تتميز الذكرى الـ40 للمسيرة الخضراء بإجماع دولي، تلتقي فيه وحوله كل المستويات، من التعبير الإنساني، فنيا أو ثقافيا ورمزيا، إلى المواقف السياسية الدولية، مرورا بالمواقف المعبر عنها من طرف الممعنيين بالقرار الدولي وبمصير المنطقة التي توجد في صلب القضية.
فقد عبرت العديد من الدول والتكتلات الجيوسياسية في العالم عن تقديرها للمقترح المغربي، وهو تقدير يأتي بعد وقوفها على ما حققته السواعد المغربية والإرادة السياسية للبلاد من منجزات على أرض الواقع، وما راكمته التجربة السياسية والمجالية من تطور لم تنعم به بعض الدول المهيمنة في المنطقة بالرغم من ثرواتها المذهلة.
لقد التقت الشخصيات والجماعات والدول حول هذا التطور المذهل، وحول الصمود المغربي في المشروعية ومن أجلها، وفي إرادة تقوية التحرر وربطه بالإنسان وبتطوير إمكاناته الإبداعية وتحريره من هواجس الخوف والحيرة وعدم الاستقرار، وتطوير آرائه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والإبداعية.
وقد انطلقت ، في موازاة مع التأكيد على المواقف الأصلية للمغاربة كلهم، دينامية قوية، عرفتها العديد من عواصم العالم.
وإذا كنا نعيد التأكيد على الضعف الديبلوماسي في العديد من الموافق، فإن الثابت هو أن طاقة الحركة والدفاع والحركية المشروعة التي أبانت عنها فعاليات تخليد المسيرة ، تكشف عن وجود إرادة قوية وتعدد في الأساليب وآفاق واضحة لدى عموم الشعب المغربي، بمثقفيه ومهاجريه، وفنانيه، تتجاوب معها الإرادات الحسنة والنيات المحبة للسلام والساهرة على حقوق الشعوب في وحدتها وأمنها، وحقوق التجمعات الجغرافية في الاستقرار واقتسام الثروة والتوزيع العادل لمنتوجات التنمية.
لقد تابعنا مشاركة العالم لذكرى المسيرة، بعد أن تذكرنا مساندة العديد من الدول والشعوب المحبة للتحرر والسلام انطلاق المسيرة منذ 40 سنة، ومن المحقق أن المشاركة والمساندة لم تتوقفا، لأن المغرب لم يتوقف.
وقد كان فقيدنا الكبير عبد الرحيم بوعبيد يدعو دوما إلى وقوف المغاربة كصف واحد،»لكنه صف يتحرك».
وفي ذلك كل الحكمة وراء انتصار المغرب في إسماع صوته وتحقيق الإجماع حوله، ملكا وشعبا وحكومة.
- عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
- الجمعة 6 نونبر 2015