مصطفى المتوكل / تارودانت
الخميس 11 يونيو 2015
اقدمت وزارة التربية الوطنية على اجراء غريب ومستفز لابنائنا وبناتنا بالمؤسسات التعليمية المقبلين والمقبلات على اجتياز امتحانات الباكالوريا اثار استغراب واستهجان الجميع ..حيث تفتقت ذهنية البعض على استعمال معدات كشف “المعادن ” لتوظيفها للبحث عن الهواتف النقالة بتمريرها على اجساد الطلبة والطالبات احيانا قبل الدخول للاقسام واخرى اثناء استغراقهم في الاجابة على الاسئلة ؟؟؟
فبدل ان تتجه الوزارة والحكومة الى الاصلاح الجذري للسياسة التعليمية التي يتبين انها تسير نحو الافلاس الرسمي والسكتة المعرفية .. وجهت نظرها الى شكليات يتفهم الجميع ضرورتها بالمطارات والمواقع الاستراتيجية في مواجهة الارهاب لكن لامعنى لها اطلاقا بالمؤسسات التربوية والتعليمية لان الشعب المغربي والعالم سيعتقد ويظن ان الحكومة في شخص وزارتها في التربية وقفت على السبيل الانجع والمعادلة السحرية لمواجهة الفساد بدءا من ابنائنا بالمؤسسات التعليمية في افق القضاء عليه بالوطن عامة ؟؟؟ وسيظن الجميع ان توظيف هذه التقنية في المراقبة قد تعني ان الحكومة تتهم كل ابنائنا بالغش لهذا شكلت لمواجهتهم فرقا دربت تدريبا خفيفا على استعمال المجسات ووظفت للعملية اموالا لشرائها او كرائها -او استعارتها – وتعميمها على مجموع الثراب الوطني بما في ذلك التنقل عبر ثراب الاقاليم وبين المؤسسات .. وقد يذهب اجتهاد منظري محاربة الغش المتوهم… الى احتمال شراء اجهزة السكانير من النوع الذي يجبر المسافرون للمرور عبرها بالمطارات و .. ولم لا اعداد غرف لازالة الملابس من طرف متخصصات ومتخصصين لاستكشاف كل زوايا الجسم والملابس والاحذية لضمان المراقبة الكاملة حتى يرتاح ضمير بائعي السكانير / عفوا المخططين بالوزارة ؟…ولم لا اذا ارادوا النصح الذي لاندعو للعمل به اي اقتناء اجهزة الرصد عن بعد واجهزة للتشويش توضع بالاقسام تقطع الاتصالات اللاسلكية على المؤسسات لمن اراد اي تخابر مع جهات اجنبية لسرقة الاجوبة بعد سرقة وتهريب الاسئلة ..ولم لا وضع الكاميرات السكانير بالاقسام التي تكشف ما تحت الملابس بالصورة الواضحة – التي احتج عليها الاوروبون لانتهاكها للخصوصيات -.. بل وتبين ليس فقط العورة بل حتى الهيكل العظمي وتسند هذه المهمة لخبراء المطارات من جمارك وامن في اطار شراكة لعلها ترضي المسؤولين ليناموا مطمئنين ان ابناء وبنات الغد تحت السيطرة ؟؟
ولنا ان نطرح سؤالا تداوله الناس هذه الايام اين كانت الحكومة والوزارة الوصية على التعليم بعد ان تبين للجميع وجود تسريبات خطيرة لمواد الامتحان والتي زادت المشهد العام ماساوية وفوضى وارتباكا …بل جعلت العالم يطرح معنا تساؤلات عدة منها …هل يمتلك المسؤولون المركزيون برامج عمل حقيقة وليس استراتيجيات متخيلة تهدر من اجلها الاموال لتساهم في المزيد من افلاس المنظومة ؟؟
…ان الاختلالات الخطيرة التي يعرفها هذا القطاع الاستراتيجي ببلادنا تشكل تهديدا كبيرا للمستقبل التربوي والعلمي يزداد تعقيدا في مواجهة المنافسة الحضارية التي تتجه نحو عالم يسيره ويعيش فيه بكرامة من يتحكم ويطور معارف شعبه …
…ونختم بسؤال بسيط ومركب ..كم تبلغ نسبة الهدر عندنا ونسبة الامية..؟ ..وماهي حقائق اوضاع الشغيلة التعليمية المادية والمعنوية ..؟..وكيف هي اوضاع المؤسسات بالعالم القروي والحضري ؟..و ماطبيعة ومستوى الامكانات المرصودة للعملية التعليمية والبحث العلمي ودعم الشؤون الثقافية …؟؟
الخميس 11 يونيو 2015