تجربة اتحادية رائدة لتدبير شؤون بلدية أيت ايعزة برئاسة ابراهيم الباعلي عضو اللجنة الادارية للحزب ،استطاع من خلالها التغلب على التراكمات و الاكراهات و تحقيق انجازات و مشاريع تنموية تعود بالنفع على الساكنة بفعل المقاربة التشاركية و الانفتاح على فعاليات المجتمع المدني .
أيت ايعزة : مدينة تسير نحو الارتقاء بالخدمات والتأهيل الحضاري المتمدن
تعد الجماعة الحضرية ايت ايعزة من بين الجماعات الواعدة بإقليم تارودانت، لما لها من امكانيات طبيعية وبشرية ،كفيلة بتحويلها الى مركز حضري قادر على الاقلاع الاقتصادي والاجتماعي ،ليس على مستوى الاقليم وانما على مستوى الجهة بكاملها، خصوصا وان الجماعة تضم عددا من المركبات الانتاجية المهمة ،التي تحمل علامة وطنية متميزة من قبيل مجموعة “كوباك” المنتجة للحليب والالبان والعصائر، والتي توظف يدا عاملة مهمة وتتدخل في الكثير من المشاريع والأنشطة المدرة للدخل، خصوصا في المجال الفلاحي وتربية الماشية وانتاج الحليب واللحوم.
الجماعة الحضرية لأيت ايعزة عاشت في السنوات الماضية ،اهمالا وتهميشا وتقصيرا من طرف السلطات الوصية ومن قبل المؤسسات العمومية وغيرها ،مما جعلها تعرف خصاصا مهولا في كل المجالات والقطاعات ،اضافة الى انعدام بنية تحتية قادرة على تحريك عجلة التنمية المحلية ،الى أن انتفضت الأطر المحلية الفاعلة والعاملة في المجال التنموي والتطوعي ،فظهرت بوادر التغيير مع بروز طاقات سياسية محلية انتفضت من قلب التهميش، وتحملت مسؤولية تغيير الأوضاع من خلال تحمل مسؤولية تدبير الشأن المحلي وعلى سبيل المثال لا الحصر نقف عند الأخ ابراهيم الباعلي رئيس الجماعة لأيت ايعزة والذي مارس العمل الجماعي منذ 1992 كمستشار معارضة وتسييرا حتى تحمل مسؤولية قيادة فريق التسيير الجماعي ،مع رفاقه وزملائه في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهو اليوم يوظف خبرته في التسيير والتدبير ومعرفته الدقيقة بحاجيات واختلالات الجماعة. ولذا بدأت سكة التغيير تشق طريقها بإصرار، لتغيير مصالح هاته الجماعة نحو الأحسن والأفضل ، وستقتطف ثمارها ان شاء الله ثمار هذا العمل التطوعي النضالي والجمعوي ،خصوصا وأن هاته الجماعة تملك من الامكانيات ما يمكن ان يجعلها تقفز نحو الريادة تدبيرا وتسييرا وانتاجا. وهذا الذي يتجلى على الخصوص في مشروع مخططها الجماعي للتنمية (2011 _ 2016) ,ولهذا السبب انتقلنا الى عين المكان للوقوف على أرض الواقع والاطلاع على الانجازات المهمة التي تحققت والمنتظرة ان تحقق أهدافا أخرى يمكنها أن تزيد أكثر في تعزيز ريادة هاته الجماعة.
ان مشروع المخطط الجماعي للتنمية لم يتم اخراجه من غرفة المكاتب الإدارية، أو من استنساخ من مشاريع الجماعات الأخرى، وانما تمت صياغته من خلال اشراك جماعي لكافة الفاعلين المحليين وعموم المواطنين وساكنة المنطقة، وتجند لهذا العمل الجماعي طاقات شبابية محلية مزودة بالإيمان لصالح المنطقة وبنكران الذات ،فتم استقصاء واستكشاف كل الامكانات والطاقات الموجودة. وبعد ذلك تم تفريغ هاته المعطيات وتصنيفها حسب كل حقل اجتماعي واقتصادي ثقافي رياضي ليصاغ في النهاية، المشروع التنموي للجماعة.
وللتفصيل أكثر في هاته الوثيقة المهمة كان لنا لقاء استكشافي وتوضيحي مع الأستاذ والمناضل الأخ ابراهيم الباعلي رئيس المجلس الجماعي. و من الأسئلة الأولى التي طرحناها على الرئيس:
– كيف بدأ الاعداد والانطلاق لمشروع المخطط الجماعي ؟
هذا المشروع بدأ الشروع فيه منذ 2010 بتنسيق وتكامل مع مصالح عديدة من قبيل المندوبية الاقليمية للاسكان ،ومديرية وزارة التجهيز، ومديرية ملحقة الوكالة الحضرية لتارودانت، والمندوبية الاقليمية للصحة وغيرها…لكن الميزة المميزة للمشروع هي التي تلك التي حصلت مع الباحثين الميدانيين داخل الجماعة ،والذين ساهموا في تكوين فريق العمل للانخراط في اعداد مشروع المخطط التنموي للمدينة عبر استشارات تشخيصية للوضعية وزعت وعبأت بكيفية عملية ستحلل عملية التشخيص الحقيقي للوضعية من قبيل تجميع المعطيات – الاحصاء الشامل للدوواير والأحياء والمحلات التجارية – ثم بالتحليل الأولي للمعطيات ومعالجتها معلوماتيا وغيرها. ان من نتائج هاته العملية التشخيصية الوصول الى مونغرافية للجماعة الحضرية لأيت ايعزة.
– من خلال هاته المونغرافية ، ما هي أهم الخلاصات التي استخرجتموها ؟ أو ما هي العينات التي اعتبرتموها أساسية واعتمدتم عليها لوضع المخطط الجماعي؟
ان أهم ما تم استكشافه من معطيات دقيقة أن ساكنة الجماعة هي ساكنة شبابية بامتياز حيث تبلغ نسبة الشباب ما مجموعه45%(19-45 سنة)و30%(4-18 سنة) مما يعني أن 75% فما فوق أقل من45 سنة ، وبذلك يتبين أننا نملك طاقات بشرية نشيطة يمكنها أن تساهم في تعزيز وتقوية الأنشطة الاجتماعية المحلية، خصوصا اذا علمنا أن المنطقة تملك امكانيات وموارد فلاحية مهمة جدا اضافة الى الأراضي الفلاحية800 هكتار تستغل في زراعة الحوامض والمحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة. هاته القوة النشيطة لها تكوين دراسي متنوع من عادي الى عالي27% مستواها الدراسي متوسط و5% مستواها الدراسي عالي.
– ماهي أهم الأنشطة التي تعرفها الجماعة خصوصا اذا علمنا أن كثلة سكانية مهمة هي من الشباب مما يعني أنكم أمام تحديات كبرى خصوصا وأن هاته الفئة هي الفئة المنتجة . فما هي المجالات التي تستغل فيها هاته الكتلة السكانية النشيطة؟
تتميز عملية توزيع ساكنة الجماعة حسب الأنشطة الاقتصادية بالتفاوت بين الأحياء الناقصة التجهيز والتي تحركها الفلاحة وتربية الماشية مثل دواوير: اكادير الجديد والمحارزة وايت ايعزة القديمة وتكركرت. أما الأحياء الجديدة والمجهزة فيغلب عليها طابع التجارة والخدمات مثل حي الموظفين وحي السلام وحي البام. ويتميز توزيع ساكنة الجماعة بغلبة فئة الممارسين في قطاع الخدمات والادارة وتبقى مجموعة كبيرة مع الأسف لا تمارس أي شغل ، نظرا لضعف البنيات التحتية ومجالات الحياة الاقتصادية العصرية. وهذا هو الذي يدفعنا أكثر للبحث عن سبل تطوير وتفعيل مشروع المخطط الجماعي للتنمية لإحداث مزيد من فرص الشغل والعمل لفائدة العاطلين أو حتى الشباب المتمدرس المقبل على الحياة المهنية. ونتمنى من السلطات الوصية ومن المؤسسات الحكومية الموازية العمل الى جانب المجتمع المدني والمؤسسات التمثيلية والمجالس المحلية لإقامة مشاريع ذات النفع المحلي والمدرة للدخل المستديم خصوصا لدى فئة الشباب والنساء. ويتحقق مشروع التنمية بالأساس، اذا ما تم ازالة القيود البيروقراطية والقضاء على لوبيات العقار الفلاحي وخصوصا ملف الأراضي السلالية والجماعية الذي ما يزال يكبل التنمية المحلية وينسف المشاريع الفلاحية المدرة للدخل ،علما أن المنطقة هويتها هوية فلاحية بامتياز. كما أن من شأن ازالة القيود عن هاته الاراضي السلالية اخراج مشروع تأهيل المجال الحضري والقضاء على السكن العشوائي القديم، ومثال ذلك حي تشدرت الذي يتعرض سنويا لمخاطر الفيضانات ويحول المنطقة الى حي منكوب. ولقد تجندت الجماعة لأجل اعادة تأهيل هذا الحي من خلال تقديم كافة الضمانات للقضاء على هذا الوضع الكارثي عبر توفير أراضي صالحة لانجاز تجزئة سكنية في الأراضي السلالية ،لكن التأخير في عملية انطلاقة المشروع تبقى في يد المسؤولين الآخرين الذين عليهم ان يسارعوا الى رفع القيود عن هذا المشروع.
ما هي أهم الحاجيات الأساسية التي ترونها ضرورية للإقلاع بهذا المشروع التنموي؟ وما هي المشاكل والاختلالات التي تعيقكم في ذلك؟
أ ـ الطرقات والسير والمواصلات الداخلية : من المشاكل التي تعيقنا في هذا المجال أن هناك طرق حضارية غير معبدة وأرصفة غير مزلجة ونقص في عدد سيارات الأجرة… لكن في المقابل وضعنا حلولا مقترحة لإزالة هاته العوائق عبر تهيئة الطرق والممرات الرابطة بين مختلف أحياء المدينة واحداث مدار لملتقى الطرق ومنح وتوفير رخص سيارات الأجرة اضافية ونحن عازمون من أن نزيد من سرعة الانجازات لتجاوز الخصاص خصوصا وأننا نتوفر على ارادة جماعية مجتمعية كبيرة.
ب ـ في قطاع التعليم نلاحظ نقصا حادا في عدد المدارس والاعداديات وضعف البنيات التحتية لمؤسسات تعليمية أخرى خصوصا وأن هناك أقسام لاتزال غير مسقفة بالاسمنت المسلح .ولقد اقترحنا وطلبنا وشاركنا في كل الاجتماعات لأجل الاسراع ببناء مدرسة ابتدائية بحي الموظفين وبناء اعدادية جديدة مع اعادة بناء الاقسام المفككة ومن فرص نقط القوة لدينا اتفاقيات شراكة بين المجلس البلدي والمؤسسات التعليمية. ونتمنى أن يتم الاسراع بتحقيق رغبة الساكنة لتقوية وتعزيز فرص التمدرس والقضاء على الهدر المدرسي بشكل تام ,وفي المجال الثقافي هناك نقص في التجهيزات والكتب سواء بالنسبة للخزانة أو دار الشباب وسعينا الى تفعيل اتفاقية الشراكة مع وزارة الثقافة لتسريع عملية تجهيز الخزانة وتجهيز دار الشباب بالمعدات المعلوماتية والمكتبية اللازمة. وما يشجعنا على ذلك أن مدينتنا تتوفر على فئة كبيرة من المثقفين وطاقات شبابية متعلمة يمكنها أن تعزز وتزيد من الرصيد الثقافي والفني والرياضي للمدينة.
ج ـ في القطاع الصحي ان هذا القطاع لايزال يحبو بل انه في غرفة الانعاش لضعف تجهيزات المستوصف البلدي وعدم التوفر على غرفة المستعجلات الأولية وسيارات الاسعاف ونتطلع في هذا المشروع الى توسيع المستوصف وتجهيزه بالمعدات الطبية اللازمة واحداث غرفة المستعجلات الأولية. ونحن لدينا اتفاقية شراكة مع أصدقاء هذا المستوصف .هذا الوضع الصحي الذي لا يشرف جماعتنا يوازيه ضعف بيئي غير متوازن تسبب في انبعاث روائح وانتشار حشرات ضارة بسبب مخلفاتها وافراغ عدد من المواد الكيماوية قرب ابار الماء الصالح للشرب، مما يهدد الفرشة المائية. ولهاته الغاية قدم مشروع المخطط حلولا ناجعة من قبيل اغلاق المطرح البلدي العشوائي وتفعيل المطرح المقترح البعيد عن الساكنة والسقي نحو توسيع نطاق التجهيز في كل شوارع واحياء المدينة مع معالجة المياه المستعملة. ونحن على يقين أن التعاون بيننا من شأنه أن يساهم في تنمية الوعي البيئي وفي القضاء على كل النقط السوداء.
وفي المجال الرياضي كانت الوضعية جد مزرية واليوم تم اصلاح أرضية الملعب وترميم مرافقه مما ساهم في تنشيط الممارسة الرياضية بالمنطقة وتعزيز النشاط الرياضي بوجود مجموعات كبيرة من الجمعيات الرياضية . وهذا ما سيزيد من احداث ملاعب القرب ومركبات سوسيو رياضية. ان كل هذه المشاريع وغيرها والتي عرضها مشروع المخطط، استطاع المجلس الحالي أن يحقق اغلبية هاته المشاريع واستطاع بالتالي أن يقضي على كل الاختلالات والخصاص ويحقق ما تصبوا اليه هاته الجماعة سواء في قطاع الطرقات أو التعليم أو التنمية البشرية أو في مجالات الثقافة والصحة والرياضة والبيئة. وهذا بفضل الارادة القوية لفريق العمل الجماعي والتجانس القائم بين المجلس الجماعي والسلطة المحلية، كان من شانه تسهيل عملية تسريع الانجازات .وربما ان ما عرضه مشروع المخطط قد تحقق بنسبة عالية مما سيحول هذا المركز الحضري الى قاطرة للتنمية المحلية بالإقليم ولإعطاء الصورة الايجابية عن هاته المشاريع قدم رئيس المجلس عرضا للمنجزات التي حققها بفضل ارادة الجميع من قبيل:
1ـ في مجال الحكامة
2 ـ في مجال خلق فرص الشغل
3 ـ الطرقات والسير والجولان
4 في مجال الصحة
5ـ في قطاع التربية والتكوين
وهكذا استطعنا حسب امكانياتنا وقدراتنا المحدودة ماليا وبشريا من أن نحقق قفزة نوعية حول جماعتنا من جماعة مريفة الى جماعة حضرية بإمكانات وتجهيزات مهمة سيكون لها الاثر الايجابي في المستقبل القريب، الى أن تعزز بانجازات ومنجزات كبيرة نظرا لما تتوفر عليه جماعتنا من طاقات بشرية مؤهلة ومكونة وفاعلة ومستعدة لطي المسافات والوصول الى المبتغى .هذه الجماعة الشابة والحديثة العهد ستصل لا محالة الى ماكنا ندعو اليه ونرفعه من شعارات وبرامج ” تحقيق التنمية المستدامة لمجتمعنا وجماعتنا ” انسجاما مع مبادئنا النضالية ضد الفساد وكل أشكال الريع والاصطفاف الى جانب الجماهير الشعبية في نضالها وأهدافها الاجتماعية المشروعة لأجل مجتمع منصف وعادل متقدم وحداثي، وجماعة مواطنة توفر كل الامكانيات والخدمات لصالح كل طبقات المجتمع وخصوصا منها المحتاجة والفقيرة.