كيف يمكن أن نفسر إصرار المدعو «أبو النعيم» على مواصلة التحريض على الأفراد والمؤسسات، ونعتهم بتشجيع الشرك بالله وإشاعة الكفر، حيث وصف في آخر تسجيل له نقابة الصحافة «بالوثنية» والقناة الثانية «بالصهيونية» و»المجرمة»، وإدعى أنها دشنت من طرف شمعون بيريز؟
ما يثير في سلوك هذا الشخص هو سبق الإصرار والترصد، لإرتكاب جرائم يعاقب عليها القانون، حيث إن ما قاله في حق نقابة الصحافة والقناة الثانية وشخصيات سياسية وثقافية، يدخل في خانة التحريض على الكراهية والعنف، وهي أفعال تعاقب عليها القوانين المغربية، وقد سبق له أن أدين من طرف المحكمة الإبتدائية بالبيضاء، في فبراير 2014، بشهر موقوف، وبدفع غرامة مالية تقدر ب 500 درهم، بتهمة إهانة هيأة منظمة، والمقصود بها وزارة الأوقاف والمجلس العلمي الأعلى والرابطة المحمدية لعلماء المغرب.
و رغم أن المحكمة كانت قد أثارت مع أبوالنعيم، موضوع تكفيره للكاتب الأول للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، وحزبه، إلا أنها ركزت على المؤسسات الدينية، ووضعت مسألة تكفير الأشخاص والهيآت الحزبية في الدرجة الثانية، وصدر الحكم خفيفا، بردا وسلاما على المتهم، الذي خرج من المحكمة منتشيا، يصرح بأنه لن يتوقف عما قام به، إذ يعتبره واجبا شرعيا.
و فعلا لم يتوقف هذا الشخص عن عملية التحريض على الكراهية والعنف، متماديا في ما يقترفه، بعد أن تيقن أن هناك تساهلا معه، لا يمارس مع الآخرين، الذين يعتقلون وتتم إدانتهم، بتهم التحريض على الإرهاب. فما هو السر في هذا التساهل؟ هل لأن هناك تعاطفا مع مواقفه من طرف جهات نافذة في العدالة، خاصة وأنه يوجه تهمه للمعارضين الإشتراكيين ولشخصيات معروفة بموقفها المناهض للظلامية وللقناة الثانية، التي قاد الأصوليون، حتى من داخل الحكومة، حملات إيديولوجية ضدها. والآن جاء الدور على نقابة الصحافة، لتوصف «بالوثنية»، أي أن مسؤوليها أصبحوا متهمين من طرف أبو النعيم ب»الكفر» و»الشرك».
لحد الآن لم تحرك النيابة العامة المتابعة في حق هذا الشخص، رغم أن ما روجه في شريط فيديو، هو تحريض واضح على العنف، لأن هناك من يمكن أن يلتقط هذا الإتهام بالكفر والشرك بالله، ليَمُرَ إلى التنفيذ. فالمنفذون في غالبهم أشخاص بسطاء، كما أثبتت كل التجارب، يتم شحنهم من طرف «شيوخ الظلام»، «للجهاد من أجل نصرة الحق ودين الإسلام»، وهم موجودون ويتناسلون يوميا، حسب الإيقاع المهول الذي تكشف عنه عمليات تفكيك الخلايا الإرهابية بالمغرب.
*عمود بالفصيح
عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
الاربعاء 3فبراير 2016