سأدع تقييم مضمون الحلقة الأخيرة من برنامج “ضيف الأولى” الذي ينشطه الزميل التيجيني لمن يرغب في ذلك، ولست مستعدا لتنقيط أداء الأستاذ المصطفى الرميد، لكن سأتناول بالحديث في هذا الركن ما أثار انتباهي في هذه الحلقة، ذلك أن الأستاذ المصطفى الرميد حضر ضيفا في هذا البرنامج بصفته الحزبية باعتباره عضوا قياديا في حزب العدالة والتنمية وصال وجال خلال مداخلاته التي تميزت بالعنف في بعض الأحيان في السياسة، وطبعا لا اعتراض لأحد على هذه الصفة، فلقد اعتاد البرنامج استضافة شخصيات سياسية من مختلف المشارب، لكن الذي أثار الانتباه ويمكن أن يكون موضوعا ساخنا للنقاش العام هو طبيعة الحضور الذي رافق الأستاذ مصطفى الرميد خصوصا ما يتعلق بكثير من السادة القضاة والمسؤلين القضائيين.

الرميد لم يحضر إلى البرنامج بصفته الوزارية الصرفة; ومثير أن يتعرض الرميد لقضايا سياسية وينتقذ شخصيات سياسية معارضة ويبدي وجهة نظره في العديد من القضايا السياسية الخلافية وهو معزز بحضور ثلة من السادة القضاة والمسؤولين القضائيين لأن في ذلك إشارة سيئة تجاه القضاء والقضاة.

الأستاذ الرميد كان يعلم مسبقا أن البرنامج سيتطرق إلى قضايا سياسية خلافية لذلك كان مطالبا بإعفاء الجسم القضائي من الحرج بل ومن الورطة، لأن القضاة والمسؤولين القضائيين الذين ظهروا في الشاشة جالسين مباركين لما يصرح به الأستاذ الرميد فيما يتعلق بالقضايا السياسية فإنما تسببوا في تماس حقيقي بين ما هو سياسي وقضائي، وهو تماس خطير على كل حال.

دعنا نطرح سؤالا ساذجا لكنه محرجا،

هل يقبل السادة القضاة والمسؤولون القضائيون الذين حضروا ضيوفا في برنامج استضاف الأستاذ الرميد العضو القيادي البارز في حزب العدالة والتنمية الحضور في برامج مماثلة تستضيف شخصيات سياسية أخرى من الأغلبية كما من المعارضة؟
طبعا الجواب معلوم، ولذلك نقول الآن إن تأثيث الحلقة الأخيرة من برنامج الزميل التيجيني الذي استضاف الأستاذ الرميد بالعديد من القضاة والمسؤولين القضائيين كان سوء تقدير وخطأ فادحا.
  • عن جريدة العلم
  • حديث اليوم *عبد الله البقالي
  • الاثنين 12 اكتوبر 2015

 

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…