تشكل زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، كريستوفر روس، للمنطقة، فرصة أخرى لكل من يعمل على تأبيد النزاع المفتعل حول الصحراء، حيث سيواصل “مشاوراته مع الأطراف”، في إطار مسلسل سيزيفي، ترعاه الأمم المتحدة.
فماذا فعلت الأمم المتحدة، منذ أن تدخلت في هذا النزاع؟
يمكن القول، بكل تأكيد، أنها أطالت في عمر خصوم المغرب، وأضفت على الانفصاليين طابع الشرعية الأبدية، ليس فقط أولئك، الذين يخضعون لحكم المخابرات الجزائرية، في تندوف، بل أيضا أقلية من المحسوبين عليهم، تتصرف بكل حرية في الأقاليم الصحراوية المغربية.
تدخلت الأمم المتحدة في الصحراء، بشكل مباشر منذ أن طرح أمينها العام، آنذاك، بيريز دي كويلار، مخطط التسوية، سنة 1988، وحلت بالمنطقة بعثة “المينورسو”، سنة 1991، في إطار ما سمي بمراقبة وقف إطلاق النار، والذي لم يكن في الحقيقة سوى تواطؤ مع الجزائر والبوليساريو.
فقد جاء الإعلان عن وقف إطلاق النار، من طرف خصوم المغرب، الذين كانوا يهاجمون قواته في الصحراء، انطلاقا من الأراضي الجزائرية، وأصبحوا بعد تقوية الجدار الأمني، عاجزين عن تحقيق أي انتصار عسكري، بل ذاقوا هزائم متكررة، ولذلك أعلنوا هم أنفسهم “وقف إطلاق النار”.
بعد هذه المرحلة، انطلق مسلسل إحصاء الذين يحق لهم المشاركة في الاستفتاء، وهنا أيضا، تواطأت اللجنة المكلفة بهذه العملية مع الانفصاليين في تزوير اللوائح. ورغم ذلك، تأكدت استحالة تنظيم الاستفتاء، لسبب بسيط، هو أنه لا وجود أصلا لشعب صحراوي.
واصلت الأمم المتحدة، المسلسل السيزيفي، بإرسال مبعوثين، فشلوا الواحد تلو الآخر، في إيجاد حل، بسبب تشبث خصوم المغرب، بلازمة واحدة هي “الاستفتاء والاستقلال”، لذلك استقالوا، إلى أن جاء كريستوفر روس، الذي حاول أن ينصب نفسه مقيما عاما في الصحراء، على شاكلة المقيم العام الفرنسي، أيام الحماية الاستعمارية.
لقد تبين، منذ الزيارة الأولى لروس إلى الأقاليم الصحراوية، أنه يتصرف وكأنه الحاكم العام، بل أكثر من ذلك، فقد ضاعف من اتصالاته بالأقلية الانفصالية، في إشارة إلى تشجيعها، علما أن مهمته تقتضي الاتصال بالأطراف التي تتفاوض في إطار الأمم المتحدة، وهي المغرب والبوليساريو، بالإضافة إلى أطراف أخرى، تلعب دور الملاحظ، مثل الجزائر وموريتانيا وإسبانيا.
خارج هذا الإطار، للبحث عن حل سياسي، في إطار المفاوضات، التي ترعاها الأمم المتحدة، لا شرعية لكريستوفر روس في الاتصال بأي طرف آخر، إذا كان فعلا ملتزما بمهمته، و ليس صورة كاريكاتورية للمقيم العام.

*عن جريدة الاتحاد الاشتراكي

بالفصيــح * كريستوفر روس، مقيم عام؟! * بقلم : يونس مجاهد

  الاربعاء 25 نونبر 2015

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…