عادت قناة الجزيرة مرة أخرى، بقوة إلى الساحة المغربية، في إطار مخططها الذي فضحته كل التطورات، التي عرفتها الساحة العربية، والتي أكدت أن هذه الفضائية تخدم أجندة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي تديره قطر، نيابة عن قوى عظمى، لا تخفي تعاطفها مع هذا التوجه، والذي لم يبق مرتبطا فقط بالحملات الإعلامية، بل كذلك بالتمويل وغيره من وسائل دعم هذا المشروع الرجعي.
وتتمثل هذه العودة للساحة المغربية، من خلال استضافة منتدى الجزيرة لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران في الدوحة يوم 5 ماي الأخير، والذي تم بثه على هذه القناة، التي واصلت هذه الحملة الدعائية، باستضافته في برنامج “بلا حدود”، الذي يقدمه أحد رموز التنظيم العالمي، للإخوان، أحمد منصور، والذي من المقرر بثه أمس.
ويعرف كل المتتبعين أن هذه الفضائية، لا تتحرك إلا طبقا لأجندة سياسية وإيديولوجية، يتحكم فيها ممولها القطري، ولذلك فإن تحركها الآن، الذي جاء متزامنا مع الاستعداد للاستحقاقات المقبلة، ومع الصعوبات التي يعاني منها حزب العدالة والتنمية، والتشوه الذي أصاب صورة أمينه العام، ليس مجرد صدفة. بل إن الأمر يدخل في إطار مخطط مدروس، كما هو الشأن دائما في عمل هذه المؤسسة.
الآن دخلت الجزيرة في عملية تلميع صورة رئيس الحكومة وحزبه، وهي بذلك تظل وفية لخطها التحريري. وليست هذه هي المرة الأولى التي تتدخل فيها “الجزيرة” في الحياة السياسية المغربية، إذ يتذكر الجميع، عندما خصصت استوديو في الفيلا التي كانت تكتريها في شارع المهدي بنبركة بالرباط، لتبث يوميا، برامج مباشرة حول الانتخابات التشريعية، سنة 2007.
وكانت هذه البرامج موجهة في اتجاهين: الأول تسفيه الأحزاب السياسية ودفع الناس نحو العزوف، والثاني، بالمقابل، تلميع حزب العدالة والتنمية. أكثر من ذلك، فهذه الفضائية، كانت تستضيف أعضاء من هذا الحزب، وتقدمهم بصفة “باحث” أو “خبير”، ليمرر خطابه السياسي والإيديولوجي.
فهل من الصدف أيضا أن يتم تنظيم لقاء آخر في أفخم فنادق الرباط، لبنكيران، اليوم الخميس، بحضور مدير مركز أبحاث ودراسات من قطر؟ وهل من المصادفة أن يصيح بنكيران في تجمعاته بالمغرب، “أنا في خطر”، وبعد ذلك يجده الشعب المغربي يقول “أنا في قطر”، بل بعد عودته منها، تأتي عنده حتى إلى الرباط.

 

* عن جريدة الاتحاد الاشتراكي

الخميس 14 ماي 2015

‫شاهد أيضًا‬

حضور الخيل وفرسان التبوريدة في غناء فن العيطة المغربية * أحمد فردوس

حين تصهل العاديات في محرك الخيل والخير، تنتصب هامات “الشُّجْعَانْ” على صهواتها…