أستسمحكم سيدي الرئيس أن آخذ جزءا من وقتكم الثمين الذي نذرتم شقا كبيرا منه للنيل من الطبقة المتوسطة والفقيرة وأنتم تعلمون جيدا أنها هي التي بوأتكم المكانة التي تنعمون بها وفيها اليوم.

أتمنى أن يتسع صدركم الضيق لمناقشة بعض ما نعاني منه اليوم جراء سياستكم التي استحيي أن أصفها بالفاشلة…
سيدي الرئيس لقد عقدنا عليكم آمالا كثيرة لمحاربة الفساد والمفسدين ثقة منا في شعاراتكم التي حملتموها في الحملة الانتخابية والتي اختزلتموها في “محاربة الفساد” ولا أخفيكم سرا أنه زاد حماسي لما نشرتم لوائح بعض المستفيدين من الريع ولما فضحتم أحد الوزراء السابقين ووصفتموه بالمستفيد الأكبر من الريع لكن سرعان ما زال حماسي وازداد اندهاشي لما كافأتموه ومنحتم إياه وزارة في حكومتكم ونحن نعلم أنها ليست كباقي الوزارات لكننا استوعبنا الدرس واستخلصنا العبر حينما هرولتم إلى جزيرتكم المفضلة وصرحتم هناك أمام الداني والقاصي أنكم حكومة متطبعة مع الفساد ودشنتم ذلك بمقولتكم الشهيرة ” عفا الله عما سلف” ونحن نعلم وأنتم تعلمون أن الله لا يحب المفسدين.

سيدي الرئيس لن أخفيكم سرا إن صارحتكم بالغبن الذي ينتابني وأنا أقارن جلسات البرلمان الفرنسي بجلسات البرلمان عندنا، كيف يناقش البرلمان الفرنسي النظريات السياسية والاقتصادية والإجتماعية ومدى ملائمتها لحل المشاكل التي يتخبطون فيها في الوقت الذي تنتجون فيه قاموسا سياسيا تهريجيا (للي فيه الفز كيقفز، السفاهة، التماسيح والعفاريت، ترم..،ديالي كبير عليك..)إلى ذلك من المصطلحات المستقاة من لغة المسخ.

سيدي الرئيس ، أريد ان أناقش معك وبكل صراحة حصيلتك الحكومية إلى حدود الساعة ولا تجبني جزاك الله خيرا بنفس الجواب الذي أجبت به جزيرتكم المفضلة ان الملك هو من يحكم لأننا صوتنا على دستور يمنحك من الصلاحيات ما لم يمنحها لوزير أول قبلكم.

فماذا قدمتم في ملف الأمازيغية التي وصفتم في إحدى مهرجاناتكم الخطابية حروفها ب”الشينوية” وهذا ما ينم عن جهلكم بالتاريخ والجغرافيا …وهل هناك رئيس حكومة في العالم يجهل تاريخ بلده وثقافاته ولغاته ؟ أم أننا استثناء في كل شيء؟ أين وصل القانون التنظيمي المنظم للأمازيغية أم ان الامازيغية لا ترون فيها إلا بعض الاصوات الإنتخابية؟
ماذا أنجزتم في ملف المرأة التي يحلو لكم أن تصفوها ب “العيالات” و”التريات” وكل أوصاف القدح التي يحلوا لكم قذفها بها ؟ هل تعلم أن المرأة هي مقياس تقدم الأمم في الوقت الذي تصرون فيه أنتم أن تبقى أسيرة البيت” الترية” لتلبية رغبات الرجل وشهواته، هل نسيت وعدك التي قطعت معهن على ان تستقيل إن استطعن جمع مائة امرأة أمام البرلمان وكانت إجابتهن مسيرة مليونية يوم 08 مارس دون أن تنفذ أنت وعدك و”وعد الرجل دين عليه”.
بأي وجه حق رهنت المغرب للصناديق المالية الدولية؟ هل لك أن تفسر لي كيف اقترضتم مبلغا خياليا من صندوق النقد الدولي وفي الآن نفسه قمتم بزيادات صاروخية في أسعار المواد الأساسية التي أثقلتم كاهل المستضعفين بها؟.. غريب أمركم سيدي الرئيس، تطالبون المواطنين البسطاء التضامن معكم في الأزمة في الوقت الذي لا تستطيعون فيه التنازل عن سنتيم واحد من مداخليكم الوافرة والوفيرة، أم فقط أنتم وأبناؤكم من يحق لهم التمتع والإستمتاع على حساب آلام وآمال الفقراء كما جاء في تصريحات أحد وزرائكم ” كنتبرع بها أنا و أولادي” .

هل لك من الجرأة سيدي الرئيس أن تقدموا إلينا حصيلتكم الهزيلة في مجال التنمية عوض تكذيب الأرقام التي تقدمها الجهات الرسمية التي لا تحابي ودكم…هل لكم ان تحدثونا بلغة الارقام عن مؤشرات ارتفاع البطالة خلال ولايتكم…هل لكم من الجرأة أن تحدثونا عن تزايد الرشوة والغش في الامتحانات..هل لكم أن تحدثونا عن الإجرام المتزايد في جميع المدن بما في ذلك المدن السياحية…؟ هل لكم أن تحدثونا عن ….فشلكم؟

سيدي الرئيس كيف تفسرون لي أن حزبكم ما فتئ يقدم نفسه وصيا على أخلاق المغاربة قبل أن تتفاجأوا ويتفاجأ معكم الرأي العام الوطني والدولي بفضائح أخلاقية تخرق حزبكم وحكومتكم رغم محاولاتكم عن طريق “جيشكم الإلكتروني” أن تعطوا الواقعة صبغة شخصية والكل يعلم أنها قضية عامة لوزير ووزيرة تحابا وتصاحبا على سنة الله ورسوله ووزير آخر ارتأى في سابقة من نوعها –على حد علمي – تجهيز مكتبه بحمام وسرير دون أن تتخذوا معه الإجراءات اللازمة..

سيدي الرئيس يجب ان تحترموا ذكاء المواطن المغربي وألا تحاولوا استغبائه واستغفاله…بماذا سيشعر هذا المواطن لما يشاهد إحدى وزيراتكم تضرب طاولة البرلمان بالأمس منتقدة مهرجان موازين وهي نفسها تقدم تبريرات له اليوم بعد أن صارت وزيرة؟؟…كيف سيشعر المواطن المغربي لما يلاحظ شريطا تنتقدون فيه المراسيم التي تتم البيعة وفقها قبل أن “تقلبوا البذلة” بعد استوزاركم وتصرحون أن هذه المراسيم جزء من عاداتنا وتقاليدنا ولا يجب التفريط فيها؟؟ !!

لقد سئمنا سيدي الرئيس من سياستكم التي تبحث في كل فضيحة عن ضحية في الوقت الذي يتطلب منكم الأمر تحمل مسؤوليتكم بكل جرأة، ماذا يعني ان تحملوا مسؤولية حوادث السير للسائق؟ وفضيحة الشاوي للموظفين الصغار؟ وفضيحة التعليم للأستاذ؟ وفضيحة التسريبات للتلاميذ؟ وفضيحة فشلكم للمعارضة؟..

لا اريد ان أعكر مزاجكم سيدي الرئيس ونحن على أبواب شهر رمضان شهر الصيام الذي تصفد فيه الشياطين والعفاريت ، فهل ستستغلون غياب العفاريت في هذا الشهر لتنفذوا جزءا من وعودكم أم أنكم ستصومون المشاريع كما الأكل والشراب ؟؟

‫شاهد أيضًا‬

دراسة نقدية لمجموعة (ولع السباحة في عين الأسد).للقاص (حسن ابراهيم) * د. عدنان عويّد:

التعريف بالقصة القصيرة ودور ومكانة القاص في تشكيل معمارها:      القصة …