مصطفى المتوكل / تارودانت
الاربعاء 11 مارس 2015
جاء في القواميس ..رَجُلٌ لَئِيمٌ :- : خَسِيسٌ ، مُنْحَطٌّ ، دَنِيءٌ .
فقال تعالى : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } التوبة
عن ابن مسعود رضي الله عنه،ان النبي (ص)قال .. ((أكرموا النساء, فو الله ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم، يغلبن كل كريم، ويغلبهن لئيم، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً, من أكون لئيماً غالباً))
قال عمر بن الخطاب : ما وجدت لئيماً قط إلا قليل المروءة .
يقول تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم من نفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
…لاشك ان الله خلق الحياة والموت ليبلونا اينا احسن عملا …وانه خلق الرجل والمراة ليعملا معا في تكامل وهم اشقاء في الاحكام وفي التدبير العام والخاص لامور الحياة …وجعل المراة سيدة ومنبعا للحياة والتنشئة بامتياز ..كما اكد النبي (ص ) على فضلها وخيرها الذي يمتد من الدنيا الى الاخرة فجعل الجنة تحت اقدامها ..
لهذا سيسهل على كل عاقل ان يفهم بتدبر تقديم الرسول صلى الله عليه وسلم لها على الرجل في البر والوفاء بثلاثة اضعاف ما للرجل …… حيث سئل النبيُّ (ص ) :” …من أحق الناس بحسن صحبتي قال أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أبوك …”
وللمراة في الاسلام نفس الحقوق الجوهرية والاساسية التي للرجل كما لها حقوق تختص بها دونهم ..فالمسؤولية الشرعية والقانونية والادارية والمالية والمجتمعية والحق في التملك وادارة امورها بالطريقة التي تقررها لاينازعها في ذلك لا الدين ولا الاعراف …بل اباح لها ان تخطب للزواج من الرجال ممن تراه اصلح لها …كما لها ان تشترط امتلاك العصمة اي لتطلق الزوج متى رات في ذلك خيرا لها ..ولا يهمنا هنا الاختلاف في المسالة …
ولمن اراد ان يتعرف على دورها السياسي والفقهي والدعوي قبل الاسلام واقصد هنا الديانات السماوية السابقة او بعد الاسلام فسيجد ان الاشكال ليس في الشرع بل في بعض العقليات التي تسعى لجعل الدين خاضعا لها تمرر به مواقفها وسياساتها واحيانا ما يسمونه فتوى التي يصل البعض منها درجة من الغرابة من مثل جهاد النكاح وغيرها مما نستحي عرضه هنا لانه يسيئ لديننا ولحضارتنا …؟؟؟
…ان من الامثلة النيرة التي لاتحتاج الى تلفيق او تحوير هو مثال ام المومنين عائشة رضي الله عنها التي تصنف من المكثرين / المكثرات في رواية الاحاديث والتاصيل الديني بالسنة النبوية والتي كانت تحدث حتى بالقضايا الحميمية والخاصة ..وكانت ملجا للمؤمنين والمؤمنات للاستفسار عن عدة اشكالات واستفسارات فتخاطبهم ويخاطبونها ..قال عطاء – رضي الله عنه -: (كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيًا) وقال أبوموسى الأشعري : (ما أشكل علينا – أصحاب رسول الله ص – حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندنا منه علماً)
…بل سجلت كتب السير والتاريخ انها خرجت مع الصحابة والرجال الى البصرة في الحملة التي عرفت بموقعة الجمل في مواجهة سيدنا علي بعلة عدم قيامه بالثار لمقتل سيدنا عثمان رضي الله عنهما ..حسب الروايات التاريخية..
…كما ان تاريخ الشعوب الاسلامية مليئ بنماذج رائدة في كل المجالات الحياتية والعلوم والمعارف والريادة التي ابدعت فيها المراة والرجل على حد سواء بل تفوقت في الكثير من الحالات …
واشارتنا هاته هي للرد بالمختصر المفيد على كل الذين” يفكرون ” بتعسف وشطط وتحقير بصوت مرتفع وكتابات مسيئة للمراة اي للامهات والبنات والاخوات والعمات والخالات …فيتعاملون معها مرة كالبضاعة واخرى كالجماد وثالثة كالامة -بفتح الميم – ورابعة كالناقصة الاهلية ..وخامسة كعورة …الى غير ذلك من التعبيرات الموغلة في الجمود والتخلف والغرور ..
هي اشارة شرعية وعقلية للذين يستخفون بعشرات الالاف من نساء المغرب اللواتي جبن بعض شوارع الرباط احتجاجا على سياسة الحكومة التي “تبدل الجهد” من اجل استفزازهن بالواضح وبالمرموز ونعث المعارضات باي نعث يهدئ من روعها ولا نميز هنا بين من بالحكومة او بالحزب او بالاعلام التابع لهما او باي جناح يشكل امتدادا لهما او كل من يحذوا حذوهم ولو خافلهم المذهب …
ان المراة هي نصف المجتمع ولا يجب ان يعتمد اي كان على سياسة تسعى لابقاء المراة بعيدة عن التعلم وعن العمل وعن تدبير امورها و امور الحياة المختلفة مثلها مثل الرجل …
ونختم بالقول للذين يهينون النساء ويتعمدون احتقارهم بوعي او بدونه … باية من كتاب الله وحديثا نبويا …
يقول تعالى ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور ) سورة الحج
و قال الرسول ( ص ): (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخيارهم لنسائهم).