تغطية: بن رحمون – الجوهري- الريحاني-أمغار – تصوير عبدالنبي الموساوي
عاشت أقاليم سلا،الحسيمة، الشاون ووزان، في نهاية الاسبوع الماضي علي إيقاع الاتحاد والوردة، وتابع مناضلوها ومناضلاتها وعموم المواطنين والمواطنات فيها بحرارة كبيرة انشطة هذه المؤتمرات كما حجوا الي قاعات موتمراتها لينصتوا الى صوت المعارضة الاتحادية وهي تكشف واقع الحال وحقيقة الاوضاع في البلاد.
لشكر والحكومة
لم يسلم بنكيران وحكومته من انتقاد ادريس لشكر، الأخير الذي قال أن جميع مكاسب الشعب المغربي تحولت لكارثة، وقال واصفا جلسة المسائلة الشهرية لرئيس الحكومة بالبرلمان، ب»السيرك»، بسبب قيام الأخير لمسائلة الجميع، وقال أن « جلسة البرلمان الشهرية حولها رئيس الحكومة لسيرك، يخطب فيه شمالا وجنوبا ولا يجيب على أسئلة البرلمانيين».
الحالة هذه قال عنها لشكر أنها أثرت على مكاسب الشعب المغربي، التي أتى بها دستور 2011.
وصف إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الفعل الذي أقدمت عليه الحكومة مؤخرا المتجسد في خلق لجنة مركزية للانتخابات، بالطامة الكبرى، التي فضحتها، في ظل دولة المؤسسات والقانون، باعتبار أن كل ما يدخل في إطار الانتخابات، من الواجب أن يكون مؤطرا بالمقتضيات الدستورية والقانونية.
وأضاف لشكر في كلمة له خلال الجلسات الافتتاحية للمؤتمرات الإقليمية ، أن هذه اللجنة المركزية للانتخابات والتي أسندت الحكومة رئاستها إلى كل من وزير الداخلية ووزير العدل والحريات، جاءت من أجل أن تغطي على مقترح القانون الذي تقدمنا به كمعارضة، لإقرار هيئة وطنية للإشراف على الانتخابات.
وفي هذا السياق ذكر الكاتب الأول ، ذكر بالموقف الموحد الذي اتخذته أحزاب المعارضة الأربعة، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال، وحزب الاتحاد الدستوري، حيال هذه اللجنة المركزية للانتخابات، المتمثل في مقاطعة كل أشغالها، المعبر عنه في بيان مشترك لهذه الأحزاب المعارضة، تجاه هذه السياسة الحكومية التي تسعى لترتيب المسلسل الانتخابي بشكل تحكمي وإقصائي للدور الدستوري للمعارضة.
واستغرب لشكر هذا الإجراء الذي قامت به الحكومة في مسألة أساسية وحيوية تهم المغاربة قاطبة ومستقبلهم المتعلق بالتنمية المحلية والديمقراطية، دون تأطيره بأي قانون أو مرسوم، كي تتمكن المعارضة من القيام بدورها في الطعن، عبر التوجه للجهة المختصة في ذلك، موضحا في هذا الصدد أن الحكومة جاءت فقط بوثيقة غير موقعة، تتحدث عن لجنة مركزية للانتخابات يرأسها وزير الداخلية ووزير العدل والحريات والأحزاب السياسية أعضاء فيها، ويقول لشكر اعتبرنا ذلك في حينه بالعبث، باعتبار أن الوثيقة غير موقعة، ومجهول صاحبها، فضلا عن أن هذا الفعل لا يرقى حتى إلى ما كان جاري به العمل في عهد الملك الراحل الحسن الثاني الذي أقر لجنة للانتخابات آنذاك واسند رئاستها لأكبر قاضي في المملكة.
وأكد لشكر « أن المعارضة أخذت هذا القرار بعدم المشاركة في أشغال هذه اللجنة المركزية للانتخابات بكل مسؤولية ولن تزكي هذه العملية، وتحتفظ بكل حقوقها لمواجهة هذا المخطط الرهيب من أجل التحكم في المسلسل الانتخابي الذي ستعرفه البلاد خلال هذه السنة الجارية.
وتأسف الكاتب الأول لمستوى التراجعات في الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تعرفها البلاد في ظل هذه الحكومة، جراء تعطيل المقتضيات الدستورية، وعدم احترام المؤسسات والقانون، وساق مثالا صارخا في هذا الباب يتجسد في المستوى الردئ الذي وصل له الخطاب السياسي لدى رئيس الحكومة خلال الجلسة الشهرية المنعقدة مؤخرا، حيث حول رئيس الحكومة مؤسسة البرلمان إلى سيرك عوض أن تكون جلسة شهرية لمساءلة رئيس الحكومة متميزة بخطاب سياسي يسمو لمستوى النقاش الديمقراطي كما هو معمول به لدى الدول العريقة في الديمقراطية.
كما أبرز لشكر على أن مثل هذه الممارسات لرئيس الحكومة، قد أصبحت وسيلة للتنفير من العمل السياسي وتبخيس دور الفاعل السياسي ومن تم بث الشك والريبة وزعزعة الثقة لدى المواطنين في السياسة، والبلاد تخسر الكثير عوض أن تربح من هذه السلوكات الغير المحسوبة التي فيها كذلك تهديد لتوازن السلط وبث عدم الثقة في المؤسسات.
حزب: «إذا كان الحراك الأخير في حزب الاتحاد الاشتراكي، نقول فيه بضرورة الاصلاح الدستوري مضيفا وتذكرون غداة الاصلاح الدستوري أن الاتحاد الاشتراكي كان قد أخذ المذكرة التي وجهها سنة 2010 إلى جلالة الملك محمد السادس، يطلب منه المبادرة فيما يتعلق بإلاصلاحات الدستورية ، وأوضح إدريس لشكر أن جلالة الملك استجاب في خطاب 9 مارس… مؤكدا من هذا الأساس انطلق الاتحاد الاشتراكي على إجراء انتخابات سابقة لأوانها، وقال ادريس لشكر وحينها قلنا إن هذا المسلسل يجري بسرعة وبإشراك الجميع، وكانت مجموعة من القوانين في الأداء الانتخابي التي تعرفونها، وقلنا بعد نتائج الانتخابات رغم أنه عرض علينا أن نشارك في الحكومة، «لايمكن أن يكون ذلك، لأن فيه تضليل، و لايمكن أن نكون إلا في المعارضة لكي نعطي المصداقية للعملية الديمقراكية ببلادنا» .
والى تفاصيل الموتمرات…
سلا: لوبي العقار واللوبي الاسلاموي
بخصوص مدينة سلا، قال الكاتب الأول، « اشعر بتهيب خاص، ينتابني وأنا اتناول الكلمة فيها، حيث تحضرني رمزيتها التاريخية في الوطنية والنضال الديمقراطي، كما تحظرني شخصياتها السياسية والوطنية الشامخة وكل رجالاتها الأوفياء لقضايا الأمة، وفي مقدمتهم قائدنا ومؤسس حركتنا عبد الرحيم بوعبيد وكل شهداء التحرير والديمقراطية، بوبكر القادري، وعبد الرحمان القادري ومحمد السملالي ومحمد زنيبر وبوشعيب الرحالي وكل المناضلين الذين أبلو البلاء الحسن.
وذكر لشكر بنفس المناسبة ، التي حضرها الحبيب المالكي رئيس اللجنة الإدارية للحزب ومدير جريدتي الاتحاد الاشتراكي وليبراسيون وأعضاء المكتب السياسي وأعضاء اللجنة الإدارية بالدور الريادي لمدينة سلا، في مجابهة الغزاة والطامعين في استعمار المغرب، ومقاومتها للاحتلال الفرنسي حيث اعتبرت مدرسة في الحركة الوطنية ومن عمقها خرجت رجالات الحركة الوطنية وقادة السياسة والمجتمع المدني المغربي الذين لعبوا أدوارا طلائعية في تأطير وقيادة النضالات من أجل الاستقلال وبناء المغرب الحديث.
واعتبر لشكر أن مدينة سلا نموذج مصغرا لما تعرفه البلاد، حيث شهدت هذه المدينة منبع العلم والمعرفة والوطنية تحالف مصلحي متمثل في لوبيات العقار، ولوبي اسلاموي يستغل بؤس وفقر الساكنة من اجل الوصول إلى مراكز القرار المحلي، ليعتوا فسادا في تدبير وتسيير شؤون الإقليم.
وأوضح لشكر على أن التحكم في هذه المدينة، كان نتيجة مخطط جهنمي، من قبل لوبي العقار عبر خلق أحياء غير قانونية ولا تتوفر على التجهيزات الأساسية وحتى أبسط شروط العيش الكريم ولا يتوفر فيها أدنى حد للكرامة الإنسانية، ومن تم التحكم في رقاب العباد ولعبت لوبيات الفساد أدوارها في طبخ مجالس وفبركت مكاتبها في الانتخابات الماضية، وفي عهد قريب بالتحالف مع لوبي اسلاموي تحث غطاء احساني خيري يستغل فقر وبؤس أحزمة الفقر كاحتياطي انتخابي.
وشدد لشكر على هذا التحالف المصلحي ما بين لوبي المضاربات العقارية بسلا واللوبي الاسلاموي اللذين لازال ملفا لهم رائجا بالمحاكم، وكيف تم صناعة منهم مسؤولين في الدولة.
ولم تفت الفرصة الكاتب الأول أن يتطرق الى الوضع الغير المتكافئ الذي تعيشه هذه المدينة التي تعتبر جزءا من العاصمة الموحدة للمغرب، ودعا الى أن تكون للمغرب عاصمة موحدة تظم الرباط سلا وتمارة وتسير هذه المدن بشكل مندمج ومتوازي في مجال التنمية والتجهيزات الأساسية والمرافق الضرورية. وسجل في نفس الوقت على أنه بالرغم من ان مشروع نهر أبي رقراق، قد أعطى دفعة قوية للتنمية الحضرية لمدينة الرباط وسلا، لكن لازالت النظرة الدونية هي المسيطرة لمدينة سلا ذات الأسوار التاريخية.
كما تناول الكلمة في هذه الجلسة الافتتاحية التي أدار أشغالها أحمد أبوه عضو المكتب السياسي، العربي أيت سليمان منسق اللجنة التحضيرية الذي ألقى كلمة بالمناسبة، أوضح فيها على أن شعار المؤتمر “محاربة الفساد اختيار لكسب رهان التنمية” يعبر عن أمرين، الأول بسبب الفساد تتعثر مشاريع التنمية، والثاني الرهان على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية مرتبط بمواجهة الفساد والمفسدين وهذا لن يتحقق إلا بالمشاركة الفعالة والوعي لكل المواطنين والمواطنات في النضال السياسي النزيه.
وأشار أيت سليمان ، على أن سلا اليوم تفتح دراعيها من جديد لتستقبل بفخر عودة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الى موقعه الطبيعي والريادي في هذا الإقليم سلا المناضلة التي يشهد لها التاريخ في الماضي والحاضر أنها كانت قلعة للجهاد ضد الغزاة والمعتدين، وأنجبت خيرة رجالات الحركة الوطنية.
لشكر يهاجم لوبيات العقار بالحسيمة
وفي الحسيمة ، ترأس الكاتب الأول للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أشغال المؤتمر الإقليمي الثالث الذي انعقد تحت شعار « من أجل رد الاعتبار للعمل السياسي»، وذلك بمشاركة وأزيد من 200 مؤتمر تابعين لمختلف فروع الاتحاد بإقليم الحسيمة.
ادريس لشكر لم يدع مناسبة تواجده بالحسيمة لتمر دون توجيهه عدة إشارات لخصومه في الحكومة، فبعد انتقاده المباشر لغياب القنوات التلفزية العمومية، حيث قال بالحرف أنه « يشفق على الذين لا يتحدثون الأمازيغية»، حيث أفرد حيزا مهما من مداخلته للهوية الأمازيغية التي اعتبرها هي الهوية الحقيقية للمغاربة، ومعتبرا الريف وزعيمه الأول محمد عبد الكريم الخطابي، مدرسة في الكفاح الوطني، وموضحا أن أمازيغ المغرب هم من قاوموا ووقفوا في وجه القوى الاستعمارية منذ العهود الغابرة والموغلة في التاريخ، حيث استطاعوا وقف نفوذ المستعمرين بالكفاح، ووحدهم الأمازيغ حسب لشكر من حافظوا على وحدة واستقلال هذه الربوع ونجاتها من بطش هذه القوى التي لم تتمكن من بسط سيطرتها على المغرب، وأضاف في كلمته التي ألقاها أمام أزيد من 1100 من الحاضرين، أن هناك تشويها تاريخيا مقصودا طال الرموز التاريخية للأمازيغ، داعيا لتصحيح ما أسماه بالمغالطات التاريخية الكبرى التي تحاك ضد تاريخ المنطقة كما اعتبر عبد الكريم الخطابي زعيما ثوريا عالميا وليس وطنيا وكفى، وقال كذلك أنه من جبال الريف والأطلس والصحراء قدم المغرب نموذجا متفردا في جنوب البحر الأبيض المتوسط..
لشكر قال ايضا ” أن الأمازيغ دافعوا عن الإسلام أكثر من الشعوب التي نشأ فيها
لم يجعل الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، من الجهوية وما أثاره هذا التقسيم من اختلاف بإقليم الحسيمة التي تنتمي للريف، منطلقا لتوضيح موقفه من إلحاق الحسيمة بطنجة على خلاف باقي مناطق الريف، كما تحاشى بنوع من الحكمة السياسية إعطاء موقف واضح من هذا التقسيم موضحا في خطابه بوجود صعوبة منهجية في طريقة التقسيم، وقال أن الجهوية يجب أن تعتمد على إبراز المكون التنموي وليس الإثني، في إشارة للذين يقولون بفكرة الريف الكبير، كما أردف بما يشبه الاعتراف أن الحوار الذي كان في السابق حول إعداد التراب الوطني، عندما كان اليازغي على رأس الوزارة، تحكمت فيه الهواجس الأمنية، وقال في هذا الصدد أن الأساسي في مسألة الجهوية هو ضمان الكرامة والحرية للمواطنين في الدولة المغربية وبعدها يتكلم المرء باللسان الذي يحلو له، معتبرا أن الجهوية وما أثارته من نقاشات شملت فقط التقطيع الجغرافي، أحجمت ما ينبغي إدراكه من حقيقة الصلاحيات الممنوحة للجهات، وفيما يخص الآفاق، والموارد،التي ساهم في تحقيق التنمية.
أبى الكاتب الأول ادريس لشكر، إلى أن يتطرق للوفاة الغامضة للاتحادي كريم لشقر الذي توفي السنة الماضية أثناء توقيفه بالحاجز القضائي بوجيبار بمدخل الحسيمة، وقال بالحرف، أنه “لا يجوز أن يتعرض مواطن مغربي لما تعرض له “كريم لشقر” فقط لأنه لا يتوفر على بطاقة التعريف الوطنية”، وقال ” يجب تطبيق القانون في مثل هذه الحالات”.
ومن جهة أخرى دعا لشكر قال أن الفريق النيابي في البرلمان المغربي، ومن خلال النائب البرلماني أمغار، يقوم بتوجيه العديد من الأسئلة لممثلي الحكومة فيما يتعلق بالطرق والعقار والجهوية، وقال كذلك أن العزلة لازالت مفروضة على هذه المنطقة، وأنه كان ينتظر أن يسافر عبر الطريق المزدوج الذي سيربط الحسيمة بتازة، والذي قال عنه أنه ” يظهر أن لا أثر له”، وقال كذلك أن الطريق الساحلية هي التي فتحت إمكانية التواصل وعملت على فك جزء من العزلة التي عانت ولا زالت تعاني منها المنطقة.
الدعوة لاسقاط 35.000 شكاية
مجهولة وكيدية
عاشت شفشاون، يوم السبت 14 فبراير الجاري عرسا استثنائيا، أعاد للإتحاديين والاتحاديات الزمن الجميل.
هذا العرس الاتحادي الذي احتضنت جلسته الافتتاحية القاعة الكبرى بمركب محمد السادس للثقافة والرياضة والفنون، تابعه مايزيد عن 3000 شخص، وهو حضور نوعي غاصت بهم القاعة الكبرى بحضور أعضاء المكتب السياسي واللجنة الإدارية .
الكاتب الأول ادريس لشكر حيى الانطلاقة الجديدة لحزب الاتحاد الاشتراكي بإقليم شفشاون ووصفه بالاقليم المناضل والصامد، متحدثا عن المشاكل التي يعانيها سواء في القضايا الاجتماعية أوالتنموية.
وأوضح ادريس لشكر أنه تعرف على المناضلين بشفشاون في السبعينيات والثمانينات كما تعرف عليهم مناضلين ومكافحين في التسعينيات، ومنذ ذلك العهد وكما عرفهم، يقول ظلوا أوفياء .
وأضاف إدريس لشكر أنه يرى في حضور الأجيال الجديدة من الشباب ومن الرجال الشامخين إلى المؤتمر الخامس، المستقبل، وقال: “الذين أتوا من مختلف مناطق الاقليم،و فروع الحزب، وجاءوا من المسالك الوعرة وتحملوا عناء التنقل، ليس المسافات الطويلة التي هي صعبة، لأن هذه المسافات التي توجد بها الطريق السيار.. ولكن المناطق التي تعرف صعوبة في العيش” .” .
وأضاف الكاتب الأول للحزب وقال : ” أنا أعرف إقليم شفشاون، وكان لي سنة 2011 في الحراك تجمع جماهيري بمناسبة الدستور الجديد بفيفي، واجتزت تلك المسالك الوعرة، والبرد والثلج، الذي يأتي منه المناضلون والمناضلات، ليساهموا معنا في هذه المناسبة.” كما أكد زعيم الاتحاد الاشتراكي في كلمته: “إنكم تستحقون منا أن نخوض في قضاياكم ومعاناتكم في هذه المناسبة”.
من جهة أخرى، وصف القيادي الكبير ادريس لشكر إقليم شفشاون بالاقليم الشامخ كأشجار الفلين ورجاله بالواقفين بشموخ رغم التهديد و الوعيد والترهيب.
كما تساءل الكاتب الأول في كلمته وقال : ” لماذا نقول شامخين؟ لأنكم تعلمون أنه بعد الاستقلال طرح إثنان من الاختيارات ؛ أولهما كان اختيار بناء الدولة بطريقة القمع وبالاستبداد وبالظلم، واختيار ثان بناؤها بواسطة الديمقراطية، واخترنا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن نتحمل مسؤولياتنا وننطلق في بناء الدولة الديمقراطية». وبذلك أوضح ادريس لشكر : “ها أنتم تروا عبر الفضائيات ما عاشته ليبيا وسوريا ومصر والعراق وماعاشته الجزائر”، لأن هؤلاء يقول الأخ المناضل الأستاذ ادريس لشكر، لم تطرح عندهم الاشكالية منذ البداية، ولم يستأنفوا كما وقع عندنا نحن منذ وقع الاستقلال في المغرب طرحنا الاشكالية، ورغم القمع الذي ألفه الاتحاديون اضطرت هذه الدولة إلى تغيير أساليبها وقتها في سنوات الرصاص، لماذا لأن الاستشهاد والاعتقالات والدفاع عن المواطنين، غيَّر الأسلوب أواسط السبعينات ، خاصة مع الهجرة التي وقعت في البوادي إلى المدن، وفي هذا السياق أكد الكاتب الأول للحزب أن شفشاون كانت هي الفتنة، يقول ادريس لشكر: “إذا لاحظتم انتقلت الهجرة في كل المدن وتشكلت أحزمة عصر مدن البؤس، وهي من مركب أنتجتها المصالح لاسياسيا ولا اقتصاديا ولا اجتماعيا.. في كافة المدن الكبرى .
وفي مقارنة مع تلك المدن مع شفشاون كشف ادريس لشكر أن هنا بشفشاون لازال الناس مرتبطين بالأرض و جالسين في الأرض، والدليل على ذلك أن الاقليم الوحيد الذي نسبة السكان القرويين فيه تصل إلى 95 في المائة والسكان الحضرين 5 في المائة، ولأن هذا الأسلوب يطوق الحاضرة و45 في المائة جرفها الجرف، كما هو الشأن لباقي مناطق المغرب من أجل ضبطها ومن أجل ضبط الاقليم لم يتأتى في أواسط السبعينيات ولا في بداية الثمانينات ، ولم يحدث ما حدث في أقاليم أخرى.
وأوضح أن الأجهزة المستبدة هنا ثارت، واختارت شكلا من أشكال القمع، و تساءل ادريس لشكر ماهو الشكل الذي اختير للقمع؟ وقال اختاروا نبتة طبيعية هي القنب الهندي التي تتواجد بهذه المنطقة. مضيفا أن إقليم شفشاون هو منطقة الثروات (مياه وأشجارا وغابات) وعوض ما يوجهوا بهذه الثروات يقول ادريس لشكر من أجل تسويقها وتحصين هذه المنطقة التي توجد بها الجبال من خلال نهج السياسات المائية، إلا أنه ستكون من غرائب الزمان أن أبناء هذا الاقليم يشعرون بالعطش وإقليم شفشاون الذي تنبع منه المياه، وإذا استمروا في هذه السياسة يمكن في الخمس السنوات القادمة ستكون إشكالية كبيرة فيما يخص إيصال الماء إلى كافة المواطنين والمواطنات.
نفس الشيء أن هذه الثروات حولوها إلى سوق القمع والتعسف بكافة المدن في أحزمة البؤس في سنوات السبعينات والثمانينات حيث قرروا أن ينهجوا سياسة أخرى، هي التخويف والترهيب بالشكايات المجهولة حيث بلغ عدد ” الشكايات الكيدية ” 35.000 شكاية في حق ساكنة الإقليم ، والتي تتعلق بنشاط القنب الهندي، وترهن مصير الساكنة وتجعلها بعيدة عن المساهمة في اقتصاد قبائل الإقليم وعاصمتها على السواء، ومنعهم حتى من ولوج المراكز لقضاء أغراضهم . وفي هذا الباب ألح الكاتب الأول على ضرورة إسقاط الشكايات الكيدية ، وطالب بإعادة النظر في القانون الجنائي المغربي المتعلق بهذه المسألة. وقال ادريس لشكر: “ولما أردنا أن نحارب الفساد والرشوة في الحكومة السابقة حمينا صاحب الشكاية المعلوم، ولذلك إذا كانت الشكاية يجب أن يكون لها صاحبها،.. أما الشكايات المجهولة فالمطلب الحقيقي ليس هي أن تزرع القنب الهندي أو لاتزرعه، فالشكايات يجب منعها لأنها شكايات كيدية فقط، وحتى يكون لهذه الشكاية مطلوب يعرفون الأباطرة الذين يستغلون عرق وعمل الفقراء والبؤساء. كما أن الشكايات إذا أرادوا أن يوجهوها يوجهوها ضد الأباطرة، أما ضد مواطني هذا الاقليم فعلى الدولة أن توفر اقتصادا قادرا على استيعاب وتطوير هذا المنتوج في الاتجاه الحقيقي، وتطويره في الاتجاه الصحيح و ليس في الاتجاه الذي يخدم الأباطرة، ولذلك نقول إن الهدف لم يكن الهدف هو محاربة المخدرات، الهدف كان هو تطويق شعب هذا الاقليم ، تطويق ابناء هذه المنطقة، بفضل تدخلاتهم وتحركاتهم حتى المدينة الموجودة في اقليمهم، يصعب عليهم جميعهم الوصول إليها، لأنهم كلهم موضوعين تحت شكايات مجهولة، لذلك المطلب الحقيقي هو إسقاط كل الشكايات المجهولة »
وأضاف الكاتب الأول للحزب أن هذا الاقليم الذي أغناه الله بثروات حقيقية، كان يمكن يكون فيه مشروعا تنمويا حقيقيا مشيرا أن حكومة التناوب كانت حرصت في إطار البنيات الأساسية أن تربط طنجة ووجدة بواسطة الطريق الساحلي و إنشاء بنيات تحتية وكان من الممكن أن يستفيذ منها هذا الاقليم الذي يتوفر على شاطئ لمسافة طويلة، لتكون فيه قرى سياحية شاطئية و تنمية السياحة الجبلية القروية، لتكون قادرة على استيعاب كل حاجيات أبناء المنطقة، وهذه المشاريع لم ينشأ منها أي شيء مشروع تنموي حقيقي، في هذا الاقليم ، وأكد ادريس لشكر إن مثل هذا المشروع التنموي ستكون الآفاق لجميع المواطنين والمواطنات.
وشدد ادريس لشكر أنه لايمكن أن نقول إن المواطنين يتمتعون بالكرامة إذا لم يكونوا يتوفرون على مشروع تنموي، يمكن قبل ذلك من الحق في الحياة، ….ولكن دون كرامة وعدالة وهما أمران لن يتحققا إلا بتحيين مشروعنا التنموي، وهذا الأمر يجب أن تحصلوا عليه في إطار مؤتمركم هذا وتخرجو بالنتائج وخاصة أنني اطلعت على الأشغال اللجنة التحضرية التي تعطي الأتار في البرنامج الحقيقي.
التصدي للفساد قلنا له ليس بالحماس والشفوي
من جانب آخر، وجه محمد الهبطي الكاتب الاقليمي للحزب رسائل الى من يهمهم الأمر وختمها بالحديث عن هموم وقضايا إقليم شفشاون.
وقال إن الرسالة الأولى هي لمن قالوا إن المؤتمر ما هو إلا بهرجة وفلكلور يرافق طقوس الانتخابات. مضيفا نقول لهم إن المؤتمر الإقليمي الخامس للحزب بشفشاون هو حلقة في الدينامية التنظيمية الحزبية التي انطلقت مباشرة بعد المؤتمر الوطني التاسع للحزب .
أما الرسالة الثانية فإلى أن الذين سخروا كل ما لديهم حتى يرسخوا لدى المغاربة صورة نمطية مفادها أن الاتحاد انتهى.
وفي سياق متصل قال محمد الهبطي في كلمة باسم الكتابة الاقليمية:«نحن حتى وإن متنا سنموت واقفين وغير منبطحين ولو لم يكن لدينا شعار الوردة بكل تأكيد سنختار شجرة الفلين كشعار».
وفي غضون ذلك ستكون الرسالة الثالثة موجهة لبعض الوعاظ الذين بدأوا السياسة في المنابر الصغيرة يقول الهبطي؛ وتحولوا اليوم إلى المنابر الكبيرة ..
وقال محمد الهبطي : “وبما أننا في الاتحاد نفكر جميعا. سأذكر بما يلي مع رئيس الحكومة ناقشت معه موضوع التصدي للفساد قلنا له ليس بالحماس والشفوي ستقضي على الفساد ولن تقضي عليه وحدك لا بد من تقوية آليات البرلمان الرقابية والتشريعية لابد من مجتمع مدني قوي ومستقل ومبادر وقضاء عادل ومستقل كذلك وإعلام قوي وسائل التأطير الجماهرية وخاص مؤسسة وطنية مستقلة تتكلف بالرصد والتخطيط وخاص الإرادة والصلابة والنفس الطويل قال رئيس الحكومة عفا الله عما سلف هل رفعت الراية البيضاء ثم اكتشف فكرة عظيمة بأنه ليس من يحارب الفساد بل إن الفساد هو الذي يحاربه بالله عليكم اترك لكم الحكم قولوا لنا اين هي الأفكار وأين هو البهلوان.” .
وخلص الأستاذ الهبطي في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية بالدعوة إلى تحرير الإنسان بالإقليم من هذا الكابوس، وفك العزلة عن الإقليم مؤكدا على تثنية طريق تطوان شفشاون كمرحلة أولى وتقوية وتوسيع الطرق الأخرى في اتجاه أقاليم الجهة الحسيمة وزان العرائش…
لحظة الوفاء و تكريم المناضلين:
من جهة أخرى، ومن أهم اللحظات القوية التي عرفتها الجلسة الافتتاحية هي لحظة تكريم ثلة من المناضلات والمناضلين الذين يعتبرون رمز التشبث بالمبادئ والقيم الاتحادية الأصيلة منذ أن تأسس الاتحاد بهذا الاقليم.
ومن المكرمين الحاج محمد اللهيوي قيدوم المناضلين الاتحاديين ، أحمد المنصوري رئيس جماعى المنصورة ، ومحمد الحمري قيدوم الاتحاديين بالاقليم.
وزان: الكرامة والأمل
وكانت محطة وزان آخر محطة في المؤتمرات الاقليمية، ومنها دعا الكاتب الاول الى انصاف هذاالاقليم الفتي واستكمال مصالحه الجديدة بما يخدم المواطنين، وركز ادريس لشكر على اوضاع المواطنين والمزارعين البسطاء الذي يخضعون الي مطارة يومية،كما هو الحال في اقليم الشاون وقال عنهم« كلهم موضوعين تحت شكايات مجهولة، لذلك المطلب الحقيقي هو إسقاط كل الشكايات المجهولة وإذا كانت شكاية معلومة ومعروف
حبها يبقى على النيابة أن تقوم بشغلها، أما الاختباء وراء الرسائل المجهولة فنعرف من يوجهها، هو أولئك الذين يجعلون منها خزانا للانتخابات، فلما تأتي الانتخابات ويريدون الوصول لما تبدأ المعارك الانتخابية وهو من يسلطون رجل السلطة، ويوجهون عون السلطة، من أجل فتح الشكايات، والناس تصوت عليهم، ولذلك يجب أن نكون يقظين وحذرين ونتعامل بذكاء مع مختلف المصالح يتفقوا . وأكد ادريس لشكر : «نحن في الاتحاد الاشتراكي نقولها بالفم المليان، فالوضع لايحتاج إلى كل شكاية مجهولة، يجب أن تقبر هذه الشكايات لنعيد للمواطنين كرامتهم».
الكتابة الاقليمية وزان:
حمزة عمار: كاتب اقليمي/ باقي اعضاء الكتابة الاقليمية:محمد غدان/ نجيب العلمي/هشام بومداسة/ مصطفى الغويبي/ محمد السعيدي/ منير الشيخي/ عبد اللطيق علون/ محمد حميوي/ عبادي مفضل/ خير الدين العافي/ فوزي ابوبكر/ ادريس مغراوي/ الحسين الحسني/ عائشة الطاهري/ فائزة مصطفى/ بديعة توفيق/ خديجة الصلحي/ محسن مفيد.
الكتابة الاقليمية الشاون:
محمد الهبطي: كاتب اقليمي/ باقي اعضاء الكتابة الاقليمية: الامين البقالي الطاهري/ عبد الحميد يدر/ احمد اوطلي/ محمد قشور/ عبد العزيز القسطيط/حسن اكدي/ احمد المصلوحي/ عبد السلام عياد/ عبد الرحمان المثيوي/ نجيب مروان/ عبد الرحمان العمري/ رشيدة احبالة/ فاطمة بودياب/ كلتا الشاوني/ نزيهة البشير العلمي/ زينب الخراز/ عبد الناصر اخريف/ محمد قلعي/ عبد الفتاح فرقتون.
الكتابة الإقليمية سلا
العربي ايت سليمان: كاتب إقليمي / رشيدة ايت حمي/ الهاشمي السعيدي / رشيد العلمي / جالد المتوكل / عبد العالي الصافي / بهضوض هشام / فهد حمصية / حنان ايت سليمان / بدر الدين قرطاح / حبيب كروم / زهيرحمادي / وسكو فاطمة / بوشتى بوزيان / المساوي رشيد / وديان الوحدني / الصافي عبد العزيز / جلالي المالكي / احمد مكسي / كمال لغمام حسن السلام / الحبيب العزوزي / يونس هني / محمد العاصمي
*الاربعاء 18 فبراير 2015