رفرف العلم الفلسطيني لأول مرة فوق مبنى الأمم المتحدة، إلى جانب الدول الأخرى، في خطوة مهمة في أفق تثبيت الحقوق الفلسطينية وتدويل القضية.
وهي خطوة تأتي في ظل وضع جد متوتر بسبب التعنت الاسرائيلي والقمع الذي ينتهجه جيش الاحتلال الاسرائلي في الاراضي الفلسطينية والانتهاكات الصارخة لحقوق الفلسطينيين.
إن رفع العلم اليوم، هو إعلاء رمزي ومادي لرمز نضال شعب فلسطين والقُوى المحبة للعدل والسلام ولكل الشعوب التي تناصر القضية الفلسطينية.
ويشكل في الآن ذاته، مساءلة لكل الضمير العالمي الذي يقف متفرجا على الغطرسة الصهيونية، وهي تدوس على حق الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، خاصة بالمسجد الأقصى المبارك، واستمرارها في البناء الاستيطاني على الأرض الفلسطينية بما يخالف القانون الدولي، والذي يعد المكون الأممي ، باختلاف تلاوينه مسؤولا عنه.
لهذا تجدد السلطة الفلسطينية مطالبتها المجتمع الدولي نفسه بالتدخل الفاعل للضغط على حكومة الاحتلال، لوقف انتهاكاتها في حق الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية له.
وبدون أوهام كثيرة، بالرغم من الإصرار على الأمل، فإن الخطوة الحالية تأتي في وضع يتميز بشرطية مناهضة للسلام، و انحسار آفاقه في الشرق الأوسط على نحو متزايد.
والأهم في شروط القوة الفلسطينية المرافقة للحفل برفع العلم هو الوحدة الوطنية التي تحرص الأطراف على تكريسها، وتعتبر حومة الوفاق الوطني أحد أعمدتها الحالية.
ومع تراجع الاضواء المسلطة على القضية وتراجعها في ترتيب الأولويات الشرق أوسطية، وطغيان أحداث الحروب الأهلية والحرب على الإرهاب على جدول أعمال المنطقة، فإن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي صمام الأمان الآن وغدا.
و تكريس الوحدة الوطنية، وتعزيز الصف الفلسطيني الداخلي، هو الأسمنت اللاحم الذي بيد الشعب الفلسطيني لمواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ومسيرته التحررية..
وتحلم الشعوب المحبة للسلام ومنها الشعوب العربية الاسلامية بتحقق ما بشر به الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الاحتفال بعد دقائق من إلقائه كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما قال »إن يوم رفع هذا العلم سيأتي قريبا في القدس عاصمة دولة فلسطين، وليكن يوم 30 شتنبر من كل عام يوم العَلَم الفلسطيني».
- عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
- الجمعة 2 شتنبر 2015