عندما تأزمت العلاقات المغربية السويدية لم يبقى خيارا لدى حكومة الإسلاميين إلى الإستنجاد باليسارين المغاربة من خارج الحكومة لتحمل مسؤولية إقناع السياسيين من اليسار في السويد للتراجع عن فكرة الإعتراف الإنفصاليين ودولتهم الوهمية مهمة كانت مدعومة بوقفة الشعب المغربي الحازمة ومن خلال متابعتنا للشأن السياسي في الدول الخمس في شمال أروبا نجد شعوبها باستمراريصوتون لليسار ولحكومات يتواجد فيها سواءا كأغلبية أوكاتلاف يتضامن مع قضايا الشعوب المضطهدة الباحثة عن الإستقلال والعيش بكرامة في ضَل السيادة الوطنية ولعل موقفهم الداعم لفلسطين خير مثال على مانقول .لكن قضية الشعب الفلسطيني تختلف عن قضيتنا الوطنية التي يسعى الإنفصاليون بشتى الطرق تضليل وإيهام الرأي العام في هذه الدول بالتشابه الكبير بين القضيتين غياب مجتمع مدني فاعل في هذه الدول والفراغ الدبلوماسي الذي عرفته كان له وقعه رغم أن شخصيات صحراوية وازنة تحملت مسؤوليات دبلوماسية في النرويج والسويد معا والمغرب بعد الهزة التي عرفتها العلاقات السويدية المغربية ملزم بمراجعة أوراقه في الدول الخمس لأن مصدر الخطر على قضيتنا الوطنية والمراجعة تبدأ بحسن اختيار الدبلوماسيين الذين سوف يتحملون المسؤولية في هذه الدول ، ومن خلال السنوات التي قضيناها في هذه الدول ومعرفتنا لهذه المجتمعات وميولاتها السياسية اليسارية وتشبثها بقيم الإشتراكية والعدالة الإجتماعية والديمقراطية فإننا ننصح بالرجوع للحكمة في اختيار دبلوماسيين من اليسار قادرين على التحدث بلغة أحزاب اليسار المتواجدة في هذه الدول والتي تتعاطف في غالبيتها مع الإنفصاليين الذين اخترقوا هذه الأحزاب رغم قلتهم في غياب مجمع مدني مغربي فاعل وفي غياب الإنخراط الفاعل لنشطاء جمعويون في الأحزاب السياسية بهذه الدول . إذا الوصفة الحقيقية لقلب الموازين تتمثل في حسن الإختيا والخلف من الدبلوماسيين المحنكين من اليسار القادرون على إقناع الطرف الآخر وترجيح كفة المغرب فيما يخص القضية الوطنية لسنا بحاجة لشخصيات دبلوماسية على مشارف التقاعد بل شخصيات لها وزنها السياسي وعلينا أن نأخذ مما حصل والتدبير الجيد للأزمة من طرف أحزاب اليسار بقيادة امرأة حديدية لها مواقف ثابتة ومشرفة.
*حيمري البشير /كوبنهاكن في الخامس من دجنبر2015