اسم ثريا السقاط ما يزال يحظى بالكثير من الحياة، وثريا لم تكن تريد ما يريده الموت أن يكون، إذ هي ببساطة النموذج الفعلي للأم المغربية الصامدة وللمؤمنين بالحرية والوطن والإنسان، وهي بالتالي المرأة التي عشقت الكرامة الإنسانية بمنتهى الثبات والشجاعة والحب المجنون رغم “المتاريس” الممتدة من الاحتلال الأجنبي إلى سنوات الجمر، وحتى إن ظل اسمها على أعلى درجة من التقدير، ويتكرر على مسامع الجيل الحاضر كلما ورد اسم “مركب ثريا السقاط” بالدارالبيضاء، أو المؤسسات التعليمية التي تحمل هذا الاسم، فلعله نفس الاسم الذي بات عرضة لزحف العتمة في زمن لا دين فيه إلا نكران الذاكرة وحب الزعامة.
استنشقت ثريا السقاط أنفاسها الأولى بأحد دروب فاس العتيقة، في اليوم العاشر من أكتوبر 1935، والعاصمة العلمية وقتها معقل العلم والفقه والشعر والنضال الوطني، وربما كانت صدفة أن يتزامن خروج ثريا إلى شمس الوجود والمغرب يعيش حالة استثناء غاضبة على خلفية قيام السلطات الاستعمارية بإصدار الظهير البربري في محاولة لزعزعة هوية الشعب المغربي وتعدده الثقافي واللغوي، ومن حسن أو سوء حظها أن القدر اختارها لأن تكون شاهدة على الكثير من المحطات التاريخية والفترات العصيبة، وعندما كان عمرها لا يتجاوز الربيع التاسع وجدت نفسها تسترق السمع للذين كانوا يتحدثون عن تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، وقد جاءت صداقة فطرتها للسياسة والشعر لتلتقي بحبها للفن والأدب وسط أسرة أنجبت الأديبة فاطمة السقاط والموسيقار/ الملحن الكبير الراحل عبد الرحيم السقاط الذي سبق للشاعر صلاح الوديع، نجل ثريا السقاط، أن حكى يوما أن عبد الرحيم كان متزوجا بفاس من سيدة تطوانية، اسمها زهرة، وحدث خلاف بينهما غادرت على إثره البيت نحو تطوان، وكان الراحل منهمك حينها في تلحين أغنية “والله ما نخون العهد” لإسماعيل أحمد، ولما سمعت زهرة اللحن الجميل لهذه الأغنية عادت لتوها إلى فاس ليجدها عبد الرحيم في انتظاره بالبيت وهي التي تأكدت من صدق الأحاسيس التي “نحتها” زوجها على أغنية لا زالت تتردد على كل لسان مولع بالفن المغربي الأصيل.
لقاء تحت السيوف
أهم ما ميز مطلع حياتها هو لقاؤها الأول بالمقاوم والمناضل والشاعر محمد الوديع الآسفي في قصة حب مفاجئة انتهت بالزواج، ذلك عندما أعجب الرجل بقوتها ونبوغها، ولعله فطن لأنها نصفه الثاني الذي يستطيع مرافقته على الطريق، ولم يكن بمقدورها أن ترفض دخول حياته بهذه السرعة الجنونية، وكل ما تدريه أنه أحبها من أول يوم على سنة الله وحرية الإنسان والكفاح الوطني، ولم يعتقد الاثنان أن القدر سيرى فيهما أشبه ما يكون بالحجرتين اللتين كان الإنسان القديم يحك إحداها بالأخرى فتحدث النار، ذلك حين دعت الظروف أن يعيشا الجزء الطويل من عمريهما في مواجهة مرارة الحقب السوداء، وحين يسأل المرء كيف كانت هذه المرارة يكون الجواب بكل تأكيد هو أن الزوجين ليسا وحدهما من تجرعها بل أن أبناءهما صلاح وعزيز وأسماء، عاشوا بشاعة الزنازن والقيود والظلام.
انقطعت ثريا السقاط عن الدراسة على خلفية زواجها المبكر إلا أن صلتها بالقراءة والكتابة لم تنقطع، إذ كلما انتهت من أشغال البيت غاصت في مؤلفات أكبر الكتاب العرب والعجم، وزوجها محمد الوديع الآسفي الذي تابع دراسته بأسفي على يد الشيخ محمد الكنوني والفقيه إدريس بناصر، وانتقل إلى مراكش للتتلمذ على يد العلامة المختار السوسي، كان قد رحل إلى العاصمة العلمية فاس لرغبته في مواصلة دراسته بجامعة القرويين هناك، حيث قدر له أن يكتشف نفسه في قلب شرارة الأحداث التي بدأت في صنع المستقبل السياسي والاجتماعي للمغرب، إذ ألقي عليه القبض من جانب سلطات الاحتلال وهو يعبئ لتظاهرة شعبية وحكم عليه بسنتين، وفور خروجه شد رحاله إلى مكناس حيث عمل أستاذا بمدرسة النهضة، لكن عمله الوطني جعل السلطات الاستعمارية تعفيه من مهمة التدريس، مما فرض على ثريا أن تحيا مصيرا مشتركا مع زوجها بدء من 1951 عندما نفاه الاستعمار إلى سلا مع الإقامة الإجبارية، وتقول ثريا في كتابها (مناديل وقضبان):”اللقاء الأول بيني وبين زوجي كان قاسمه المشترك معاناة الأمة، فبمجرد أن تم زواجنا ونحن في سن مبكر جاء قرار النفي في حق زوجي الذي أبلغ – أثناء غيابي عن المنزل- بقرار الإبعاد بمعية مصطفى بلعربي العلوي ومصطفى بن أحمد، وعند رجوعي إلى المنزل وجدت الأثاث البسيط الذي كنا نتوفر عليه قد ضاع في ظروف مجهولة(…)، استمرت هذه المعاناة فترة طويلة إلى أن تمكنا من الحصول على منزل صغير بسلا استأنفنا فيه حياتنا من جديد”، وبينما كان الزوج الآسفي يساهم في إنجاز القضية الوطنية لتحرير البلاد من الاحتلال الأجنبي كانت الزوجة ثريا تقوم بدور التأطير ومحاربة الأمية لفائدة النساء في صفوف طلائع الإصلاح، وبالتالي تحدث الكثيرون عن مشاركاتها المسرحية.
ولشدة إيمانه بالقضية التي يناضل من أجلها نزل محمد الوديع الآسفي لتوزيع منشورات تدعو إلى التظاهر عقب اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد، ومرة أخرى تمتد إليه يد الاعتقال ويودع السجن لمدة ستة أشهر، ولم تمض على مغادرته السجن إلا أشهر قليلة حتى عاد إليه عقب انتفاضة 20 غشت 1953 إثر نفي الملك الراحل محمد الخامس، وبعودة محمد الخامس من منفاه إلى أرض الوطن والإعلان عن الاستقلال كانت ثريا وزوجها قد استقرا بالدارالبيضاء بعد رحلة المعاناة، وفي عام 1959 حضرت بالمعمورة تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي خرج من أحشاء حزب الاستقلال.
كابوس الليل الطويل
ومباشرة بعد حصول المغرب على استقلاله وبدأ الحلم الكبير يتحقق، عين الآسفي قائدا على منطقة الخميسات قبل أن ينتقل إلى سيدي بنور كقائد ممتاز، إلا أن مواقفه المعروفة دفعت بوزير الداخلية آنذاك رضا كديرة إلى عزله من مهامه عام 1963، ذلك في الوقت الذي وجدت فيه جماهير الشعب المغربي نفسها تخوض غمار المعركة في سبيل الحق والكرامة والتغيير في ظل مغرب مستقل بنظم ديمقراطية ومؤسسات دستورية فاعلة وانتخابات حرة نزيهة، وفي إحدى ليالي يوليوز 1963 طال انتظار ثريا لعودة زوجها من أشغال اجتماع عقدته اللجنة المركزية للاتحاد الوطني للقوات الشعبية بالدارالبيضاء، وعندما لم يظهر له أي أثر توجهت صباحا إلى مقر هذا الحزب ليخبرها البواب بأن عناصر من القوات الأمنية حاصرت المكان واعتقلت جميع من فيه، وحينها صدر بلاغ شديد اللهجة في حق المعتقلين تلاه الوزير الأول آنذاك الحاج محمد باحنيني عبر وسائل الإعلام.
وفي ظلمات درب مولاي الشريف عرض الجلادون زوج ثريا السقاط لأبشع أساليب التنكيل والتعذيب، وسرعان ما تم الإفراج عنه اعتقل مرة أخرى ليوضع في زنزانة سرية بعيدا عن أعين الشمس لمدة ستة اشهر دون محاكمة، ولم يفت الراحلة ثريا السقاط القيام بزيارات منتظمة للمعتقلين، وعقب أحداث 1973 جاء طوفان الاعتقالات وحملات التمشيط ليضرب البلاد وتمتد يد السلطة لمحمد الوديع الآسفي مرة أخرى في عملية اختطاف، ولحظتها تم تفتيش بيته الذي لم يعثروا به إلا على مجموعة كتب وصور رجال ونساء ينتمون لليسار المغربي والثورة العالمية، وعلى مدى سنة كاملة ظلت ثريا السقاط تبحث عن زوجها بين السجون دونما جدوى إلى أن ظهر وهو في حالة صحية سيئة للغاية استدعت إخضاعه لمراقبة طبية مستمرة، ويذكر أن ثريا كانت تعوض زوجها عند كل اعتقال في التكفل بتلامذته، وحين زارت يوما مؤسسة الشيخ بحي الوازيس بالدارالبيضاء لتتبع دراسة الأبناء انبهر مدير المدرسة السيد القباج أمام سعة معلوماتها واستغرب لمكوثها بالبيت عوض إبراز ما عندها، وهي النصيحة التي ترجمتها إلى فعل، وعندما أخذت القضية الفلسطينية تعتبر “القضية العربية الأولى” وبدأ الوعي بأبعاد الحركة الصهيونية ومدى ارتباطها بالاستعمار، كان محمد الوديع الآسفي مديرا لجريدة “فلسطين” التي صدر عددها الأول يوم 11 أكتوبر 1968 وتوقفت عام 1971، ليواصل صاحب ديوان “الجرح العنيد” و “نداء الأرض” نشاطه على مختلف الواجهات.
وثريا التي زج بها”القدر اللعين” في طاحونة المحن، بقيت تلك المرأة/الزوجة/الأم القوية الصامدة في مواجهة الاضطهاد، إذ في اليوم السادس من نونبر 1974 اعتقل ابنها عزيز، وعمره لا يتجاوز 16 ربيعا، وكم كان المشهد مروعا في اللحظة التي كانت فيها الأيادي الخشنة تقتاد هذا اليافع نحو المجهول وأمه تنصحه بالتحلي بالشجاعة، وبعد ساعات قليلة عاد زوار الفجر فأعلنوا عن اعتقالهم لصلاح وأسماء، هذا الترصد الذي حمل ثريا لأن تدخل نفقا بلا نقطة ضوء، ولم تعد تغادر مثلث الشرطة والسجن والمحكمة، وبعد الإفراج عن أسماء احتفظ رموز سنوات الجمر بصلاح وعزيز ضمن مجموعة تضم 26 معتقلا ظلوا رهن الاحتجاز لدى الشرطة لمدة سنة وثلاثة أشهر وصفها عزيز في مؤلفه “ملح وإبزار” ب”رحلة طويلة بلا قاع”، إذ في هذه الفترة الرهيبة –يقول عزيز- “بدأت بنزع الملابس وتعويضها برقم، حيث كان من اللازم أن تستجيب بسرعة كلما نادى الحاج أو الحارس رقم 86، مضيفا أن القوانين المنظمة لهذا المكان لا تسمح للمعتقلين بالتحاور فيما بينهم ومن ضبط محاولا التعرف على جاره كان نصيبه الهلكة أو الكروا”، ولم يكن التعذيب النفسي والجسدي هينا بالنسبة ليافع مثل عزيز الذي أصيب بانهيار مؤلم بفعل اشتداد القهر والقسوة، وتم نقله لمستشفى بالرباط لمدة خمسة أشهر تحت الحراسة، قبل إيداعه بالجناح 36 بمستشفى ابن رشد الخاص بالأمراض النفسية في ظروف مثيرة للارتعاش والخوف، ووقتها لم تفلح الأم ثريا في العثور على ابنها عزيز، وتقول في كتابها “كنت أتنقل يوميا وبشكل منتظم بين السجن والمحكمة والمستشفى، فإدارة السجن تقول بأنها أرسلته إلى المستشفى وإدارة المستشفى تقول بأنها لم تتسلمه، والمحكمة تقول بأنها أعطت أمرها لنقله إلى المستشفى، إلى درجة أن المعتقلين السياسيين دخلوا في إضراب عن الطعام”، وكل ما جرى بقي مجرد متاهة بلا حدود.
ولأن السلطة آنذاك حرصت على طبيعة قمعها لكل رأي يختلف مع الواقع السياسي المفروض، فقد أسدلت ستارها على ملف عزيز وصلاح بالحكم عليهما ب 22 سنة سجنا لكل واحد منهما، بينما تراوحت الأحكام بالنسبة لباقي المعتقلين ما بين خمس سنوات والمؤبد، وقد تنوعت ردود الفعل بعد ذلك ومنها الإضراب عن الطعام الذي خاضه المعتقلون السياسيون لمدة 45 يوما واستشهدت أثناءه سعيدة المنبهي، وخارج الأسوار كانت ثريا تحضر تجمعات أمهات وزوجات المعتقلين للدفاع عن مطالب أبنائهن وأزواجهن، وكثيرا ما لجأت الشرطة إلى تفريق اعتصاماتهن أمام السجن المركزي، وما اعتصامهن وإضرابهن عن الطعام بمسجد السنة إلا واحدا من ضغوط ثريا ورفيقاتها على المتحكمين في زمام الأمور، ومن 1974 إلى 1984 تم الإفراج عن عزيز وصلاح هذا الأخير الذي ظل “ابن البط عوام” كما يقال، حيث لعب دورا بارزا في مسار المنظمة المغربية لحقوق الإنسان وهيئة الإنصاف والمصالحة رفقة الراحل إدريس بنزكري، ومن تجربة الاعتقال استلهم قصيدته الشهيرة “تازمامارت” وروايته “العريس” وديوانيه “لازال في القلب شيء يستحق الانتباه” و”جراح الصدر العاري”، ذلك لأن”امتحانات الحياة القاسية ربما تكون أكبر مفجر لطاقة الإبداع” كما قال في حوار أجرته معه يومية القدس العربي.
إذا كانت ثريا مسكونة بالقضية الفلسطينية فقد شاءت الصدف أن تلتقي ياسر عرفات بعد حصار بيروت عام 1982 وهي آنذاك تحضر مؤتمرا للأممية الاشتراكية باليونان، كما التقت بزوجة رمز الانتفاضة الفلسطينية الشهيد أبو جهاد.
أنثى بقلم وقلب
أحدهم وقع مقاله ب”أبو أسامة” ذكر بحكاية جرت في بداية التسعينات “حين أصرت ثريا على حضور ندوة، وكيف قامت ثائرة، رغم وضعها الصحي الحرج، حين حاول أحد المتدخلين من ذوي المرجعيات الدينية المتزمتة المساس بحق المرأة في التعبير والتسيير، إذ علت ثريا المنصة ونبهت إلى أن الإسلام دافع عن حق المرأة ومساواتها مع الرجل في كل الحقوق”، ولتكريس حرية المرأة ساهمت ثريا في تأطير الحركة النسائية وتأسيس قطاع نسائي بحزبها العتيد (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) الذي أصبحت وجها معروفا في صفوفه، ثم تقدمت عام 1983 للانتخابات حيث حصلت على مقعد بجماعة المعاريف بالدارالبيضاء التي قدر لأحد مركباتها الثقافية أن يحمل اسم ثريا السقاط، ولن ينسى الكثيرون كلمتها أمام المؤتمر الاستثنائي للحزب عام 1975: “إن كل المهتمين بدراسة تاريخ الشعوب والحركات السياسية، يلاحظ أن العديد من النساء عبر التاريخ ساهمن بكل جدارة وقدرة في جل الميادين الثقافية والاجتماعية والسياسية، بل حتى الحربية منها(…) لماذا لم تتطور الحركة النسائية بعد الاستقلال؟(…) من المسؤول عن هذا الفراغ المخجل الذي تعيشه المرأة المغربية في المرحلة الحالية؟”، مضيفة في كلمتها الغاضبة في وجه “ذكورة” حزبها “لقد كنت من جملة من فسح لهن المهدي بنبركة المجال للعمل بجانبه، فهل وقع التفكير في شان المرأة من طرفكم؟، وهل وضعتم لذلك تصميما لفتح مجال العمل لها داخل حركتنا؟ علما أن المرأة اليوم تحمل مكان الصدارة في مختلف الحركات الثورية عبر العالم، ولقد اتفق المفكرون والقادة على اختلاف مبادئهم السياسية على أن مشاركة المرأة في الميدان السياسي لا يمكن الاستغناء عنه أبدا لأنها المدرسة الأولى لتكوين الشعب وتوجيهه”، وهي طبعا ال”الثريا” التي سكبت في بناتها حب الانخراط في صنع الأمل والمبادرة الإنسانية النبيلة، ومنهن آسية الوديع التي سلكت طريق العناية بنزلاء السجون من خلال مسؤوليتها في مؤسسة محمد السادس لإدماج السجناء، وقد أنجب الآسفي من زوجته ثريا: آسية بأسفي وأسماء بفاس، وصلاح وخالد وعزيز ووفاء بسلا، والعربي بالخميسات وجمال بسيدي بنور وتوفيق بالدار البيضاء.
وصيانة للذاكرة غالبت ثريا المرض والوهن في سنوات عمرها الأخيرة لأجل سرد حياتها ورسائل زوجها وأبنائها وتجربة السجون في كتابها “مناديل وقضبان”، وهو من بين المؤلفات الأولى التي أرخت للاعتقال السياسي، وقبل رحيلها انتقت من مخطوطاتها أشعارا يوحدها العمق والالتزام، ووضعتها في ديوان “أغنيات خارج الزمن”، والذي يعرف ثريا الشاعرة يعرفها تلك المرأة التي التحقت باتحاد كتاب المغرب في شتنبر 1990، وإضافة إلى أشعارها كتبت للأطفال حقهم من القصص الجميلة (اللبوءة البيضاء، النسر الرمادي، حوار مع الأمواج، فاطمة المفجوعة…)، وبذلك يصعب اختصار ثريا في ثريا التي ظلت واقفة كالشجر إلى أن وافتها المنية في فبراير عام 1992، أي قبل رحيل زوجها محمد الوديع الآسفي بحوالي 12 سنة ونعاه محمد السادس بكلمة قال فيها “إن المغرب فقد فيه وطنيا صادقا ومثقفا ملتزما ورجلا مقداما”.
* عن التحرير
26 فبراير 2015