من فاس * جواد شفيك يكتب ..

واش كاينة شي خدمة؟

منذ الساعات الأولى للحملة الانتخابية الجارية، .شرعت فلول من كل الأعمار، من النساء و الرجال، من المتعلمين و الأميين، من العاطلين و ذوي الدخل المحدود، من ذوي السوابق و النظيفي السيرة، من المتقين و العرابدة، من الأطفال و الراشدين، من المحجبات و السافرات، فرادى و جماعات…شرعوا جميعا في التقاطر على مقرات الأحزاب، و مقرات الحملات الانتخابية. ..و لسان حالهم يرطن بلازمة واحدة : واش كاينة شي خدمة؟ ؟ 
لكل واحد من طالبي «الخدمة» مبرراته:
الطفل: ماما قالت لي «سير دبر باش تشري مستلزمات الدخول المدرسي». 
النساء تتوحدن في أوضاع اجتماعية مأساوية (الرجل ما خدامش، مطلقة، لدي أيتام، كنخرج و باغية الله يعفو علي، خدامة على الوالدين. ….).
الشبان (و هم أغلبية )…بغينا ندبرو على مصيريف ، العيد لكبير قرب،البلية أخويا، انا شاد الحومة و إذا ما خدمتونيش و الله لا دخلتو ، الانتخابات اللي فاتت انا اللي نجحت فلان أو فلانة، انا راني فالودادية ديال الحي، خويا هو المجرم الفلاني و كايخافو الناس منو، كناخذ واحد الدوا و ما كانلقاش باش نشريه، الواليد /الواليدة مراض، ……
و بعضهم يذهب رأسا إلى هدفه ::ياك المرشح بوكو فلوس، خليونا نضربو شي بريكول. .
هذه الظاهرة، لا أعتقد بأن مرشحا أو حزبا ما، لا تعترضه هذه الأيام.
أستقبل يوميا ، كما يستقبل غيري، العشرات، بل المئات من هؤلاء..و عندما أطرح السؤال عن ماهية ما يرغبون في القيام به. . يتحدون و يتوحدون في الرد :: نفرقو لوراق. 
مع كامل الأسف. .صادفت من بين هؤلاء جامعيين و تلاميذ ثانوي، و أطرا تدعي أنها جمعوية، و رياضيين، و أبناء عائلات، و أبناء مناضلين،لايسألون عن الحزب، (أي حزب يطرقون بابه) ، و برنامجه، و رمزه ..يسألون عن «الخدمة «و بس.
هذه الظاهرة المتعاظمة، منذ دخول المال أشتاتا أشتاتا للانتخابات..هي لوحدها إدانة للعملية برمتها. و هي عربون صارخ على عدم اهتمام الكثير ممن ابتليت بهم حياتنا السياسية من مرشحي الشكارة، لا بالخطاب الرسمي (الدريهمات )، ولا بخطاب الأحزاب الحقيقية (على علاتها )..و لا بما تشكله من خطر على الثورة الجديدة (الجهوية الموسعة ).. و على صورة السياسة و السياسي..
لكي لا نسقط في التعميم، رغم أن الظاهرة ضخمة بكل المقاييس. .فنحن كحزب، وإن كان بعض مرشحينا يلجأون لتشكيل بعض خلايا الأحياء و الدوائر، ، فإن مبعث فخرنا كوننا كحزب دائم الحضور، مازال بيننا شباب مناضل، وأطر متطوعة، وعاطفون دائمون، ونساء ورجال ملتزمون، وتراث متجدد يحفظنا من كثير انحرافات، و حرصنا كبير على ألا نمرغ كرامة بعض أبناء وطننا في الوحل. 
لذلك كنت حريصا على أن لا نسقط في مستنقع «العمالة الانتخابية» الرديئة المردودية.

‫شاهد أيضًا‬

الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس يناقض أفكاره الخاصة عندما يتعلق الأمر بأحداث غزة * آصف بيات

(*) المقال منقول عن : مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ألقى أحد الفلاسفة الأكثر…