أحمد الزيدي في اجتماع لجنة المالية والتنمية الاقتصادية … لن نسمح بالتنازل عن استقلالية القرار الاقتصادي والمالي المغربي لصالح صندوق النقد الدولي
اسمحوا لي في البداية أن أسجل باسم الفريق الاشتراكي أن حساسية الظرفية الاقتصادية والمالية التي تمر منها بلادنا تستدعي الوضوح ومصارحة الشعب المغربي بحقيقة الأوضاع الاقتصادية وبما الذي ينتظره. مفادها استغرابنا لكون الحكومة، التي حولت الإعلام العمومي إلى أداة طيعة لتمرير خطاباتها، تفننت هذه المرة في تمرير قرار خطير يهم مجموع المغاربة ومستقبلهم، في صمت، واكتفت بالتسريبات، أو بالتصريحات الخاطفة بشأن قرار مصيري. لقد افتقدت الحكومة مرة أخرى الشجاعة السياسية في الدفاع عن قراراتها. وتسير هذه الانتقائية في التسويق الإعلامي مرة اخرى عكس تيار الانفتاح وضرورة قول الحقيقة. الملاحظة الرابعة: وتتمثل في أن الأطراف الحكومية عوض أن تدافع عن قرارها وتصارح الناس بانعكاساته، راحت تتقاذف المسؤوليات ما بين متنصل من القرار وما بين من يقرنه بتهديد بالاستقالة والدفع بالبلاد إلى الهاوية السياسية بعد الهاوية الاقتصادية. إنها قمة التهرب من المسؤولية ومن تحمل تبعات قرارات سياسية. إن منطق ممارسة الحكم يقتضي تحمل التبعات السياسية لقراراتنا. لقد استغربنا مع الرأي العام كيف أن الحكومة، عوض أن تبرر قرارها راحت تهدد بالاستقالة تارة، وبالبحث عن المبررات في تدبير سابق متناسية حتى في هذه الحالة أن من بين أربعة أحزاب مشكلة للأغلبية الحكومية، ثلاثة تشكيلات سياسية قادت أو شاركت في تدبير الشأن العام منذ 1998 بالنسبة للبعض و2000 بالنسبة لحزب واحد. فإننا نستغرب استخفاف الحكومة بها، بل وإن من أطرافها من يعتبره إنجازا واجتهادا وإبداعا، في الوقت الذي تعيش فيه أوساط والأعمال والمقاولات بالمغرب على وقع هزة اقتصادية ومالية إذ في الوقت الذي كانت تتطلع فيه هذه المقاولة والمستثمرون إلى قرارات لتحفيز الاستثمار و بعث الدينامية في الاقتصاد الوطني، يأتي قرار على النقيض من ذلك تماما ليقضي على آمال قطاع كبير من المقاولات المغربية في الانتعاش بعد ان بدا الإفلاس يهدد العديد منها. وتتمثل في أن الحكومة اختارت أسهل الحلول، حلول محاسباتية صرفة، وهنا ما يمثل جزء من القصور الحكومي الذي سبق أن نبهنا إليه عند مناقشة قانون المالية الجاري تنفيذه. فعوض أن تذهب للبحث عن الحلول والاعتمادات في التهرب الضريبي وتضرب قطاعات جد مربحة وفرض ضريبة على الثروة والمحاربة العملية للفساد والريع، شنفت مسامع الرأي العام بترديد هذا الكلام، دون فعل، وهذه هي النتيجة المنطقية لسياسة حكومة تتحدث كثيرا ولا تنفذ إلا اليسير. سياسة عقيمة وغير منتجة لسياسات عمومية ناجعة. ومفادها أن الحكومة بهذا الإجراء هي بصدد خلق ثغرة في مسيرة التنمية والنمو، وفي مسار تجهيز البلاد بالمنشئات الاستراتيجية والاجتماعية ذات الحيوية وفي تأهيل المدن، وهي الدينامية التي انطلقت نهاية التسعينات. فقرار الحكومة يشمل مثلا خفض أكثر من مليار وربع مليار درهم من ميزانية الداخلية مع ما يعني ذلك من تجميد مشاريع تعزيز الأمن وتأهيل المدن والمراكز الحضرية، ووقف تنفيذ نفقات الاستثمار في ميزانية التجهيز والنقل بمليار و 750 مليون درهم مع ما يعني ذلك من تجميد لمشاريع تجهيز البلاد من طرق وقناطر وموانئ، ومطارات، ووقف العديد من مشاريع التنمية والخدمات الاجتماعية وفي قلبها الصحة، وتكريس تهميش العالم القروي ومصادرة أمال الفلاح الصغير والمتوسط بتجميد اعتمادات هامة من ميزانية الفلاحة. |
||
4/17/2013 |
قراءة في مشروع قانون المالية لسنة 2021 * بقلم : طارق المالكي
يأتي مشروع قانون المالية لسنة 2021 في سياق عام دولي ووطني، يتميز بالصعوبة والضغوطات التي ت…