استهلال:

“العدالة ليست أن تكون متضامنا مع الشعوب المقهورة ولكن أن يكون لديك حب الحق والرغبة في الاحتفاء بأولئك الذين يلهبهم الجحيم والعمل معهم، بأولئك المعذبين في الأرض بلغة فرانز فانون”[1]

يتبادر إلى الأذهان إلى أن النخبة هي كتلة متجانسة من الكائنات العاقلة وأنها تحتل قلب الأحداث ومركز القرار وتوجد في البني الفوقية وعلى رأس المؤسسات والأحزاب والهيئات وأنها تمنح الدول الاستمرار وتحافظ على ذاكرة الشعوب وتلاحم المجتمع وصلابة التقاليد وتتمسك بسيادة الوطن وتعتز بالهوية. وتتوزع بين الاقتصادي والاجتماعي وتنتقل بين السياسي والنقابي والحقوقي وتتبادل الأدوار مع المجال الإعلامي والمجال الثقافي وتتحكم بصورة مستمر في التنظيم الإداري والنشاط الأكاديمي في الجامعات.

غير أن كل هذه التصورات مجرد انتظارات لا تأتي وأماني لا تحقق على صعيد الواقع، فنحن أمام نخبة مفككة يكثر فيها اللف والدوران، وتتشكل من كتل متحولة تعرف الكثير من الذهاب والإياب والمنسوب القيمي الذي تمتلكه يشهد بدوره الكثير من الصعود والهبوط وقد أدى ذلك التخبط إلى هروب من الحرية والوقوع في نية سيئة تظهر في صورة التباين بين الأفكار والأقوال والأفعال والفجوة بين التنظير والعمل.

كما يمكن تفريع الموضوع إلى حقول متعددة بما أننا أمام نخب في الجمع وليست نخبة موحدة في المفرد وتتكون من عناصر متحركة وتعلب عدة أدوار ولها الكثير من المصالح وتحتل مواقع في المجتمع متنوعة ويوجد في كل نخبة جانب محافظ يميني يشده للماضي وجانب تقدمي ثوري يتجه إلى الأمام وينشد التغيير.

لقد شملت المداخل المفضية إلى دراسة النخبة اهتماما سوسيولوجيا بمسائل “طباع الشخصية” وبحثا حول “خصائص الذوات الفردية ومحاولة إيديولوجية مفلسة من بعض المنظرين لمعرفة “طبيعة المجتمعات”، وأطلقت العديد من الصفات النوعية مثل الطليعة والصفوة والأنتليجنسيا وخاصة الخاصة والطبقة المهيمنة ومجموع الشخصيات الاعتبارية والبيروقراطية والتكنوقراط والملأ وأولياء الأمور والأشراف والأعيان والعلية كمقابل العوام والسواد الأعظم والشعب والعامة والدهماء والحشود والجموع والطبقة المضطهدة.

اللاّفت للنظر هو توتر العلاقة بين النخبة “المثقفة” و”عامة” الشعب وتبادل نظرات الازدراء والتبخيس، فظهرت بعض النعوت التعزيرية على غرار الشعوبية والنخبوية. غير أن المنطق الثوري حكم بالحركية والتسلق الطبقي وصارت النخبوية دورا طليعيا وأضحت الشعبية حركة نضالية تعبر عن انحياز والتزام.

تحتاج النخبة أكثر من أي وقت مضى إلى نقد ذاتي في مرحلة أولى ويطلب الموقف المعرفي النظر إلى نفسها من زاوية الجمهور والمجتمع المدني لا من زاوية السلطة الرسمية في مرحلة ثانية وبالإضافة إلى ذلك انه من المستعجل بالنسبة إليها أن يتم عرضها على طاولة التشريح وتجرى عليها عمليات النقد والتفكيك لكي تتخلص من الآفات التي تهددها وتخرج من الوضع المقلوب والوعي الزائف الذي تعانيه.

فهل تحتاج الدولة الديمقراطية الحديثة إلى جمهور مستنير أم إلى نخبة فاعلة؟ وهل النخبة العربية مذعورة وخائفة أم هي مدجنة ومهترئة؟ وبأي معنى ترضخ تحت التبعية ومغلوب على أمرها؟ وكيف تمارس المهادنة والمراوغة؟ متى تخرج من وضعها المتأزم وتعود إلى ممارسة دورها الطليعي في القيادة والتأثير؟ وبماذا يتم تحديد النخبة؟ هل من خلال العناصر التي تشكل منها أم من خلال الموقع الذي تحتله؟ وأي وظيفة أساسية يطلب منها أن تؤديها؟ ومن يصنع النخبة عندنا؟ هل هو المناخ العام أم سلطة الدولة؟ وماذا لو كانت طبيعة الجمهور هي التي تؤثر في تشكيل النخبة التي تقوده؟ وبأي معنى تمارس النخبة دورا عموميا وذلك بالاضطلاع بتنوير الجمهور؟ ولم لا يمكن تصور جمهور بلا نخبة أم نخبة بلا جمهور؟ ألا يجدر بالنخبة أن تهتدي بالعقل الجمهوري وأن تتعلم إيتيقا التفاهم وآداب الحوار وفنون التواصل من الشيم الاجتماعية وقيم التضحية والوفاء والضيافة وإرادة العيش المشترك التي يدخرها الرأسمال الرمزي للأمة؟ وما مستقبل النخب في الحالة العربية؟ أي دور استراتيجي لها في حضارة إقرأ؟

في التفارق بين النخبة والجمهور:

“إن تمييز عصر التنوير بين الإيمان بالسلطة واستخدام المرء عقله تمييز مشروع بذاته. فإذا حل نفوذ السلطة محل حكم المرء الخاص، حينئذ تكون السلطة في الواقع مصدر الأحكام المسبقة. ولكن هذا لا يحول دون أن تكون السلطة مصدرا للحقيقة”.[2]

لقد قيل “كما تكونوا يولى عليك” وقيل أيضا حال النخبة يعكس الظروف المادية التي تعيش فيها وبهذا المعنى تعيش النخب في ظل التفاوت بين الطبقات والاحتدام بينها وتزايد الهوة بين الأثرياء والمعدمين وتفكك الطبقة الوسطى التي كانت تمثل إطار التوازن وفضاء التعايش السلمي بين الأفراد والجماعات.

يمكن التحقق من مجموعة من الفرضيات واختبارها بواسطة تشريح أزمة الجسد الاجتماعي اليوم:

– لا يحترم المجتمع نخبه ولا يمنح مثقفيه الاعتراف ولا يقوم بتقدير مبدعيه ولا يجد المجدد التأييد الضروري من المجال العام الذي يتوجه إليه وما يحضر هو عدم الاكتراث والصد والازدراء.

– لقد وقع افتكاك زمام المبادرة من النخبة من طرف الجماهير وانتصرت إرادة الشعب على النزعة الأنانية وسادت العقلية التضحوية على الروح الاستثئارية وشطبت القوى الشبابية الصاعدة حاجتهم إلى المنقذ والزعامة والقيادة ووقع التعويل على الذات والمضي قدما.

– لا فرق بين النخب التقليدية التي تستمد وجودها من سلطة التقاليد وتمارس دورها في إطار الترسب الاجتماعي والتراكم التاريخي للخبرات والنخب التحديثية التي تعيد إنتاج نظام الهيمنة على الجمهور بوسائل تقنية ووسائط اتصال متطورة وتستبدل المقولات التراثية بمقولات حديثة.

– لا تحل الطريقة التمثيلية أزمة الديمقراطية النيابية بل تزيد من درجة التوتر بين النخبة والجمهور لما تسيء الجماهير اختيار ممثليها وتتنصل الفئة المنتخبة من تلبية رغبات الناخبين ومطالبهم.

ينظر الجميع بالإعجاب ويمنحون التقدير إلى رجال الدين ورجال المال والى رجال السياسة وفي المقابل يعزفون عن تقدير المظلوم والمناضل والشاعر والكاتب والمثقف والمفكر والحكيم والمبدع والمربي باستثناء من ينال منهم شهرة وتشاء الظروف أن يحصل على جوائز مالية ويتوج في مسابقات رسمية.

* ما نلاحظه هو وجود هوة بين التفكير العلمي للنخبة في شخصياتها الوظيفية والتصورات العامية التي تحدد سلوكها وتفاوت في درجات الوعي الأخلاقي بين الانتماء إلى المجموعة العلمية وساحة المجتمع. فهل يعود هذا التمزق الوظيفي إلى الفجوة القائمة على الصعيد الأخلاقي بين التفكير العلمي والتفكير العادي؟

* حاولت النخبة عقلنة المعتقدات الدينية وانخرطت في مشروع العلمنة الفوقية التي قادتها الدولة الوطنية ولكن يبدو أنها عجزت عن إنتاج مرجعية أكسيولوجية بديلة عن الرؤية الدينية للكون وفشلت في تحويل بعض القيم مثل الحرية والعدالة والمساواة إلى معايير توجيهية للسلوك بالنسبة للجمهور، بل تبنت معقولية سياسية وإيتيقية ونادت بمنظومة حقوقية هجينة ومستنسخة من تجارب ثقافية مختلفة وحاولت إسقاطها بشكل تعسفي على الذات الجماعية بالرغم من تصادمها مع التمثلات التي يوفرها المكون الحضاري واعتدائها المتكرر على الرأسمال الرمزي للمجتمع (آداب الشدة وإحراجات التفريق)، فألا يعبر مثل هذا التمشي عن حالة من الاغتراب (الغربة)؟ ومتى تكون النخبة الخاصة بنا ثمرة المعقولية الذاتية؟

* لقد أكدت الفلسفة المعاصرة على الحضور القوي للدين في المجال العام (دريدا- هابرماس- رولز- تايلور) ودعت إلى التعامل الايجابي مع الظاهرة الدينية في بناء الديمقراطية في المجتمعات التقليدية. غير أن النخبة الخاصة بنا واصلت نهجها الانغلاقي وأصرت على التناقض بين الدين والديمقراطية ووقعت في الخلط بين الإسلام والتيارات السياسية التي تدعي الانتساب إلى الفكر السياسي الإسلامي وتبنت من حيث لا تدري الأحكام المسبقة الخاطئة التي دأب الغرب على إصدارها حولها وساهمت في تشكل الخطاب الاستشراقي الذي حاول أدوار سعيد تفكيكه بالكشف عن آليات الهيمنة التي تمارسها الأجهزة الإيديولوجية للعولمة بقوله: “المفارقة الساخرة تكمن في أن الآراء الغربية حول الإسلام تفضل، إجمالا، أن تقرن الإسلام بما يعارضه مسلمون كثيرون في الوضع الراهن: العقاب، والاستبداد، والأنماط المنطقية المتصلة بالقرون الوسطى والسلطة الدينية”.[3] فكيف تتخلص النخبة في مستوى نظرتها المعيارية لنفسها من قبضة الخطاب الاستشراقي الذي يقوم بتغطية الإسلام وشيطنة العرب بعبارة أدوار سعيد؟

يترتب على ذلك أن التمركز على الذات وتبني الخطاب الاستشراقي والوقوع في الاغتراب بالمعنى الاجتماعي والاقتصادي والغربة بالمعنى الروحي والوجودي وانتاج ثقافة آمرة تبشر بالمجتمع المغلق والأحكام المعيارية المطلقة هي التي وفرت أرضية التفارق بين النخبة والجمهور وتشكل نظرة استعلائية.

“ولعلنا لا نغالي إلا قليلا في قولنا إن المسلمين والعرب تتم تغطيتهم الإعلامية أساسا ويدور النقاش حولهم ويتم إدراكهم بوصفهم موردي نفط أو إرهابيين محتملين. أما تفاصيل الحياة العربية– الإسلامية والكثافة الشعورية الإنسانية وزحمها النابض قلم يدخل إلا النزر اليسير منها حتى في وعي أولئك الذين امتهنوا تغطية العالم الإسلامية ووضع التقرير عنه. ونجد لدينا عوضا عن ذلك سلسلة محدودة من الكتابة الكاريكاتورية الفجة المختزلة حول العالم الإسلامي معروضة بطريقة من شأنها أن تجعل هذا العالم معرضا للعدوان العسكري”.[4] فماهي الشروط التي يجب توفيرها لتحقيق المصالحة بين النخبة والجمهور؟

في المصالحة بين النخبة والجمهور:

“لقد مكنت الرؤى الميتافيزيقية والدينية عن العالم النخب الفكرية الصاعدة من التعالي على أحداث العالم بما فيها العمليات السياسية وعلى تبني موقف مستقل نحوها جملة واحدة ومنذ ذلك الحين صار الحكام السياسيون عرضة للنقد أيضا”.[5]

* لقد ميزت الفلسفة المعاصرة مع أرندت وفايل ولوفور وهابرماس بين السياسة والسياسات والسياسي ونزلت الوظيفة الطليعية للنخب ضمن التمثيل الرمزي للدولة في النقاشات العمومية من أجل السيطرة على القرار السيادي وليس ضمن الفهم الذاتي للجماعة التاريخية أو آلية المشاركة السياسية من طرف المجتمع المدني في الحياة المدنية واثبات قدرته في مواجهة التقاليد البيروقراطية. لكن النتيجة هي احتكار النخب صفة التكلم بلسان الشعب وادعائها التمثيل الحقيقي ونزع صفة السياسة عن الجمهور وتحييد السياسي من التدخل في الإطار السيادي للدولة. فكيف تحولت النخب إلى “سدنة” للأنظمة الاستبدادية؟

إذا أردنا تحديد النخبة علينا بالعودة أثناء البحث إلى الكوادر والإطارات والكفاءات في مرحلة أولى والى البرامج المصاغة والتصورات المنجزة والتجارب التكوينية والمخابر العلمية والنظم التعليمية في مرحلة ثانية، ثم الحفر في المسلمات الضمنية والخلفيات والتقاليد والمرجعيات ورؤى العالم في مرحلة ثالثة.

في الواقع يجب التمييز بين الدولة والنخبة ومن المفروض الانتباه إلى أن النظام السياسي الذي يتحكم في دواليب المجتمع هو الذي يجعل النخبة وسيطا ضروريا للتواصل والتأثير على الشعب وفي المقابل تدعي النخبة تمثيل الجماهير والتعبير عن طموحاتها وتطلعاتها ولكنه تتحول إلى أداة طيعة عند السلطة الحاكمة.

“لا نستطيع أن ننكر العنف الذي يختبىء في التمثيل اللاّمتكافىء للقوى الاجتماعية داخل جهاز الدولة وهنا يكمن الصواب الجزئي لماركس: إننا لا نعرف دولة لا تمنح منافع وامتيازات للطبقة المسيطرة”.[6]

لا جدال في أن الدولة تقوم بتأمين الاستمرار الفيزيائي للنخبة وتضمن لها تحقيق مصالحها المادية ولكن في المقابل تعمل النخبة على تحقيق التماثل بين دولة القوة ودولة الحق وتتدعي عملها من أجل مصلحة الجميع وليست دولة الفئة الغالبة على حساب مصالح الفئات الاجتماعية الأخرى وتحتكر العنف لصلحها.

لكن من جهة أخرى بأي معنى يجب القول بأن الدولة هي التي تنظم الجماعة التاريخية وتعتمد على القوة المعرفية للنخب بدل الحق والشرعية؟ وهل مازالت هناك جدوى لدور النخب في المجتمعات العربية؟

لقد كشفت الإنتفاضات والثورات العربية منذ عقود عن خفوت وتراجع إن لم نقل عن صمت مريب وأحيانا عن تواطؤ ماكر وضليع لبعض النخب السياسية والمثقفة في إجهاض مشروع التغيير الديمقراطي الحقيقي ضد كيانات الاستبداد والإفساد في الوطن ولأن جل النخب على اختلاف مشاربها وتوجهاتها السياسية والثقافية والفكرية قد أخلفت موعدها مع هذه اللحظة التاريخية الحاسمة بشكل عام.

يفسر برهان غليون في مقدمة كتابه “مجتمع النخبة” فشل الدولة القومية في تحقيق التحرر السياسي والعقلي بمهربين رئيسيين: المهرب الأول التعلل بضخامة الهجمة الامبريالية بدل إلقاء المسؤولية على القيادة التاريخية والاجتماعية، والمهرب الثاني هو تبرير التراجع بتقاعس الجمهور وجمود الشعب ومحافظته الدينية والعشائرية. “إن الشعب مذنب وان على النخبة المثقفة أن تقوم بدورها في الطلب من الشعب التكفير عن سيئاته تجاه حكامه ومنقذيه. وهذه المقولة موجهة أساسا إلى النخبة المثقفة الجديدة لعزلها عن أية محاولة تعاطف مع الشعب المسحوق ولدفعها لتقف مع الدولة ضد الشعب”.[7]

كما يطرح على طاولة النقاش فرضية أن “الوعي الاجتماعي لا يشكل امتدادا عفويا أو تطورا تلقائيا لعقل أو لبنيان عقلي ثابت لا في شكله ولا في مضامينه وسواء أكان عربيا أم أجنبيا، قديما أم حديثا، وإنما هو محصلة حية ومركبة لمجموع الممارسات الاجتماعية. ومن هنا يصبح الفكر وتصبح الإيديولوجيا وأشكال الوعي جزءا من استراتيجيات التحول الاجتماعية الشاملة. ولن تعود حسب غليون دراسة الحركات الإيديولوجية وأشكال الوعي مرتبطة بالكشف عن جوهرها الثابت والجامد وإنما تابعة لدراسة السياسة أو السياسات الثقافية التي تعبر عن استراتيجيات مختلف الفئات الاجتماعية في الصراع على حيازة السلطة الفكرية أو الرمزية في المجتمع. إذ تقوم الإيديولوجيا باحتواء المعرفة وتوظفها في الصراع الاجتماعي بشكل رمزي. بناء على ذلك يمكن أن تنتزع الفكرة الإيديولوجيا من سياقها الاجتماعي والتاريخي وتلعب دورا مغايرا وتؤدي وظيفة مناقضة لوظيفتها الأصلية وتتحول الفكرة التحررية إلى وسيلة لممارسة القمع والاستبعاد وتصبح الإيديولوجيا الثورية غطاء نظريا للممارسات الرجعية والمحافظة المطلقة على الوضع القائم. كما لا تتعامل الإيديولوجيا بالمضمون المعرفي للأفكار بل تستخدمها رمزيا وتخضع لمصالح السياسية والأغراض الاجتماعية ومن جهة مقابلة يمكن “للإيديولوجيا الرجعية أن تستعمل العلم والنظريات والمفاهيم العلمية كأساس لها… وليس من المستبعد أن تعكس الممارسة القطرية والطائفية نفسها في إيديولوجيا قومية… أو تأخذ الممارسة المحافظة والمعادية لكل تغيير أو إصلاح لغة الإيديولوجيا الثورية، وإلا الطموح إلى سلطة مادية استهلاكية مظهر الإيديولوجيا الروحانية والمثالية”.[8]

لقد برزت المفارقة عندما يكون الجمهور وليس النخبة من خلال الانخراط الايجابي في الحراك الثوري والمشاركة الشعبية الواسعة في الاستحقاقات الثورية وبعد ذلك الرضا التام بالمسار الانتقالي وعزوفه عن الاحتجاج والفوضى والتزامه بقواعد النظام وتوجهه نحو العمل هو الذي ساهم بشكل فعلي في نجاح التجربة الثورية في البداية والعملية الانتقالية بعد ذلك. على خلاف ذلك واصلت النخبة مسلسل الصراع على المواقع وسارعت بكل الطرق نحو حصد المنافع وتحركت وفق منطق الغنيمة والمصلحة الفردية فزاد منسوب الملكية والربح والثروة لديها واتسعت الهوة بين الفقراء المضطهدين والأغنياء المحتكرين. في المقابل، أليس المطلوب هو يقظة ضمير لدى النخب؟ وبأي معنى تسبق الجماهير في امتلاك الوعي؟

ماهو الدور العمومي للنخبة؟ وألا يخفي وظيفة إيديولوجية خاصة لفائدة للطبقة الحاكمة؟

“إن التحرر، عقليا كان أو ماديا، وبصرف النظر عن الإيديولوجيا التي يمتشقها والراية التي يرفعها، لا يمكن أن يتحقق ضد الشعب، وإنما معه، وبقدر ما يكون له لا عليه. وكل ما عدا ذلك هو عودة مقنعة للقرون الوسطى ولعقلية النخبة الاجتماعية الملهمة والمعصومة التي تضع نفسها فوق الجماعة، بل بديل عنها”.[9]

يعتقد البعض أن دور النخبة هو إنارة الرأي العام والمجاهرة بالحقيقة في وجه السلطة والانحياز للطبقات المضطهدة وتقوم بتبني مطالبها وتدافع على حقوقها وتحرص على إخراج الجموع من وضع الجهل والتوحش والتبعية والقصور إلى وضع المدنية والحرية والمواطنة والمشاركة الفعلية في الحياة المجتمعية.

غير أن استنطاق الوظيفة الإيديولوجية للنخبة يبين خلاف ذلك تماما ويكشف عن وجوه خفية وأدوار غير معلنة وأسرار في عملية التشكل والصنع وينتبه إلى الدور الخصوصي للنخبة في إضفاء الشرعية على ممارسات السلطة القائمة ورعاية مصالح الأقلية من المتنفذين على حساب المصلحة المشتركة للناس.

كل نظام سياسي تشكل حديثا وأمسك بزمام الحكم في دولة معينة يقوم بصناعة النخبة التي تروج لإيديولوجيته وتمنحه الشرعية وتساهم في نفوذه واحتكاره التكلم باسم الشأن العام وممارسته الهيمنة على المجتمع وتدعمه في تحقيق أغراضه وتتمتع في المقابل ببعض الامتيازات الطبقية والمنافع المادية.[10]

لا أحد ينكر الدور الايجابي للنخبة على مر العصور والدليل أنه إذا أردنا معرفة حال ثقافة معينة فإنه يجدر بنا قياس درجة التحضر لدى نخبها الإصلاحية ولا ننفي عنها أيضا الدور السلبي الذي يمكن أن تلعبه نخبها المحافظة، ولكن ما نراهن عليه لا يتوقف عند كيل المديح للنخبة ولا يتعدى إلى تحميلها مسؤولية الكوارث التي حصلت للأوطان والتصحر الثقافي ولا ينصب حول شطبها من الوجود وإنما نرو إلى تعبيد الطريق نحو “جمهور النخبة” أو”نخبة الجمهور” مع حذف كل أشكال التعصب عن الجمهور ومظاهر الإقصاء عن المثقف النوعي دون الوقوع في الابتذال الجمهور وتبسيطه وتنميط النخبة وتعاليها.

يتساءل حنفي عن دور الجماهير في الحياة السياسية للدول العربية: “هل تعودت الجماهير في تاريخها الحديث من محمد علي حتى عبد الناصر على أن تعمل في الدولة وتخدم مشروعها الوطني الذي تقوم به الدولة نيابة عن الأمة”؟[11] يربط حنفي الانقلابات العسكرية بسلبية الجماهير وتجنيدها من طرف السلطة الحاكمة وقصر الفترة اللبيرالية ووفودها من الخارج بقوله: ” تعودت الجماهير على الطاعة والسلبية والتصفيق للحكام حربا أم سلما اشتراكية أم رأسمالية قطاعا عاما أم قطاعا خاصا التي يعبر فيها الزعيم والقائد والأخ عن مصالح الجماهير؟ هل اكتفاء الجماهير بالسعي وراء الرزق والبحث عن رغيف الخبز مع التنازل عن الحرية”؟.[12] بعد ذلك يفسر تأبد هذه العقلية السلبية بوجود آراء في الموروث القديم تجعل الجماهير مطيعة للحكام وخائفة من الحرية. في المقابل يدعو حنفي إلى مشاركة كافة الطبقات في المطالبة بالخبز والحرية معا وفي الخروج على الظالم وقول شهادة الحق في وجه إمام جائر بعد النصيحة والأمر بالمعروف ويدعو إلى تحمل الأمانة التي شرف بها الله الإنسان وأداء الرسالة التي حملها الإنسان طوعا أو كرها.[13] علاوة على ذلك يربط تخلف الدول بتخلف المنوال التنموي المعتمد ويبين أن التنمية قد كانت مركزية بفعل الدولة ودون مشاركة شعبية كبيرة أو رقابة ودون إحساس من الناس بأن عائدها لهم فإذا قامت محاولات تنموية جديدة فالأجدر أن تبدأ بإعادة صياغة مفاهيم التقدم والتأخر في الثقافة الموروثة حتى تتأصل مشاريع التنمية في الثقافة الشعبية وتكون نابعة من الناس ومن تاريخهم تحقيقا لمصالح حاضرهم وأملهم في المستقبل”.[14] فكيف نعيد للنخبة وظيفتها الأصلية وهي خدمة الفضاء العام؟ وهل يرتكز الأمر بالأساس على ادعاء العصمة والريادة باسم بتنوير الجمهور أم يستوجب النقد الذاتي والمراجعة الجذرية والالتزام بالشيم الاجتماعية والأصالة الحضارية؟

لقد قام عصر التنوير بتشويه مفاهيم السلطة والنفوذ واعترض على أرستقراطية المعرفة وألغى التقسيم التقليدي للمجتمع إلى عامة وخاصة ونادى بجمهورية الحقيقة وديمقراطية المعرفة وحق الفرد في استعمال العقل بطريقة نقدية حرة. غير أن عصر التنوير فشل في تشويه مفهوم السلطة وبقيت النخبة الحكم المسبق الذي لا يمكن تفاديها في التنظيم العقلاني والفعل البيروقراطي لكل مجتمع حسب تعبير ماكس فيبر.

لقد نظر عصر التنوير إلى السلطة بوصفها المقابل للعقل والحرية ورمز للدكتاتورية التي تقتضي الطاعة العمياء والخضوع التام في حين أن هذا الحكم المسبق حسب غادامير يقوم بتحريف مفهوم السلطة في حد ذاتها وذلك لأن جوهر السلطة لا يتأسس على الطاعة والخضوع بل على فعل الاعتراف وامتلاك المعرفة.

فالأشخاص الذين يتمتعون بالسلطة ويشكلون نخبة المجتمع هم الأشخاص الذين يحتلون المقام الأول ويمتلكون معرفة وجدارة وأهلية ويحوزون على كفاءة أكثر من غيرهم ولهم أفضلية في الحكم والرؤية ويضطلعون بالأسبقية وتكون لهم الأولوية في اتخاذ القرارات المصيرية والمشاركة في التدابير الفعالة.

في الواقع لا يمكن أن توهب السلطة لبعض الأشخاص دون مران وتجربة ومعرفة ولا يحق لأي كان أن يتمتع بها دون طلب واجتهاد وبذل بل تستند إلى الاعتراف بالأفضلية ووعي العقل بحدوده ومنح الثقة لرؤية القلة. بالتالي لا يستوي الذي يعلم مع الذي لا يعلم وتم رفع البعض على البعض الآخر درجات ووجهت الدعوة للجمهور إلى طاعة أولياء الأمور ومشاورة أهل الحل والعقد من النقباء في دقائق الأحكام وسياسة الرعية. ” وهكذا فإن الاعتراف بالسلطة مرتبط دائما بفكرة أن ما تقوله السلطة ليس غير عقلاني واعتباطي ولكنه من حيث المبدأ يمكن أن يكتشف بأنه قول حقيقي. وهذا هو جوهر السلطة التي يدعيها المعلم والأعلى مقاما والخبير”.[15]

إذا فهمنا سلطة النخبة على نحو صحيح فهي لا تكون ذات علاقة بالطاعة ولا تتضمن القدرة على إصدار الأوامر ولا تستوجب أن تكون مطاعة ولا تستمد من الشخص الذي يمارسها بل ترتبط بالمعرفة وفعل الحرية وقدرة العقل على اكتشاف القول الحقيقي وما توفره هذه التجارب من رؤية أوسع وتعلم بشكل أفضل وتستند السلطة إلى الاعتراف وتتعلق برفعة المقام وأهمية الموقع وتستند إلى التراتبية والنظام.

يمكن مناقشة الأفكار المحافظة التي أتي مجد بها غادامير السلطة والنفوذ والتراث بالعقلانية النقدية عند يورغن هابرماس وتأكيده على الفعل التواصل بين الأفراد العاقلين والمواطنين الفاعلين في الفضاء العمومي ضمن تصور إجرائي تشاركي للديمقراطية يحترم التعدد والاختلاف ويقوم بتسويات وتفاهمات.

لكن كيف يتم الانتقال من شعار “تجنيد الجماهير” سيء الذكر من طرف النخبة من أجل تحقيق مصالح النظام السياسي الحاكم إلى الانحياز للعقل الجمهوري والنضال من أجل مطالبهم والالتزام بالمشاركة في التحرير السياسي والتغيير الفكري للمجتمع؟

خاتمة:

“إن الأصنام التي حاربها أنبياء العهد القديم كانت أصنام من حجر أو من خشب أو أشجار أوتلال، وان الأصنام في أيامنا هذه هي الزعماء والمؤسسات وخاصة الدولة والأمة، والإنتاج والقانون والنظام وكل شيء من صناعة الإنسان”.[16]

صفوة القول أن المطلوب عندئذ هو استبدال البضائع الايديولوجية التي يروج لها بعض الخبراء الإعلاميين ويسوق لها تكنوقراط الدعاية بقوة الأفكار وجرأة المواقف وصدق التخطيطات وجذرية التجارب النضالية والعمل على توحيد النخبة على ضوء مشروع قيمي كوني يتشكل من فعل الأنسنة الثقافية للمجتمع ومسارات تنوير المرن للجمهور بالاعتماد على مراجعات جذرية في الحضور الصادم للسرديات الكبرى وتتحول إلى عماد التوافق والاستقرار للجماعة التاريخية وأساس استمرارية الدولة بالرغم من تبدل الأنظمة السياسية. لكن توجد مشكلة تمنع قيام علاقة تواصلية بين النخبة والجمهور تتمثل في النقطتين التاليتين:

– لقد بينت أحداث الربيع العربي بأن العقل الجمهوري هو النبراس الهادي لحركة الشعب في تعبيره عن إرادته وبالتالي بان بالكاشف أن الجمهور ليس مغيبا وعاطلا بل واعيا ومثقفا ويحتوى على قيم أخلاقية وحس وطني وروح تضامنية قد تكون منقوصة عند النخبة إن لم تكن مفقودة ذاكرتها. لم تظهر النخبة العربية الأمانة المطلوبة في علاقة الثورة العربية وساهمت في توفير إمكانية الانقلاب عليها والتفريط في استحقاقاتها وكانت أدوارها التاريخية والوظائف العضوية معطلة وعديمة الفعالية. علاوة على ذلك ترى النخبة أنها نجحت في الانتقال من زمن الثورة إلى وضعية الدولة وذلك بتأمينها الانتقال الديمقراطي وبناء المؤسسات المدنية وكتابة الدستور التوافقي وتنظيم الانتخابات الحرة وتركيز التبادل السلمي على السلطة ولكن ما حدث على الصعيد التاريخي هو تأجيل الصراع الايديولوجي الحاد بين القوى المتنافسة والهروب من حالة الحرب بابرام الهدنة الاجتماعية وابرام توافقات هشة بين أحزاب سياسية وشرائح اجتماعية متناقضة.

– تبني النخبة هيبتها على العلو والمفارقة والانطواء على الذات وتمارس سلطتها من خلال العلاقة الهرمية مع المجتمع وتعتمد على آلية النفوذ Autorité المبنية على المشروعية التقليدية وحضور الأمس بصورة أبدية في الواقع الاجتماعي الراهن. في المقابل يطلب من النخبة بأن تقوم بدورها الطليعي وأن تسرع في عملية الاتصال الجماهيرية وأن تخرج من برجها العاجي وتنزل إلى الشارع ولا تكتفي بتأويل العالم بل تعمل على تغييره وهو ما يقتضي تشييد علاقة أفقية مع الجمهور.

– من المفروض أن تتحلى النخب بقيم الالتزام والعضوية وأن تكون على قدر عال من المسؤولية.

– من المأمول أن تنصف الجماهير نخبها وأن تكون وفية لقيادتها ورموزها وأن تسير على دربها في طريق الحرية والتقدم.

هل تتعلق الأمور الحيوية عند النخبة والجمهور على السواء بالخيارات أم بالأوليات؟

– على النخبة ألا تختار ما لا يمكن اختياره لأن ذلك قد يؤدي إلى تدمير شروط الحياة الاجتماعية والسياسية وربما ممارسة الحرية قد يؤدي إلى الهلاك الجماعي وبالتالي عليها أن تتحلى بالتواضع وتحترم التعددية التي تتسع للحياة الإنسانية بكل أشكالها الثقافية. “لا يقتصر الأمر على أننا نختار مع من نتعايش ولكن علينا أن نحافظ بفعالية على الطبيعة اللاإختيارية للتعايش الشامل والتعددي… لأنه قد نختار أين نعيش وقرب من نعيش لكننا لا نستطيع أن نختار مع من نتعايش على الأرض”.[17]

– على النخب أن تكف عن العجرفة والصلف وعن صناعة الأوهام وإطلاق الوعود الزائفة للجمهور والتشدق بالكليشهات الفارغة والشعارات الرنانة وأن ترتب سلم الأولويات لا حسب منفعتها الذاتية ولا وفق النجاعة التي تؤمن لها الاستمرارية بل حسب الطريقة التي تسمح لها باحتواء الأزمة وإنقاذ الجميع من الكارثة وذلك بتذكر المعاناة ومقاومة كل أشكال الاهانة والعار والعوز التي عانت منها الكرامة الإنسانية. بناء على ذلك ” كيف نتعامل مع الكارثة عندما نلقي الضوء ونستجمع شجاعتنا لمواجهتها، والأهم نستجمع الشجاعة على التنظيم والتعبئة، أن نوحد أصواتنا لنمارس الضغط على الممسكين بالقوة”؟[18] لكن يجب الحذر من أن تؤدي التعبئة المعتمدة على البلاغة الديمقراطية إلى سياسات تكنوقراطية وتوجد في منطقة غير بعيدة عن الثورة المضادة وتكون النخبة شاهدة على غرائز تقدمية فقدت برنامج الرعاية الصحية.

غاية المراد عند فروم “أننا لا نستطيع أن ننتظر موسى جديد أو بوذا جديد وعلينا أن نتعامل مع ما لدينا وربما في هذه اللحظة من التاريخ، فإن كل هذا هو للصالح”.[19]

بيت القصيد أن النخبة ليست طبقة خاصة موسومة بالعقلانية والنجاعة وتكون في مواجهة مجال عام يسود فيه التفكير اللاعقلاني ويتكون من جمهور من الناس أقل تثقيفا وأكثر جموحا وإنما تساهم مع غيرها في تحقيق التوافق الطوعي بين المواطنين وتحرص على إزالة أشكال سوء الفهم والعنف والحروب. فهل النخبة تقوم بتثقيف الجمهور أم تتعلم منه الشيم الأخلاقية؟ وهل الجمهور هو مجرد ورشة عمل تجري فيه النخبة تجاربها أم أنه يتمتع بالسيادة الذاتية وقادر على قيادة ذاته بشكل عقلاني و التحكم في مصيره؟ وماهي الشروط التي تساعد على تحقيق انتصار نخبة الجمهور على مجتمع النخبة؟

 

*الهوامش والإحالات:

[1] كورنيل وست، دين النبوة ومستقبل الحضارة الرأسمالية، ضمن كتاب قوة الدين في المجال العام، ترجمة فلاح رحيم، مركز دراسات فلسفة الدين، بغداد بالتعاون مع دار التنوير، بيروت، طبعة أولى2013. صص 150- 151.

[2] غادامير (هانس جورج)، الحقيقة والمنهج، الخطوط الأساسية لتأويلية فلسفية، ترجمة حسن ناظم وعلي حاكم صالح، دار أويا، طرابلس، ليبيا، طبعة أولى، 2007، ص 385.

[3] سعيد (إدوارد)، تغطية الإسلام، كيف تتحكم وسائل الإعلام الغربي في تشكيل إدراك الآخرين وفهمهم، ترجمة سميرة نعيم خوري، دار الآداب، بيروت، طبعة أولى 1983- 2011، ص 161

[4] سعيد إدوارد، تغطية الإسلام، كيف تتحكم وسائل الإعلام الغربي في تشكيل إدراك الآخرين وفهمهم، مرجع مذكور، ص 116.

[5] يورغن هابرماس، السياسي، المعنى العقلاني لميراث اللاهوت السياسي المريب، ضمن كتاب قوة الدين في المجال العام، ترجمة فلاح رحيم، مركز دراسات فلسفة الدين، بغداد بالتعاون مع دار التنوير، بيروت، طبعة أولى 2013. ص 45.

[6] ريكور (بول)، من النص إلى الفعل، أبحاث التأويل، ترجمة محمد برادة وحسان بورقية، دار الأمان، الرباط، المغرب، طبعة اولى، 2004. ص 269

[7] غليون (برهان)، مجتمع النخبة، معهد الإنماء العربي، بيروت، لبنان، طبعة أولى، 1987، ص 09.

[8] غليون (برهان)، مجتمع النخبة، مرجع مذكور، ص. 314.

[9] غليون (برهان)، مجتمع النخبة، مرجع مذكور، ص. 314.

[10] ريكور (بول)، من النص إلى الفعل،

[11] حنفي (حسن)، الوحي والواقع، تحليل المضمون، مركز الناقد الثقافي، دمشق، طبعة أولى، 2010، ص 320

[12] حنفي (حسن)، الوحي والواقع، تحليل المضمون، ص 320

[13] حنفي (حسن)، الوحي والواقع، تحليل المضمون، ص 321

[14] حنفي (حسن)، الوحي والواقع، تحليل المضمون، ص 326

[15] غادامير (هانس جورج)، الحقيقة والمنهج، الخطوط الأساسية لتأويلية فلسفية، مرجع مذكور، ص 386.

[16] فروم (ايريك)، ثورة الأمل، نحو تكنولوجيا مؤنسنة، ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد، مكتبة دار الكلمة، القاهرة، طبعة أولى 2010، ص 206

[17] جوديت بتلر، هل اليهودية هي نفسها الصهيونية؟، ضمن كتاب قوة الدين في المجال العام، ترجمة فلاح رحيم، مركز دراسات فلسفة الدين، بغداد بالتعاون مع دار التنوير، بيروت، طبعة أولى2013. ص 134.

[18] جوديت بتلر، هل اليهودية هي نفسها الصهيونية؟، مرجع مذكور، ص 154.

[19] فروم (ايريك)، ثورة الأمل، نحو تكنولوجيا مؤنسنة، مرجع مذكور، ص 209.

 

*المراجع:

ريكور (بول)، من النص إلى الفعل، أبحاث التأويل، ترجمة محمد برادة وحسان بورقية، دار الأمان، الرباط، المغرب، طبعة اولى، 2004.

سعيد (إدوارد)، تغطية الإسلام، كيف تتحكم وسائل الإعلام الغربي في تشكيل إدراك الآخرين وفهمهم، ترجمة سميرة نعيم خوري، دار الآداب، بيروت، طبعة أولى 1983- 2011،

غادامير (هانس جورج)، الحقيقة والمنهج، الخطوط الأساسية لتأويلية فلسفية، ترجمة حسن ناظم وعلي حاكم صالح، دار أويا، طرابلس، ليبيا، طبعة أولى، 2007

كتاب قوة الدين في المجال العام، ترجمة فلاح رحيم، مركز دراسات فلسفة الدين، بغداد بالتعاون مع دار التنوير، بيروت، طبعة أولى2013.

فورم (ايريك)، ثورة الأمل، نحو تكنولوجيا مؤنسنة، ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد، مكتبة دار الكلمة، القاهرة، طبعة أولى 2010

حنفي (حسن)، الوحي والواقع، تحليل المضمون، مركز الناقد الثقافي، دمشق، طبعة أولى، 2010،

غليون (برهان)، مجتمع النخبة، معهد الإنماء العربي، بيروت، لبنان، طبعة أولى، 1987،

  • عن التجديد العربي
  • الاحد 24 يناير 2016

 

‫شاهد أيضًا‬

باب ما جاء في أن بوحمارة كان عميلا لفرنسا الإستعمارية..* لحسن العسبي

يحتاج التاريخ دوما لإعادة تحيين، كونه مادة لإنتاج المعنى انطلاقا من “الواقعة التاريخ…