كيف ستصبح خريطة جزء هام من العالم العربي، في السنوات المقبلة؟ هذا هو السؤال الذي لا تعرف الجواب عنه شعوب العراق وسوريا واليمن وليبيا، لكن يعرفه من يخطط لإعادة تشكيل هذه الخريطة، بالنار والدم والخراب.
فلم يعد خاف على أحد أن هناك مخططا معلنا، من طرف القوى الإمبريالية، منذ فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق، جورج دابليو بوش، لتقسيم الدول في المنطقة العربية، وخلق كيانات جديدة، وإذكاء الصراع الطائفي، وخاصة بين السنة والشيعة، وتشجيع التطرف الديني، وتفضيل الأصولية كبديل سياسي.
هذا المخطط يتواصل الآن، بسيناريوهات متعددة، في العراق وسوريا، بقيام ما يسمى بالدولة الإسلامية «داعش»، وفي ليبيا حيث مازال الخطر قائما، رغم توقيع إتفاق الصخيرات، وفي اليمن، حيث تدور حرب طاحنة… كما يتهدد الخطر بلدانا أخرى.
ليس هناك شيء آخر سوى الحرب، هناك من يمولها، ويزود الجانبين بالسلاح، ويوفر المقاتلين، وبالمقابل، هناك تشريد للمواطنين الأبرياء، وتخريب لبيوتهم، و تدمير للمنشآت، و قتلي وجرحى ومعطوبين وأيتام وثكالى… هذه هي الصورة التي تقع ضحيتها شعوب هذه البلدان، التي لاتعرف متى وكيف ستنتهي هذه المآسي، وبأي ثمن، وما هو الشكل الذي ستصبح عليه خريطة بلدهم.
الذي يجمع بين حالات هذه البلدان، الأربعة، هو التدخل الأجنبي، الذي أدى عمليا إلى تدهور الأوضاع، وإلى توفير كل الوسائل للإقتتال الطائفي والحرب الأهلية، بل يمكن القول إن هذا التدخل هو أصل هذه الحروب، حيث كان من الممكن أن تتطور الأمور بشكل آخر، لولا المؤامرات التي حاكتها مختلف القوى الدولية والإقليمية في العراق وسوريا واليمن وليبيا.
وإذا كانت كل هذه القوى تعلن رفضها للإرهاب ومواجهتها له، وتوفيرها للمال والسلاح، من أجل القضاء عليه، فإن هذا لا يبرر السكوت عن الحقيقة، التي ينبغي أن تعرفها الشعوب، حول المسؤوليات الفعلية فيما وصل إليه الوضع.
من واجب القوى الديمقراطية في العالم، من أحزاب ونقابات ومنظمات غير حكومية، وخاصة تلك التي تشتغل في المجال الحقوقي والإنساني، أن ترفع شعار فتح تحقيق دولي مستقل ونزيه، لمعرفة وكشف الدول والجهات المسؤولة عن مآسي الإرهاب والدمار وقتل الأبرياء، الذي يتواصل الآن، في إطار المخطط الرهيب.

  • عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
  •     الاثنين 4 يناير 2015

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…