في خضم الأوضاع التي تعيشها فرنسا، حاليا، بسبب الهجمات الإرهابية، أصدرت النقابة الفرنسية، “النقابة الوطنية للصحافة”، بلاغا حذرت فيه من المس بحرية التعبير، الذي يمكن أن تسير فيه حكومة هذا البلد، في إطار الإجراءات التي تتخذها لمحاربة الإرهاب.
واعتبر البلاغ أن الإجراءات التي اتخذت بسبب حالة الطوارئ المعلنة، تمس بالحريات، وخاصة حرية الصحافة، الأمر الذي وصفته النقابة الفرنسية، بأنها إجراءات تستجيب لتوجهات اليمين، الذي يفضل تشديد الإجراءات البوليسية، والتي لم تؤد إلى أي نتيجة في محاربة الإرهاب، منذ سنة 2011.
وأكد البلاغ أن دور الصحافة ينبغي أن يستمر في مساءلة سياسة الحكومة، رغم الوضع الدرامي الذي يعيشه البلد. حيث يجب على الصحافيين، مواصلة أسئلتهم وتحقيقاتهم، بخصوص “نتائج تدخل فرنسا عسكريا، في عدد من مناطق العالم، بيع أسلحة لديكتاتوريات عسكرية ودينية، في الشرق الأوسط، التحالفات الدبلوماسية المتغيرة لفرنسا، العلاقات التجارية لفرنسا مع بلدان تمول “داعش”، والتي تشكل إيديولوجيتها أرضية خصبة للإرهاب والظلامية”.
ودعا البلاغ الصحافيين، بألا يصبحوا أداة لصالح الدعاية العسكرية، بل عليهم الدفاع عن مبادئ التضامن والأخوة والقيم الأساسية للديمقراطية. كما سجل بأن النقابة ستواصل نضالها من أجل استقلالية التحرير وحماية المصادر.
ويعكس البلاغ، التخوف الذي عبرت عنه عدة جهات، حيث تعتبر أن أي حد من ممارسة الحريات، سيشكل انتصارا لما يبتغيه الإرهابيون الذين يهدفون إلى ضرب مبادئ العلمانية والتسامح والحرية، التي بنيت عليها الحضارة الفرنسية الحديثة.
و ما يهم في هذا الموقف هو اليقظة، التي تعبر عنها الأوساط الفرنسية، من مثقفين ونقابات ومنظمات حقوقية، بالإضافة إلى العديد من السياسيين، لحماية مبادئ الثورة الفرنسية، والتعايش، الذي أصبح مهددا، بسبب استغلال اليمين لما يحصل، لتمرير أيديولوجيته العنصرية، الأمر الذي يمكن أن ينعكس في توجهات الناخبين الفرنسيين.
وهنا تكمن أهمية الجدل والنقاش الجدي والتحليل العميق، حول خلفيات الإرهاب، وأسبابه الفعلية، في مواجهة التحليل التبسيطي، الذي يحاول أن يلصق التهمة، بكل المسلمين، وبكل العرب، الذين يعيشون في فرنسا. فالأسباب الحقيقية والمعقدة ينبغي أن يتم البحث عنها، في عناصر متعددة، أهمها إستراتيجي، وليس فقط، التهميش والظلم الذي يعاني منه الشباب المسلم والمغاربي في فرنسا، الذين يمكن القول أن بعضهم، ليس سوى حطب يحرق من طرف المخططين والممولين والمحرضين الحقيقيين.

*عن جريدة الاتحاد الاشتراكي

بالفصيــح * يقظة ضرورية * يونس مجاهد

    الخميس 19 نونبر 2015

‫شاهد أيضًا‬

حضور الخيل وفرسان التبوريدة في غناء فن العيطة المغربية * أحمد فردوس

حين تصهل العاديات في محرك الخيل والخير، تنتصب هامات “الشُّجْعَانْ” على صهواتها…