تمكن حزب طيب رجب أردوغان، في تركيا، من حصد نتائج مهمة في الانتخابات التي عرفتها البلاد، ليعدل بذلك التراجع الذي كان قد سجله في الانتخابات السابقة، وأصبح بمقدوره تشكيل حكومة بأغلبية مريحة، لكن كيف نجح في ذلك؟
قاد أردوغان حملته الانتخابية تحت شعار الاستقرار، ومواجهة الإرهاب، الذي يتهم به أساسا حزب العمال الكردستاني، بالإضافة إلى بعض العمليات الإرهابية التي نسبت لخلايا تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش».
وقد تمكن بذلك من استمالة عدد كبير من الناخبين المنتمين لتيارات يمينية، التي زرع فيها الخوف جراء ما يحصل في محيطها، وخاصة في سوريا والعراق، بالإضافة إلى التدخل الروسي في سوريا، والاحتكاكات التي وقعت بينها وبين تركيا.
لذلك اعتبر أغلب الناخبين الأتراك، أنه من الضروري، في مثل هذه الظروف، أن تتشكل أغلبية قوية، حيث كان دافعها، قومي بالأساس، من أجل مواجهة ما يحدث داخل تركيا وخارجها، وربما يهدد استقرارها. وقد استل أردوغان لتعميق هذا الشعور، سيف المواجهة العسكرية مع حزب العمال الكردستاني، ليحشد بذلك الدعم لسياسته.
غير أنه إذا كان أردوغان قد نجح في هذه الخطة، تحت شعار مواجهة الإرهاب، فإنه بالمقابل سيتقوى من أجل مواصلة دعمه للإرهاب في سوريا، إلى جانب قطر والسعودية، مما ينذر بمزيد من التوتر في المنطقة، واستمرار الوضع السوري في أزمة بلا حل.
فأردوغان ضد الإرهاب في بلاده، غير أنه كان وراء تنمية «داعش» في سوريا، حيث تشكل الأراضي التركية الممر الرئيسي للمقاتلين الذين يلتحقون بهذا التنظيم، بالإضافة إلى كل أنواع الدعم الأخرى التي تصل إلى هذه التنظيمات الإرهابية.
تغول أردوغان، لن يكون لصالح السلم والاستقرار في المنطقة، بل على العكس من ذلك، سيكون لصالح السياسة التي سادت لحد الآن، والتي أدت إلى عدد لا يحصى من القتلى و تدمير سوريا وهروب مئات الآلاف من اللاجئين.
*عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
*بالفصيــح * أردوغان ضد الإرهاب مع الإرهاب * بقلم : يونس مجاهد
*الثلاثاء 3 نونبر 2015