اصدرالمجلس العلمي الأعلى الفتوى اسفله حول الجهاد وذلك على إثر الأحداث التي وقعت في فرنسا والتي أوْدَت بحياة عدد من الأبرياء بدعوى الجهاد في سبيل الله :

بسم الله الرحمن الرحيم

على إثر الأحداث التي وقعت في فرنسا والتي أوْدَت بحياة عدد من الأبرياء بدعوى الجهاد في سبيل الله، ورفعا لكل التباس في موضوع ما هو جهاد وما ليس بجهاد، يسعد المجلس العلمي الأعلى أن يبين ما هو الحق في ذلك، ما هو من قبيل الجهاد في الإسلام حقا وما ليس كذلك، وإنما هو إرهاب وعدوان وترويع للآمنين وإزهاق لأرواحهم البريئة وهو محرم تحريما قطعيا في الإسلام، لقول الله تعالى: “ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين”، وقوله سبحانه: ” من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا”، أما الجهاد الشرعي فأنواع: أهمها جهاد النفس بتكوينها وتهذيبها وتزكيتها وتأهيلها لتحمل المسؤولية.

ويليه الجهاد بالفكر، ويكون بترويض العقل وصقله واستخدامه فيما يفيد البشرية، والجهاد بالقلم، ويكون بتأليف الكتب النافعة وتحرير المقالات المنورة للفكر، ورد الشبه والتهم الملصقة زورا بالإسلام والمسلمين. والجهاد بالمال ويكون بالإنفاق بسخاء في أبواب الخير، والإسهام في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وأما الجهاد بالسلاح فإنه لا يلتجئ إليه المسلمون إلا في حالة الضرورة القصوى عندما يعتدي عليهم أعداؤهم، وتفشل كل الوسائل السلمية. فالجهاد في هذه الحالة شبيه بالكَّي الذي هو آخر الدواء.

ومع ذلك، فإن إعلان الجهاد في هذه الحالة لا يكون إلا بأمر الإمام الأعظم، إذ هو من اختصاصه وحده. إذ أعطاه الإسلام وحده الحق في إعلانه والدعوة إليه وتنظيمه، ولم يبح لأي فرد ولا جماعة أن تقتحمه من تلقاء نفسها.

وقد ألح علماء الإسلام قديما وحديثا على إبراز هذا الاختصاص، صيانة لتماسك الأمة، وحماية لها من أن ينفرط عقدُها، فتتنازع وتفشل وتذهب ريحها. 

محمد يسف

الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى

 

‫شاهد أيضًا‬

تيار التجديد وأسئلة المرحلة * بقلم : د. حسن حنفي

  نشأت في العالم الإسلامي منذ القرن الثامن عشر ثلاثة تيارات فكرية واختيارات سياسية، م…