مصطفى المتوكل / تارودانت
الاربعاء 11 نونبر 2015
يقول تعالى *( إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْـًٔا ۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ) ال عمران
عن أبي عبد السلام، عن ثوبان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت».
…بيتنا الكبير هو البيت الاتحادي..هويتنا السياسية اتحادية ..ودرجات القرابة تتفاوت من جهات مختلفة والورثة كثيرون ..والتركة هي تاريخنا .ثراثنا فكرنا .نضالاتنا تضحياتنا وشهداؤنا …وكل ما نملكه لايقبل القسمة ولا يمكن لاي كان ان يضع قواعد تحدد الانصبة لتيسير توزيع المخلف والغنائم وان يجعل كل لنفسه بابا واسرة وبيتا جديدا ..فكل الذين غادروا الاتحاد تحت اي مبرر وانتموا الى تنظيمات اخرى او شكلوا بدائل جديدة من احزاب وهيئات مازالوا يحملون افكار الاتحاد المتنوعة الموروثة من الحركة الوطنية المشبعة بدرجات متفاوته بافكار وتوجهات ثورية و اشتراكية اجتماعية واخرى رافضة لكل اشكال التطبيع مع الاخر .. الدولة او الاحزاب اليمينية او التي سماها الاتحاد ادارية او رجعية ..وكان بامكانهم _ وهم من جاء من اجل تعليم الشعب الديموقراطية وعملوا من اجل حث الدولة على اعتمادها كمنهج في تدبير الاختيارات والتوافقات والاختلافات والتناقضات _ ان يقوموا تطبيقا وممارسة باحترام المبادئ التي ضحت اجيال من اجلها ومنها الديموقراطية للحفاظ على الوحدة مع التنوع وعقلنة الاختلاف …فكل من غادر ومن بقي و من هو مطمئن للاوضاع الحالية بالحزب اومن هو متشائم او منزعج او رافض بشكل جذري للمسارات المعتمدة …يرفع نفس الشعارات والمبادئ ويرفع نفس صور الشهداء والزعماء ..
ان كل العقلاء بالاسرة الاتحادية سيكونون اكثر حرصا من اجل لم الشمل والتداعي الى وضع خارطة طريق ذاث افق استراتيجي واضح المعالم وتدبير الاجراءات الانتقالية بحس نضالي نقدي منطقي تتحقق به القوة التي نحتاجها ويحتاجها الشعب والوطن ..كما يتحقق الاصلاح المتوافق على ضوابطه والياته وقواعده وافاقه ..بدل فتح فرص اخرى للمزيد من الاضعاف والتقسيم …
فأولو الالباب في جميع المعتقدات والمذاهب لايلقون بايديهم وانفسهم الى التهلكة ..اننا اصبنا بالوهن و”العجز” بفعل الاخطاء المتراكمة والتنطع الفردي والجماعي منذ عقود ووصلنا الى مرحلة لايجوز فيها بالمطلق تكرار اخطاء الماضي بتكرار ” الجواب”المصرح به في الثمانينات او ما بعدها اي ” ارض الله واسعة ” حيث نشا حزب الطليعة ومجموعة الوفاء والمؤتمر الوطني والحزب العمالي والحزب الاشتراكي و… واربع نقابات …وكدنا نصبح من الاسباب التي تعطل التغيير والاصلاح حيث ان اية مبادرة ايجابية تعلن تتكسر بمعارضات ورفض جلوس الجميع او البعض الى طاولة واحدة تحفهم صور الشهداء ..وبين ايديهم التاريخ المشترك.. وهمهم مصلحة حزب ورثوه من خيرة الرجال والنساء يمتلك القدرة على ان يكون في مستوى تطلعات الشعب نضالا وبناء للمجتمع والدولة الحديثة ..حزب في ملك الجماهير الشعبية والوطنيين والمثقين العضويين الذين لهم علينا واجب ان نحافظ علي ادواره الريادية ونزيد من قوته وتماسكه كاداة نحقق بها مجتمعين متازرين طموحات الشعب وارادته …
…ولاثارة انتباهنا جميعا فقد اصبحنا قاب قوس او ادنى من دلالات معنى الذين” ضاقت عليهم الارض بما رحبت”
ولنحذر ان يصدق علينا قوله تعالى : ﴿بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ﴾ سورة الحشر
..نسال الله ان ينير بصائرنا وعقولنا وانفسنا حتى نرى الحق حقا ويرزقنا اتباعه ونرى الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ..فكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون و بتوبتنا النصوح _ النقد والنقد الذاتي _ سنرفع من قدرنا ومكانتنا جميعا في المجتمع والدنيا والاخرة …
والسلام على من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته
****************
****************
**قال تعالى: ((أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ ))[محمد: 29]
قال ابن كثير: (أيعتقد المنافقون أنَّ الله لا يكشف أمرهم لعباده المؤمنين، بل سيوضح أمرهم، ويجليه حتى يفهمهم ذوو البصائر، وقد أنزل الله تعالى في ذلك سورة براءة، فبيَّن فيها فضائحهم، وما يعتمدونه من الأفعال الدالة على نفاقهم، ولهذا كانت تسمى الفاضحة، والأضغان: جمع ضغن، وهو ما في النفوس من الحسد، والحقد للإسلام وأهله والقائمين بنصره) .
*******
تداعى / تداعى على يتداعَى ، تَداعَ ، تداعيًا ، فهو مُتداعٍ ، والمفعول مُتَداعًى عليه
تَدَاعَى النَّاسُ : دَعَا بَعْضُهُمْ بَعْضاً لِلاجْتِمَاعِِ
تَدَاعَى القَوْمُ عَلَيْهِمْ : تَجَمَّعُوا عَلَيْهِ بِالخُصُومَةِ وَتعَاوَنُوا
تَدَاعَى القَوْمُ الكَرَمَ : اِدَّعَوا
تَدَاعَتِ الْمَاشِيَةُ : هَزَلَتْ ، ضَعُفَتْ
تَدَاعَى الثَّوْبُ : بَلِيَ
تَدَاعِي الجُدْرَانِ : تَصَدُّعُهَا وَإِصَابَتُهَا بِشُقُوقٍ
تَدَاعِي الحَاضِرِينَ : دَعْوَةُ بَعْضِهِمْ بَعْضاً لِلاجْتِمَاعِ
****
للشاعر العباسي ابن دريد أبيات يصف فيها حب الناس لنقد بعضهم بعضا، وميلهم إلى انتقاص الآخرين وذمهم، حتى لتبدو النجاة من نقدهم أمرا مستحيلا. يقول:
وما من أحد من ألسن الناس سالما … ولو أنه ذاك النبي المطهر
فإن كان مقداما يقولون أهوج … وإن كان مفضالا يقولون مبذر
وإن كان سكيتا يقولون أبكم … وإن كان منطيقا يقولون مهذر
وإن كان صواما وبالليل قائما … يقولون زراف يرائي ويمكر
*القول الشائع «رضى الناس غاية لا تدرك»
*******