أحمد بودة.. قصة إعلامي ومناضل سخر حياته لخدمة المملكتين + فيديو
*الأربعاء 1 يوليو 2015 –
هو ابن مدينة جرسيف، وكما يحلو له أن يلقبها بمدينة “ملتقى الوديان”، مغربي مقيم في بلجيكا، إنه السيد أحمد بودة.
انخرط بشكل كبير في العمل الجمعوي، عمل كرئيس لاول مؤسسة إعلامية مغربية ناطقة بالفرنسية والعربية والامازيغية في اوروبا وتحديدا في بلجيكا لازيد من 25 عاما. كان همه الوحيد هو تقوية العلاقات المغربية الاوروبية بكل تمثلاتها ومصالح الجالية المغربية.
اكتسب بودة تجربة كبيرة في التسيير الاعلامي، حيث أدار العديد من الحوارات واللقاءات المباشرة مع وزراء مغاربة وبلجيكيين وشخصيات وازنة في كلا الدولتين.
أحمد بودة، ساهم بشكل كبير على المستوى المحلي في نشر ثقافة الحوار والسلم من خلال اشتراكه كعضو في اللجنة الوطنية البلجيكية من اجل السلم، ولم يثنه إيمانه من مناصرة القضايا العادلة: العراق فلسطين ليبيا وغيرها.
ووفاء لاخلاصه لمبادئ الاشتراكية سواء على مستوى الحزب الذي تربع عليه منذ عقود ببلجيكيا، حيث تقلد رئاسة الحزب الاشتراكي كاول مهاجر من اصول مغاربية وعربية وافريقية في بلدية من بلديات بروكسل. ليصبح بعد ذلك عضوا في لجنة التحكيم لنفس الحزب على مستوى جهة بروكسيل وعضوا لبلدية كوكيلبارغ لمدة 15 عاما متتالية.
أما على المستوى المغربي، فهو عضو في اللجنة الادارية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وقبلها عضو المجلس الوطني لولايتين.
اعتبر احمد بودة النضال قطب الرحى في حياته، حيث عمل على تشجيع العلاقات السياسية والثقافية بين المغرب وبلجيكا التي تزخر بتمركز المؤسسات الاوروبية المعروفة، حيث ساهم في تحسيس اصحاب القرار لاهم قضايا وطنه الام اهمها قضية الوحدة الترابية.
ساهم السيد احمد بودة ابن المنطقة الشرقية المغربية في خلق فضاءات بناء للحوار الجاد دون اقصاء او تمييز في اطار ما يؤمن به: التعددية والمصلحة العامة.
ونظرا لمهامه الجديدة بالمغرب، كمدير عام للموقع الاخباري وراديو وتيفي ويب بلادْنا.كوم، وتماشيا مع مفهومه الاخلاقي للسياسة، اختار بودة ان يستقيل من منصبيه كمستشار من البلدية وعضو نافذ في لجنة التحكيم لينكب على افاق ورهانات جديدة خدمة لتطلاعات الشعب المغربي.
وهذه كلمة للسيد احمد بودة امام المكونات السياسية و الثقافية قبل تقديم استقالته:
“سعادة العمدة السيدات والسادة المستشارين، أنتم تعلمون أنه خلال 15 سنة الاخيرة قضيتها كمستشار في بلدية كوكلبارغ وما يعادل الضعف على رأس الاذاعة الوحيدة الموجهة الى الجاليات المغاربية والعربية وأيضا الى المواطنين البلجيكيين، أريد أن أخبركم وبكل فخر واعتزاز انني عملت عموما بكل ما أوتيت من جهد وبكل اخلاص في خدمة مصالح الشعب البلجيكي وخصوصا كمستشار في الدفاع عن مصالح وخدمة ساكنة البلدية بكل تنوعاتها البشرية الغنية. أعتقد أنني قمت بكل هذا تحت ظل القيم التي أؤمن بها، هاته القيم كنت أحملها صغيرا قبل ان أطلع عليها في الكتب والحركات الاجتماعية والنقابية.
مبادئ ترسخت بداخلي حين كنا كرحل نسعى لايجاد الاكل للماشية، ونبحث عن الماء للشرب على بعد 7 كيلومترات. اكتشفت هاته القيم، قيم التضامن والتقاسم كنوع من العدالة والمساواة والانصاف، هناك عندما كنت يافعا، كنت وساظل اشتراكيا، بالمناسبة أتوجه بالشكر الى رفاقي الاشتراكيين والحزب الاشتراكي الذي قضيت في كنفه 30 عاما من حياتي.
رفاقي الاشتراكيين الحاضرين هنا لم يطلبوا مني الاستقالة لاهم ولاأحد غيرهم، أستقيل بمحض ارادتي.. أشكر بالطبع كل الحضور الكريم وبالطبع السيد العمدة الذي يحمل مبادئ سياسية حازمة مختلفة، لكننا على المستوى الانساني تربطنا علاقات انسانية طيبة جيدة كما تربط بيننا جميعا، أشكركم جميعا على حسن اصغائكم سابقى دائما على ارتباط بكم وبهذه البلدية، وساستمر في التواصل معكم جميعا سواء كنتم “خصوما سياسيين” أو رفاقي السياسيين والاصدقاء المقربين، أشكركم جزيل الشكر جميعا.”