قامت قوات طالبان، بإغتيال سبعة صحافيين، تابعين لقناة «SOLO TV”، بعد أن هددت هذه القناة عدة مرات، معتبرة أنها أصبحت هدفا عسكريا لها، كما جرح في هذه العملية الإرهابية، التي نفذها إنتحاري كان يمتطي دراجة نارية، ضد حافلة كانت تقل الصحافيين، أكثر من عشرين شخصا من بينهم أطفال ونساء.
وكانت هذه القناة الأفغانية قد تلقت تهديدا من تنظيم طالبان، الذي إعتبر أن كل العاملين، فيها من صحافيين وتقنيين وإدرايين ، هدف عسكري لقواتهم، حيث أن القناة كانت تقدم مواد تفضح ما يقترفه هذا التظيم الإرهابي.
بعض المنظمات الدولية، نشرت بلاغات تدين فيها هذا الفعل الإجرامي، وتعبر عن تضامنها مع الضحايا، كما طالبت السلطات الأفغانية بإتخاذ إجراءات لحماية الصحافيين. من بين هذه المنظمات، الفيدرالية الدولية للصحافيين، التي تعتبر أن الصحفيين هم المجموعة المهنية الوحيدة التي تدفع ثمنا باهظا لمجرد القيام بعملها.
غير أن ما يمكن تسجيله في هذاالشأن هو أن إغتيال هؤلاء الصحافيين الأفغان، لم يحظى بنفس الإهتمام الذي حظيت به عملية إغتيال صحافيي «شارلي إيبدو»، و ليس هم وحدهم، بل إن الفيدرالية المذكورة سجلت أنه خلال سنة 2015، قتل ما لا يقل عن 109 صحافي وإعلامي نتيجة هجمات مقصودة، او تفجيرات، او لوقوعهم وسط تبادل نيران أثناءعملهم.
كل هؤلاء، وقد سبقهم عشرات الصحافيين في العراق، الذين تم إغتيالهم عن سبق إصرار وترصد، من طرف ميليشيات معروفة، لم يثيروا حملة التضامن الدولية، التي شارك فيها رؤساء دول، عندما نفذت العملية الإجرامية ضد صحافيي «شارلي إيبدو».
هناك عمليات إغتيال وإختطاف للصحافيين في العراق واليمن والمكسيك وفي عدد من البلدان الإفريقية والآسيوية، تتم تقريبا في إطار لامبالاة من طرف الحكومات، ورغم أن الفيدرالية الدولية للصحافيين، تقود حملة ضد سياسية «اللاعقاب»، في هذا الشأن، إلا أن الإستجابة تظل ضعيفة جدا.
و قد يصدق إسم القناة الأفغانية التي تعرض صحافيوها للهجوم الإرهابي، «SOLO»، على حالة الصحافيين، الذين قتلوا وهم يأدون واجبهم المهني، في نقل الأحداث إلى الجمهور، دون أن يتجاوز التضامن معهم ومع عائلاتهم، بلاغ وربما مراسيم تأبين بسيطة.
عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
الجمعة 22يناير 2016