تعددت الأشكال النضالية والاحتجاجية التي يخوضها الأساتذة المتدربون دفاعا عن حقوقهم، لإسقاط المرسوميْن المشؤوميْن.
وبالرغم من مجابهة حكومة عبد الإله بنكيران للمسيرات الاحتجاجية السلمية ،إلا أن الأساتذة المتدربين، لم تثنهم الهراوات التي هوت على رؤوسهم ذلك “الخميس الأسود” عن مواصلة نضالهم المشروع، فهم لم ولا يتركون مناسبة إلا وأسمعوا من خلالها أصواتهم التي ترتفع مطالبة بإحقاق حقوقهم المشروعة، والمتمثلة أساسا في عدم فصل التكوين عن التوظيف.
وفي هذا الباب، ابتدع رواد “العالم الأزرق” صيغا جديدة للاحتجاج والشجب والتنديد بما يحرم الأساتذة المتدربين من حقوقهم المشروعة، مثل توظيف عيد ميلاد أحد الأساتذة المتدربين، الشاب رشدي الديبي (من تازة) بشكل مختلف، حيث حوروه من احتفال معهود عادي إلى مناسبة نضالية غير مسبوقة، إذ كتبوا على الحلوى:لا للمرسومين المشؤومين، وهتفوا وصرخوا بملء أفواههم لإسماع رسالتهم.
هذا الإبداع في الاحتجاج، لبعث الرسائل الواضحة إلى من يهمه الأمر، جعل المعنيين بهذه المعركة النضالية يتبادلون هذه الصورة للتعبير عن موقفهم الثابت في اسقاط المرسوميْن المشؤومين اللذين تفتقت عبقرية الحكومة بفرضهما عنوة دون تقدير العواقب الوخيمة.
وهو أسلوب جديد في الاحتجاج، أسلوب حضاري بكل امتياز، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، إذ يؤكد بالملموس مستوى الوعي والنضج والمسؤولية لدى هؤلاء الأساتذة المتدربين، الذي حاولت حكومة بنكيران جاهدة أن تقلل من شأنهم وتحقِّر مطالبهم وتستصغر ما قد ينتج عن سياسة غير متبصرة ما انفكت تنهجها باستمرار وتشويه سمعتهم بالكيد لهم وتلفيق تهم باطلة كتهمة التبعية لجماعة “محرضة” ومحظورة (جماعة العدل والإحسان) لإثنائهم عن إحقاق مطالبهم المشروعة.
إن من كان هذا أسلوبهم في رفع الصوت بالاحتجاج من أجل حقوق مشروعة، لا يمكن إلا أن يحترموا، فالأسلوب
أسلوب حضاري، وليس بدخيل على هذه الفئة من الأساتذة المتنورين. ولعل هذا ما يغيظ حكومة بنكيران ويجعلها محط انتقاد ولوم.
فهي تصر على صم آذانها، رغم كل التعاطف الجارف للمجتمع بكل فئاته وطبقاته مع الأساتذة المتدربين. و هذا ليس بغريب عن حكومة اختارت القطيعة مع كل الفئات بما فيها المركزيات النقابية التي تعتبر شريكا حقيقيا كما ينص على ذلك الدستور.
وبالمحصلة، وفي انتظار أن تراجع حكومة بنكيران مواقفها التي امتعضت منها كل شرائح المجتمع، وتستجيب لمطالب الاساتذة المتدربين وإنقاذ هذه السنة حتى لا تكون بيضاء، نقول للأستاذ رشيد الديبي ولسائر الأساتذة المتدربين: عيد ميلاد سعيد، وليكن فاتحة عهد وفأل سعد بإسقاط المرسوميْن المشؤوميْن.

*عن جريدة الاتحاد الاشتراكي

12552780_10205887347038949_8801052274665294171_n

‫شاهد أيضًا‬

الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس يناقض أفكاره الخاصة عندما يتعلق الأمر بأحداث غزة * آصف بيات

(*) المقال منقول عن : مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ألقى أحد الفلاسفة الأكثر…