عقد حزب الخضر البلجيكي يوم الاحد 22 مارس الجاري مؤتمره العام لاختيار قيادته الجديدة و بعد مناقشة التقريرين الادبي و المالي و الاوراق المعدة لهذا اللقاء الهام في تاريخ الحزب، تم تقديم برامج اللائحتين التي سبق ان دخلت في حملة انتخابية مكثفة منذ ثلاثة اشهر مضت من اجل الفوز بقيادة رابع الاحزاب الفرانكفونية ببلجيكا من حيث الحضور السياسي بعد الحزب الاشتراكي و الحركة الاصلاحية “ليبرالي” و المركز الديمقراطي الانساني.

فللإشارة فان حزب الخضر بشقيه الفلاماني و الفرانكفوني كرسا تقليدا منذ تأسيسهما لإفراز قياده ثنائية مكونة من امرأة و رجل. فبالنسبة للمؤتمر الحالى تم تقديم لائحة بزعامة زكية الخطابي و باتريك ديبرييز و اللائحة الثانية مكونة من الثنائي شلووي ديلتور و كريستوس دولكيريديس.

التصويت افرز فوز لائحة الخطابي / ديبرييز بنسبة 60 في المائة من الاصوات الشيئ الذي مكنهما من تعويض القيادة السابقة المشكلة منايميلي هويوز و اوليبيي دولوز ، و يعد هذا الاخير احد القادة التاريخيين لحزب الخضر البلجيكي و الذي كان يتمتع بكاريزمية محترمة لدى مناضلي و مناضلات الحزب.

و في خطاب لها وعدت زكية الخطابي مناضلات و مناضلي الحزب بإعادة الحزب الى سكته الصحيحة في غضون سنة، كما دافعا الثنائي الخطابي/ ديبرييز على وحدة الحزب حيث دعا هذا الاخير الى ضرورة رص الصفوف و تجاوز الخلافات و النظر نحو المستقبل. و في نفس السياق ذهبت زكية الخطابي عندما قالت حرفيا: “بامكاننا اليوم ان نتوحد كلنا حول مشروع. لا مكان اليوم للتشتت، لقد حان الوقت لتوحيد جهودنا. معا سنمكن الحزب من النجاح”.

الخطابي و ديبرييز باشرا مهامهما القيادية مباشرة بعد انتهاء المؤتمر و هما يعلمان علم اليقين ان الطريق امامهما ليس مفروشة بالورود و خاصة امام الهزيمة القاسية التي تعرض لها الحزب في الانتخابات التشريعية لصيف 2014، ناهيك عن تفاقم الازمة الاقتصادية و المالية في عموم اوروبا.

اضف الى ذلك تراجع فكرة / فلسفة الخضر اوروبيا و عالميا نظرا للاصطفاف الكبير للمجتمعات الاروبية يمينا و يسارا بل الاخطر هو توجه الاوروبيين بشكل عام للتكتل في اقصى اليمين او اقصى اليسار و ذلك بعد انسداد الافق امامهم من جراء تفاقم الازمات الاقتصادية للعديد من الدول و الحروب اللامتناهية التي اشعلتها الامبريالية بزعامة الولايات المتحدة الامريكية في عدة مناطق من العالم (فلسطين، افغانستان، العراق: سوريا، ليبيا، اليمن، اوكرانيا …..).

هناك العديد من المؤشرات تشير الى ان العالم يتجه نحو الكارثة ان لم يتحرك العقلاء و الحكماء في كل بقاع العالم لإخماد هذه الازمات.السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و حتى الثقافية و التي بإمكانها ان تحرق الاخضر و اليابس في اي لحظة من اللحظات.

ان ما يقع في سوريا و العراق اليوم من قتل و حرق و ذبح و تدمير للحياة لعنوان صارخ على عودة الفاشية في ابشع صورها .

للأسف ان فكرة الخضر المبنية على السلم العالمي و احترام البيئة و مبادئ الحرية و الكرامة و الديمقراطية و العدالة ألاجتماعية بدأت تفقد بريقها امام هول الكارثة ليس في باقي العالم فحسب بل حتى في قلب اوروبا مهد مدرسة الايكولوجيا و حاضنتها، حيت بدأت احزاب الخضر الاوروبية تفقد اهم مواقعها في السلطة (المانيا، فرنسا، الدول الاسكندينافية…) حتى اضحى الحزب الخضر البلجيكي هو تقريبا الحزب الشبه الوحيد الذي لازال يتقاسم السلطة مع باقي الاحزاب و خاصة على المستوى الجهوي.

و للاشارة فان زكية الخطابي ذات 39 عاما، تعد من بين ابناء الجيل الثاني الناجحات و معروفة بتواضعها الشديد. تتقلد اليوم منصب برلمانية في البرلمان الفدرالي كما سبق لها ان كانت عضوة مجلس الشيوخ البلجيكي في الولاية السابقة. كما سبق لها ان نجحت لأول مرة سنة 2009 كنائبة في البرلمان الجهوي لبروكسيل العاصمة و تعد من قدماء طلبة الجامعة الحرة ببروكسيل.

 *عن موقع الجريدة الالكترونية  “اصوات مهاجرة ”

logo

             بروكسيل في 23 مارس 2015

                       سعيد العمراني

‫شاهد أيضًا‬

مؤتمر جامعة هارفرد لنموذج الأمم المتحدة يستقبل تلاميذ مغاربة

يمثل تلاميذ الثانوي التأهيلي لمدارس أنيس الدولية – المديرية الإقليمية عين السبع بالد…