هذه الفقرات من الحوار ماخوذة عن صحيفة “هيسبريس “
…- ما موقفكم من الأحزاب السياسية العلمانية بالمغرب، وهل تقبلون التحالف معها إذا ما تيسر لكم ذلك، وعلى أي قاعدة يمكن أن يتم هذا التحالف؟
إذا كانت العلمانية هي فصل الدين عن السياسة في مجال تدبير الشأن العام فكل الأحزاب المغربية علمانية، ولا عبرة بانتحال مصطلح “المرجعية الإسلامية” لأغراض انتخابية، هذه طبيعة النظام السياسي المغربي، والأحزاب قطع غيار فيه لا تكون إلا كذلك، والتحالف عادة يكون حول مبادئ مشتركة بين طرفين، ونحن لسنا حزبا ولا نفكر في تأسيس حزب، ونعد الإٍسلام ملكا لجميع المسلمين لا يحتكر دون أحد منهم أو يقصى عنه، نحن نخاطب جميع الأحزاب من انتحلت صفة المرجعية الإسلامية ومن تنكرت لها، نخاطبها من موقع المواطنة المشتركة بصفتنا جميعا ركاب سفينة واحدة ننجو فيها جميعا أو نغرق فيها جميعها. هذا قدر الجميع في هذا الوطن حتما، ولا عبرة بمحاولة التمويه على هذا المصير المشترك،{ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}الأنعام67..
– عبد الإله بنكيران يقول في حواره مع قناة الحوار الفضائية بأنه لم يتعرف عليكم إلا مرة واحدة عام 1977 في السعودية، هل هذا صحيح؟
هذا أمر معرفته والجهل به سواء.
– في السنوات الأخيرة شنت عليكم جريدة التجديد هجوما قويا انطلاقا من محاكمة ماضي الشبيبة الإسلامية الذي بحسب رأي الجريدة كان ينهج أسلوب العنف والعمل السري، كما أن تنظيم الشبيبة الإسلامية هو أيضا شن هجوما مماثلا على حزب العدالة والتنمية وعلى بعض قيادييه، ما هي الخلفيات الحقيقة وراء هذا التراشق الإعلامي بينكم وحزب العدالة والتنمية ؟
هذا الحزب وجمعيته للإصلاح يدافعون عن مكاسبهم السياسية وحملاتهم الانتخابية بشتمي والافتراء عليَّ، لمعرفتهم أن ذلك يرفع رصيدهم لدى الدولة، ويقربهم من الاستوزار، إذ الهجوم عليَّ كما وقر في أذهانهم دليل إخلاصهم لرأس الدولة وصدقهم معه، ووسيلة لتحقيق هدف النظام بشغلنا عن طريقنا الذي رسمناه لأنفسنا، لذلك نأيت بنفسي عن هذا الاستدراج المراهق، وما قام به بعض الإخوة من شبابنا في الرد عليهم وتسفيه أحلامهم مبادرة تعد خدمة غير مقصودة لهذا الحزب وجمعيته، تفيده لدى الأجهزة وتقربه منها، وقد نصحت بتوقيفه، وتركنا كلا لما يسره الله له.
لقد بدؤوا حملتهم المراهقة علينا في مستهل رمضان، وكأنهم يتعبدون بها، وغابت عنهم معالم أخلاق إسلامية تصنف ما قاموا به في ذلك الشهر المبارك غيبة وبهتانا ونميمة ووشاية مبطنة وصريحة بالمؤمنين. وهو ما لا ترتكبه حتى الأحزاب الموغلة في العلمانية يعصمها من ذلك تفكيرها العلمي البراغماتي الواقعي والموضوعي ونظرتها البعيدة، على رغم عدم التزامها بالقيم الدينية، كان عليهم أن يتخلقوا بأبسط أخلاق الإسلام قبل ادعائهم الانتساب للمرجعية الإسلامية.
يذكر ابن خلدون أن لكل حرفة أخلاقها المستنبتة منها والمخالفة لما تعارف عليه المجتمع من آداب المعاملة، للتجارة أخلاقها وللمحاماة أخلاقها، وللحزبية أخلاقها، والتوبة الصادقة ينبغي أن تشمل جميع تصرفات الإنسان، عبادة ومعاملة، وعلى من يريد الالتحاق بالمرجعية الإسلامية أن يتوب عما ربته عليه حرفته من انحراف مهني، تجارة كانت أو محاماة أو حزبية أو غير ذلك. إنهم فيما قاموا به لم يضروا إلا أنفسهم على المدى القريب والبعيد. هدانا الله وإياهم إلى سبل الرشاد وتاب علينا وعلى جميع المسلمين.
– كيف نظرتم إلى تقرير هيئة الإنصاف والمصالحة بخصوص حادثة اغتيال بنجلون؟
لم أطلع على هذا التقرير مطلقا، وما نشرته بعض الصحف المغربية عن ارتباط المدعو النعماني بالأجهزة الأمنية المغربية موجز وغير كاف لتكوين نظرة واضحة. كل ما أعرفه عن هذه اللجنة أنها أقصتنا من دائرة اهتمامها وتجاهلنا ولم تعتبرنا حتى مجرد مغاربة
– أستاذ عبد الكريم…من اغتال بنجلون؟
تستطيع أن تسأل بقايا النظام البوليسى والأجهزة الأمنية المغربية من العهد القديم فلديهم ملفاتهم وأرشيفهم، ويستطيعون إخبارك إن كان في مصلحة الدولة ذلك.
–مصطفى خزار بعد خروجه من السجن يعترف بارتكابه جريمة قتل بنجلون، ويقول في حواره مع جريدة الأيام بأنهم كانوا يودون فقط أن يتحاوروا معه بخصوص ما يرونه كفرا، إلى أن تطور الأمر إلى قتله؟
كفى المرء شهادة على نفسه أن يقولها وهو حر طليق.
– سبق لكم وأن اتهمتم الدكتور الخطيب في تآمره على الشبيبة الإسلامية، وتقرير هيئة الإنصاف والمصالحة يقر بان الأمر كان مدبرا، وبعد رحيل الخطيب إلى دار البقاء ، هل بقي شاهد على ما تسمونه بالمؤامرة عليكم؟
لسنا محتاجين إلى شهود، لأن المحكمة الإلهية لابد أن تعقد، وقد سبق إليها الخطيب ورفيق دربه إدريس البصري، ولا بد أن يتبعهما غيرهما، أما محاكم المغرب فيكفي شهادة عليها جميع المؤسسات الحقوقية العالمية والمحلية، وكلها تتهم القضاء المغربي بالتبعية للأجهزة والفساد الأخلاقي والرشوة
– عبد الاله بنكيران يقول في حواره مع قناة الحوار الفضائية بأن مقتل بنجلون هو جريمة في حق الحركة الاسلامية ما ردكم؟
كان الخطيب وأتباعه يصفون الفاعلين بالمجاهدين، ثم اختلفت الظروف والأهداف والمصالح فاختلفت الأحكام والمواقف
– أستاذ عبد الكريم ، هناك من يتحدث عن حلقة في حادث اغتيال بنجلون، هذه الحلقة هو عبد العزيز النعماني، من يكون هذا الرجل، وماهو مصيره؟
رأي الحركة الإسلامية المغربية مبين ومنشور في كثير من نشراتها ووثائقها، أما بالنسبة لي شخصيا فهل تنتظر مني وأنا مُهَجَّر عن وطني منذ ثلث قرن، ولا أملك وثيقة تعريف، أو هاتفا خاصا أو جهاز أنترنيت، وأبنائي باستثناء واحد منهم فقط لم أرهم منذ 15 سنة، وأحفادي لا أعرفهم إن التقيت بهم في الشارع، أن أخبرك عن المدعو النعماني، لديك أخي الكريم جنرالات مغاربة وعمداء استخبارات مغربية لهم علاقة بالقضية ومختصون في تركيب كثير من مثل الوقائع ما زالوا أحياء تستطيع أن تسألهم. …