منذ سبعينيات وحتى ثمانينيات القرن الماضي،كانت مدينة تارودانت تتوفر على مسبح بلدي واحد وهو المتواجد قرب المقبرة بباب الخميس،لكن رغم ذلك كنت ومجموعة من الاطفال،بشغب طفولي زائد ،نطلب واجب الدخول الى المسبح اثنان او ثلاث دراهم من آبائنا ،ونذهب للسباحة في الساقية ،اما ساقية تارغونت أو تاملالت أو تافلاكت ،و نقطع في احيان أخرى كيلومترين او ثلاثة لنصل الى منطقة غمرة التي تتوفر على ساقية أُنْشِئت في بداية التسعينيات… لنستغل تلك الدريهمات لشراء الخبز والطون والحرور،عند رجوعنا مساء جائعين،الا من بعض الفواكه الموسمية التي نقوم باقتطافها من الحقول المجاورة،مثل الكرموص (التين) و أكناري (التين الهندي) ،او حتى المشمش في بعض العرصات،او بعض الخضروات التي نتلصص ولنتسلل الى بعض الحقول لقطفها،كالجزر و اللفت…
ذلك الزمن الجميل،الذي يتذكره أغلب ابناء الشعب ابناء “الفلاحة”،وكنا نعتبر ان من يلج المسبح البلدي هم فقط ابناء الطبقة المخملية،او كما يسميهم شباب اليوم “كيليمني” لانه فعلا اذا لم تكن “حرش” فلن تتمكن من الذهاب الى “غْمْرَة” أو الى أولاد عرفة ،منبع العين التي تزود الساقية بالماء…
أما اليوم،وفي غياب السواقي والتي جفت بسبب موجة الجفاف الذي حل بالمنطقة لسنوات ممتالية ،تتواجد المسابح الخاصة،مسبح فندق السلام،مسبح جنان السوسية،مسبح محطة سوميبي،بالاضافة الى مسابح بعض الرياضات التي تفتح للعموم بأثمنة مختلفة ،تتراوح بين 30 درهم و 100 درهم ،اضافة الى المسبح البلدي الاولمبي الذي أنشأته البلدية مؤخرا بمنطقة لاسطاح،والذي تم كراءه في اطار التدبير المفوض لأحد ابناء المدينة،وحددت البلدية حسب دفتر التحملات أثمنته في 10 دراهم للصغار و 20 درهم للكبار،…
والمسبح القديم الذي تمت اعادة تأهيله ليفتح عما قريب ،والذي تم تخصيصه للعنصر النسوي،ولكل امرأة تريد مرافقة ابنائها وحرصهم عن قرب،في مبادرة تستحق كل التنويه للمجلس البلدي الذي فكر في انجاز هذه المبادرة .
زيادة على النافورات التي انشأتها كذلك البلدية و التي يتم استغلالها من طرف الاطفال و الشباب وحتى الكبار للتبرد في ايام الحر التي تعرفها المدينة،نافورة 20 غشت ،نافورة حديقة ابراهيم الروداني،ونافورة باب الحجر…
أمام هذا كله فلازال مجموعة من الاطفال و حتى الشباب يفضلون ساقية منطقة”غمرة” التي تكون دائمة الجريان..
ملاحظة ..الصورة الرئيسية من ايطاليا الاسبوع الماضي يوليوز2015.
مسبح النساء بتارودانت
