بدعوة من المكتب المحلي لفرع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتارودانت ، انعقد مساء يوم الثلاثاء 29 دجنبر 2015 مجلس الفرع . … . افتتح اللقاء الأخ محمد احسان بكلمة ترحيبية ثم قرأ أعضاء المجلس سورة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء وأرواح كل من رحل من المناضلين والمناضلات أو من أسرهم بالمدينة … وأشار الى السياق العام لهذا الاجتماع ، الذي يصادف الذكرى الأربعين لإستشهاد أحد رموز الحزب عمر بنجلون الذي كان من معدي التقرير الإيديولوجي للمؤتمر الإستثنائي سنة 1975.
و في مداخلته أشار مسير الجلسة أن الشهيد كان يرفض الإشتراكية المستوردة وجميع القوانين الجاهزة و أن الحزب ليس ضد النقد و المحاسبة بل دائما مع النقد البناء لتقوية الحزب و توحيده و العمل على زرع الأمل . و أكد أن هذا الحضور الكمي والنوعي لأعضاء وعضوات مجلس الفرع ما هو إلا تجديد للعقد والالتزام . بعد ذلك قدم جدول الأعمال الذي صودق عليه بإجماع الحاضرين المتضمن للنقط التالية :
1- قراءة التقرير الأدبي العام – 2- قراءة التقرير المالي –3- انتخاب أعضاء مكتب الفرع – 4 – اصدار البيان العام .
بعد ذلك أعطيت الكلمة للاخ مصطفى المتوكل الذي قدم من خلالها تقريرا عاما تناول عدة نقاط مرتبطة بالوضع السياسي الحزبي محليا و اقليميا و جهويا ووطنيا ومن بين ماقال : ” … نجتمع هذا اليوم في هذا المقر الذي شهد أحداثا متعددة ، و خضنا فيه و من خلاله معارك نضالية منذ سنة 1981 الى الآن و مازالت أمامنا مهام و أدوار نضالية متعددة ترتبط بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و كل قطاعاته الموازية التي نتواجد فيها .لهذا و بعد جملة من المداولات و المشاورات في مكتب الفرع لعقد هذا المجلس ، تم الإتفاق مسبقا على يوم 18 دجنبر لكن الظروف لم تسمح با نعقاده في اليوم المحدد .” وقال :
” …ادارتنا و مهامنا و أدوارنا فوق ذوات كل واحد منا ،.. تحديات رفعناها محليا و اقليميا وجهويا ووطنيا ، لا يمكن لنا أن نتركها جانبا تحت أي مبرر .فالمطلوب منا استمرار الوفاء والاخلاص لكل الشهداء ، بعد أن نمعن النظر في وضعياتنا العامة و التنظيمية …وندقق المهام والأدوار التي يجب أن نقوم بها ما بعد مجلس الفرع والتي سننكب عليها جيعا ونعمل على إنجاحها بكل ارادتنا وعزيمتنا …لقد راكمنا و حققنا العديد من المكتسبات لفائدة الشعب المغربي ، بمؤازرة قضايا المواطنين ، دفاعا على قضايا حقوق الإنسان و الإصلاحات السياسية ، وانقاد المغرب من السكتة القلبية و من الظلامية و الميوعة والعدمية … إننا كنا نواجه ونتحدى صراعات تطال حزبنا على المستوى الداخلي و الخارجي .. كنا جميعا نتدافع مع الدولة في مختلف القطاعات للدفاع عن قضايا الشغيلة و حقوق الانسان و القطاع الطلابي و قضايا المرأة ..الخ…حيث اتخذت الصراعات أشكالا متعددة و متباينة يطغى فيها أحيانا المحلي وأحيانا آخر الوطني . هذه الصراعات و الخلافات و التناقضات هي التي قال عنها الشهيد عمر بنجلون : نحن نعتز بالتناقضات الموضوعية والمنطقية باعتبارها تسعى من أجل تقوية الحزب …لقد واجهنا وعالجنا من خلال هذه التناقضات جملة من الإنكسارات و التراجعات التي تارجح بعضها بين التعصب للرأي و التعصب للمنهجية والتعصب للمنطقة أ و للمجموعة أو للأشخاص …فانطلاقا من هذه الوضعية اشتغلنا جميعا داخل الفرع بكل تراكمات ماقبل 2011 ثم خلال حركة 20 فبراير ، والحراك داخل الاتحاد الاشتراكي المطالب بإحداث التغييرالأقوى والأمثل في سياسة الحزب ومواقفه وقراراته و المطالبة بإعادة النظر في منهجية عمل الحزب…
هذا التقرير العام نحاور من خلاله التنظيم وآراء مناضلينا … منذ أكثر من عقدين كانت هناك مخططات لاختراق التنظيم هدفها محاولة تفجير الحزب من الداخل وتعطيل آدائه ..و كذا التعرض لإستفزازات السلطات التي تمارس احيانا تعطيل الحلول واحيانا اخرى ممارسة التهميش والاستفزاز وإفراغ الحوار ان كان من كل محتواه الايجابي …ان قوتنا التنظيمية والسياسية تأثرت من خلال قمع الحزب وعمليات التهميش والاقصاء التي طالته كما طالت الحركة النقابية والحقوقية .. إن من إسباب ضعف الحركة النقابية التجاذبات السلبية بين الأسرة الإتحادية مما تسبب في بعثرة الجهود وتعقيد آلية تدبير الصراع دفاعا عن الشغيلة المغربية ..وعطل اتخاذ القرارات المناسبة في الأوقات المناسبة ..انه لا يمكن لنا أن نتخلى عن الثوابت التي اشتغل عليها حزب الاتحاد الاشتراكي …” و أضاف ” أنه للإهتمام بقدراتنا علينا أن نستكشف مصادرقوتنا و ضعفنا..وأن ننتبه الى ما يقع حولنا حيث تتواطأ العديد من الجهات وتعمل على إضعاف الاتحاد الاشتراكي … علينا ان نعقلن ونحسن ادارة الخلاف وان نستوعب بشكل علمي انكساراتنا وأخطائنا … التي يتحملها الجميع ( قيادات وطنية ، جهوية ، اقليمية ومحلية وقواعد …) .و من جانب آخرعلينا اليوم وغدا أن نقوي ونهتم بالشرعية الحزبية…وعلينا استحضار الشق الانساني و الاجتماعي بين المناضلات و المناضلين … إن هذه الظرفية التي نعيشها جميعا أفرزت جملة من الإكراهات ، لا يمكن لنا الإستهانة بها . إن الاستحقاقات 2009 لم تمر بشكل سلس و مرن بل بمجهودات و لقاءات و تواصل و توظيف كل السبل المشروعة … إن القراءة الأولية في نتائج الانتخابات الأخيرة تبين أن السيوف التي شحذت لضرب الاتحاد الاشتراكي لم ولن تتمكن من القضاء على الاتحاد الاشتراكي..فتاريخ حزبنا عرف محنا وتعرض لمؤامرات لم تنل من عزيمة مناضليه ومناضلاته ،فمهامنا الأصلية لم تنته الى أن تتحقق مطالب الشعب اجل الشعب التي هي مطالبنا ..ولأننا تربينا في حزب وطني يتقن فن المعارضة البناءة كما يتقن تنزيل برامجه وقراراته ..إننا عملنا جميعا من أجل معالجة قضايا تهم .. القطاع النسائي ، القطاع الشبابي ، القطاع التلامذي ، القطاع الطلابي ، القطاع الجمعوي .. الحركة النقابية ، حقل الاعلام …
و خلال هذه الأرضية العامة خلص التقرير الى أن من واجبنا ومسؤولياتنا إعادة ضبط وتصنيف اختصاصاتنا وانشغالاتنا و اهتماماتنا و اعتماد التأطير السياسي والفكري.. لنكون جميعا مع الجهاز المنتخب آلية عمل قوية مستدامة وعملية ..وأضاف أننا وضعنا مشاريع برامج عمل سننكب عليها جميعا مع الفرع الذي سينتخب لتنزيلها في الواقع والتي ستعرض على الإخوة للمصادقة ..” .
أما الشق المتعلق بالتقرير المالي فقد تم سرد المداخيل المتمثلة في المشاهرة و المساهمات و كذا المصاريف التي اعتمدت فيها تدبير و تمويل أنشطة الفرع .
و ارتباطا بالموضوع أعطيت الكلمة للكاتب الاقليمي للحزب الأخ محمد جبري ، اعتبر خلال مداخلته هذا اللقاء بمثابة انطلاقة جديدة للعمل الحزبي بمدينة تارودانت ، يأتي بعد الإنتخابات الجماعية التي عرفها الحزب . و أكد أن حزب الاتحاد الاشتراكي، حزب يناضل من أجل فكرة جوهرية من أجل مشروع مجتمعي. فالحضور الوازن لمناضلات و مناضلي الحزب في هذا المجلس هو بمثابة الرؤية المستقبلية للحزب ..فالمغرب يعيش وضعية لا تبشر بخير بفعل الزيادات المتواصلة في الأسعار و قلة الخدمات و ضعف التشغيل تستدعي التدخل للحد من هذه الظواهر السلبية التي أرهقت المواطنين. وأضاف أن هذه التظاهرات التي يقوم بها المحتجون غير مؤطرة و هذا يضرب في العمق مصداقية النقابات و الأحزاب ، ومن هذا المنطلق إننا مطالبون بوضع برامج من أجل إعادة الدينامية للإتحاد الاشتراكي بالمدينة والاقليم .
و علاقة بالموضوع و بعد ساعات طوال من النقاش المستفيض والهادف ، صادق مجلس الفرع بإلاجماع على التقريرين الادبي و المالي ، و أسندت للكاتب الاقليمي رآسة الجلسة للإشراف على انتخاب المكتب الجديد .و بعد التداول في مسطرة الترشيح ، أنتخب الأخ مبارك لاشكر كاتبا للفرع الحزبي بتارودانت واتفق بالاجماع على إسناد مهمة اقتراح تشكلة المكتب للأخ الكاتب ليعرضه على أعضاء مجلس الفرع في جلسته الثانية للمصادقة .