينة/الجهة نفسها مقصية من اي مشروع تنموي ينطلق من موقعها الاستراتيجي كحلقة وسط بين الشمال والجنوب نحو افريقيا …
هو اقصاء واضح وجلي وغير مفهوم الى درجة الاقتناع بان الامر متعمد ومفكر فيه….ليس من المعقول ان تكون المدينة بهذا الجمود وهي الى حدود الثمانينات كانت الرافعة الاساسية لاقتصاد المغرب من حيث العملة الصعبة…..وليس من الاخلاق بالمرة ان تترك لحالها بعد النهب والاستنزاف لكل الموارد البحرية …وليس من العدالة المجالية ان يتم الاهتمام بكل ارجاء الوطن (ولاحسد) الامنطقتنا التي انتظرت مسؤولا وزاريا مكلف بالتجهيزكي يخبرنا بان اكادير ومنطقة سوس قطب اقتصادي مهم لكن ينقصها الماء ونسائله بالمناسبة ما هيأتم كمشروع لانقادنا من العطش …بل حتى ما وصف بتحلية مياه البحر مازال يراود مكانه منذ سنوات …
أ كيد انه لا يمكن الحديث عن اكادير دون ربطه بجهة سوس الذي ذكرنا المسؤول بالمشكلة الحقيقي الذي ينتظر المنطقة ..الجفاف والعطش بعد ان كانت الرائدة في التصدير الفلاحي بل وسلة غداء المغاربة ايضا …هو نفس الاسلوب كما في الصيد البحري والسياحة استنزاف ونهب …ولكي يكتمل المخطط اعادوا تقطيع الجهة على مقاس اخر بعد بتر ورزازات من سوس في لحظة مفصلية بعد ان استثمرت سوس كل اموالها في هذه المدينة التي اصبحت رافعة للطاقة النظيفة وولت وجهها نحو الشرق
ان مؤشرات التنمية بالمدينة /الجهة لا يبعثان على الارتياح اضافة الى الافلاس الشبه الكلي للقطاعات الحيوية كالفلاحة والسياحة والصيد البحري يدفعنا وبشكل استعجالي الى المطالبة بانقاذ المدينة /الجهة بل واخراجنا من التهميش والتفقير والاقصاء من المشاريع التنموية الكبري …فسوس ليست عابرة في تاريخ هذا المغرب ولا نطلب الا حقنا من الاستثمارات العمومية …اما الاشياء الاخرى فهي تفاصيل صغيرة جدا…..
فاذاكان التاريخ يضع المنطقة دائما على يسار المخزن …فهو يضعها دائما على يمين الوطن.
انتهى الكلام
*الاثنين 15 فبراير 2016