تهميش شفشاون سياسيا واقتصاديا يعني «قتل» النخب والكفاءات…
أكد محمد الهبطي الكاتب الاقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بشفشاون عشية انعقاد المؤتمر الخامس أن إقليم شفشاون من الأقاليم التي لها خصوصية تميزها، بحكم جغرافيته وتاريخه. كما دعا كافة الاتحاديات والاتحاديات المشاركون في المؤتمر اليوم السبت 14 فبراير 2015 إلى جعل هذه المحطة انطلاقة جديدة في الحياة الحزبية بالاقليم وفيما يلي تفاصيل الحوار الذي أجرته معه جريدة الاتحاد الاشتراكي :
أول سؤال أطرحه عليك الأستاذ محمد الهبطي: ما هو السياق العام والخاص الذي ينعقد فيه المؤتمر الاقليمي الخامس لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بشفشاون … ثم ما هي تطلعات قيادة الحزب بالاقليم ؟
أول هذه السياقات هو السياق الحزبي، كما هو معروف مباشرة بعد المؤتمر الوطني التاسع، انخرط الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قيادة ومناضلين، في دينامية تنظيمية جديدة، انبنت على تعاقدات في المؤتمر ومع القيادة السياسية المنتخبة وداخل الأجهزة التقريرية، ونحن بصدد تجسيد وإنجاز ما تعاقدنا حوله وأساسا ما يتعلق بإعادة بناء وتفعيل الأداة الحزبية، وهذا الانخراط الذي تشهده عشرات الأقاليم في تنظيم المؤتمرات الإقليمية يعني أنه لا بد من أن يتوفر الحزب على أدوات تنظيمية قوية، وفعالة، وذات نجاعة، لماذا؟ لتحقيق هدف أساسي ألا هو استرجاع المبادرة داخل المجتمع. التنظيم ليس هدفا في حد ذاته، التنظيم ما هو إلا وسيلة.
واسترجاع المبادرة هو تأكيد لراهنية مشروع الاتحاد والدفاع عن حق المغاربة في الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة والعيش الكريم.
ما هي الأسئلة الحارقة التي تشغل فكر الاتحاد الاشتراكي بقوة، في الأزمات وأيضا في علاقة الاتحاد الاشتراكي بمحيطه الدولي والعربي وخصوصا بعد الربيع العربي ودستور 2011؟
بالإضافة للسياق الحزبي هناك سياقات أخرى نتفاعل معها بدرجة أو أخرى مثلا السياق الدولي، تبعات الأزمة العالمية تغول الرأسمال أشكال الكولونيالية الجديدة كل هذا يساءل الفكر الاشتراكي مطلوب تقديم أجوبة ومبادرات. وعلينا أن نتابع ما يجري من ردود فعل مجتمعية وسياسية في بلدان أمريكا اللاتينية وبلدان الجنوب الأروبي كاليونان وأسبانيا.
ثم هناك السياق العربي، هذا السياق بعد أربع سنوات على ما سمي بالربيع العربي، يشهد تحولات درماتاكية، تطرح سؤالا اشكاليا لماذا انتكست وتعثرت مشاريع الانتقال الديمقراطي، ألا يعني هذا أن الانتقال التاريخي لم يتحقق بعد لأن العرب غير قادرين على الانفلات من مخلفات ماضيهم بكل الانكسارات والانتكاسات إلى التاريخ الراهن المعاصر، ثم الدور الكابح والانتكاسي للقوى الاستبدادية والأصولية في طبعاتها الجديدة كالقاعدة وداعش.
كمناضلين يجب أن نستخلص العبر والدروس، وأن نقيم جيدا هذا الوضع لا نريد أن يتخذ التاريخ في المغرب مسارا دراماتيكيا. وهذا يحيلنا على السياق الوطني بعد ما يقارب من 4 سنوات على دستور 30 يوليوز 2011 لازال المجال السياسي مسيجا بانتظارية يشوبها الالتباس والغموض، وأمام المغرب فرصة ثمينة لا يجب أن تضيع لتثبيت الاختيار الديمقراطي، لقد عبر الاتحاديون عن قلقهم وانشغالهم في اجتماع اللجنة الإدارية الأخير من عودة أشكال وأساليب الهيمنة والتحكم تجاه المجتمع والمؤسسات.
المؤتمر الخامس بالاقليم اخترتم له شعار عريض: «من أجل نموذج تنموي يضمن العيش الكريم للمواطن»، الأستاذ الهبطي أسألك ما الذي تحقق في الاقليم على مستوى التنمية …وما هي الانتظارات التي تعلق عليها ساكنة الاقليم آمالا لتحقيقها، وللاشارة فقد كان حزب الاتحاد الاشتراكي دعا منذ ما يقارب 6 سنوات إلى التغيير؟
أولا، يجب أن نذكر أن إقليم شفشاون من الأقاليم التي عندها نوع من الخصوصية، لكن هذه الخصوصية تطبع كذلك حتى نوع التهميش، الذي أحاط بإقليم شفشاون بحكم جغرافيته وتاريخه. فهو إقليم قروي بامتياز فالسكان القرويين يشكلون نسبة 96 في المائة، أما الساكنة الحضرية فتشكل بالكاد 4 أو 5 في المائة، وبالتالي هذا الاقليم عانى لسنوات، ويمكن أن نقول لقرون من التهميش والعزلة. واحد أبرز مظاهر التهميش هو التهميش السياسي، وكان تحت الحجر والوصاية، وكانت تدبر فيه الأمور بالمنطق القديم للسلطة، والاتحاد الاشتراكي عندما بدأ يناضل في الاقليم منذ سبعينيات القرن الماضي لم يكن مرحبا به، بل كان مضطهدا ونتج عن هذا إعاقة التنمية والتطور بالإقليم عندما تهمش إقليما من الناحية السياسية والاقتصادية فأنت تقتل النخب و الكفاءات لأنك تستبعدها من القيام بوظائفها وأدوارها.
….ولكن إقليم شفشاون بالرغم من كل ذلك كان حصنا حصينا؛ وقلعة للمناضلين الأشراف والأحرار المنتصرين للتقدم والحداثة؟
أنا أعطي نظرة تاريخية، لكي أشير إلى الصعوبات والتضحيات الجسام التي قدمها الاتحاديون بالإقليم، الذي جعلهم يحظون بالثقة والتفاف القوات الشعبية حولهم هو أن الاتحاد أعطى للعمل السياسي مضمونا جديدا و مغايرا للذي كان سائدا ومهيمنا لقد أخرجنا السياسة من المجال الخاص الذي كان محجوزا للإدارة وأتباعها، وقمنا بإدخالها في المجال العام. أي أن السياسة أصبحت أمرا يستأثر باهتمام ومشاركة المواطنين. كنا ولا زلنا نعتمد على أدوات التأطير الجماهيرية كأسلوب للعمل في كافة المحطات والاستحقاقات لقد كنا من القلائل الذين نظموا حملة تفسيرية لدستور 2011 بحيث نظمنا تجمعات حاشدة بكافة جماعات الإقليم وأذكر تجمع مدينة شفشاون الذي أعطى فيه الأخ عبد الواحد الراضي الانطلاقة لحملة الحزب وتجمع جماعة فيفي الذي ترأسه الأخ ادريس لشكر الكاتب الأول للحزب. هذه أكبر مساهمة لحزبنا وهذا مكنه من أن يتبوأ مكانة متقدمة في الانتخابات الجماعية عام 2009 وكنا نحن القوة الأولى، وتمكنا من تدبير 8 جماعات قروية بالإضافة إلى المشاركة في التسيير بعدد من الجماعات منها الجماعة الحضرية لمدينة شفشاون، لا بد أن أثمن عاليا تضحيات وصمود الاتحاديات والاتحاديين والمجهود الجبار الذي يبذله المنتخبون من رؤساء ومستشارين لتلبية حاجيات المواطنين والدفاع عن مطالبهم وحقوقهم بالرغم من العديد من مظاهر الاختلال والنكوص والإفساد الممنهج للحياة السياسية.
ماذا تقصد بهذه المظاهر؟
أول هذه المظاهر التوظيف السياسوي الفج والمبتذل والانتهازي لمعضلة زراعة القنب الهندي، وهو أمر درجت عليه مجموعة من الأحزاب الإدارية منذ سبعينيات القرن الماضي ويذكر الجميع كيف أصبح لحزب من أحزاب الإدارة نفوذ قوي بالإقليم لسنوات لمجرد أن زعيمه أطلق «صرخة شعبوية» يحرض فيها المواطنين للوقوف في وجه السلطات إذا ما حاولوا منعهم من ممارسة أنشطتهم الزراعية، وهكذا أصبح الإقليم يعيش دورة سياسية يظهر فيها من حين لآخر بعض «محترفي السياسة» يركبون مطية القنب الهندي ويكررون نفس أسطوانة الزعيم آخرها كان حزبا صغيرا مغمورا فاز بأكبر عدد الأصوات في استحقاق نونبر 2011 متقدما على الجميع، ويجري هذا أمام السلطات التي في كل الأحوال لا يمكن اعتبارها إلا مسؤولة بل متواطئة ومزكية لعملية الإفساد .. هذا الانزياح الخطير الذي يقع بالإقليم والذي يراد له أن يصبح أمرا واقعا يجب التعايش معه ستكون له تداعيات كارثية على الإقليم والسكان ويكفي أن ننبه إلى ما وقع في عدد من دول أمريكا اللاتينية، عندما تختلط أو تندمج السياسة مع مصالح البارونات وعندما يصبح المواطنون والسياسة رهائن لهؤلاء البارونات.
هذا النموذج التنموي البديل الذي يقدمه ويتبناه حزب الاتحاد الاشتراكي بإقليم شفشاون ؟
ما ذكرته سابقا هو الذي دفعنا إلى طرح إشكال النموذج التنموي بإقليم شفشاون بالنظر أولا إلى إخفاق المشاريع التي اعتمدت سابقا والتي لم تستطع الحد من آفة زراعة الكيف وبالنظر ثانيا إلى تفاقم مظاهر الخصاص في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والانتاجية والاجتماعية
نحن في الاتحاد الاشتراكي نقيم ونعطي نتائج التقييم ما نطالب به هو إقرار نموذج تنموي في إطار خطة شاملة ومندمجة، تثمن الثروات التي هي موجودة بالإقليم، وكذلك الثروة الأساسية التي هي المواطن،
اقليم شفشاون من بين الأقاليم التي بقيت مستقرة من ناحية الساكنة لم تشهد هجرة كبرى على غرار باقي الأقاليم المجاورة واقليم شفشاون يشكل الاستثناء وهذا بطبيعة الحال مرتبط بالعديد من العوامل .
إذن هذا عنصر القوة مادام أن الشباب والسكان باقليم شفشاون تابتين في دواويرهم وفي العالم القروي، ويفضلوا أنهم يبقوا ولا تغريهم المدينة إذن هذا عنصر القوة هذا هو أنه إذا أرادوا تنمية هذا الاقليم فيجب أن نركز على الانسان فهذا الانسان الذي تبث في إقليمه يجب أن نهتم به وأن نعيد إليه الاعتبار ، هذا الانسان القروي البدوي في إقليم شفشاون ونحن في الاتحاد الاشتراكي وبالنظر إلى عدد من الأمور نرى أنه لم يكتسب بعد صفة المواطنة، لماذا لأن الظروف الآن المتعلقة بزراعة القنب الهندي وتداعياتها ، فهذه المعضلة المستمرة، ولكن انعكاسها انعكاس مدمر، أولا هو له انعكاس على كرامة الانسان، لذلك نحن نطرح في شعارنا أولا وقبل كل شيء قبل أن نشرع في الحديث أي خطة أو برنامج أو أو أو يجب أن نحل هذه المعضلة، والكرامة للمواطن، يجب صيانة كرامة الانسان ، ويشعر أنه مواطن ويتق في الدولة ويتق في مؤسساتها ، لأنه الموجود الآن هناك خصومة ، يوجد غضب ، المواطن بكافة أجهزته، وإذا لم نرفع على المواطن الظلم الذي يشعر به مثل الشكايات الكيدية، الشكايات المجهولة أصبح المواطنون في وضعية شادة، لايدركون هل هم أحرار أم هم متابعون ، لأن أي مواطن بالآقليم يمكن أن يصبح تحت مذكرة بحث ويجب أن يحققوا معه كذا وكذا … هذا دون الحديث عن الآلاف المبحوث عنهم وهم مقصيين من الحياة العامة، وهذا وضع استثنائي يجب أن نضع له حد، يجب أن تصان كرامة الانسان وهذا حجر الزاوية ومن بعد ذلك نتكلم، الانسان يتمتع بحقوقه ويشعر بالحرية والطمأنينة، والآمان فيمكن أنذاك أن نتغلب عن الأمور الأخرى، وسيأتي البيان العام وسيفصل فيها، يعني مختلف مطلب الاقليم وعنده الغابة ويجب الحفاظ عليها وهي تروة أساسية ويمكم يساهم في التنمية وعنده الساحل، الذي فيه تقريبا 100 كلم الساحل هناك إمكانية لتطوير سياحة قروية ساحلية، ولكن بدون صغط وبدون تدمير وأنا أنبه على أن الشاطئ أصبح يتير شهية عدد اللوبيات وسنطالب بإقرار سياسة تحافظ على هذا الشاطئ وعلى هذه التروة حتى لايقع ما وقع في جهات أخرى وسنطالب بإحداث وكالة تهتم بتهيئة شاطئ شفشاون من قاع أسراس إلى الجبهة.
كذلك هناك مكون السياحة وعدد من الصناعات التي يمكن أن يحتضنها الاقليم وهذا أساسا بربط الاقليم بجهة طنجة تطوان لأن الطريق الوطنية رقم 2 التي تربطنا مع إقليم تطوان أصبح الجميع يقر بأنها تقتل التطور وهناك الكثير من البنيات التحتية يجب أن يمشي كله في اتجاه لتحقيق حياة المواطن هذا باختصار بصفة عامة منظورنا كيف نرى هذا النموذج التنموي الذي يجب اعتماده في الاقليم والذي أزيد وأؤؤكد أنه يجب أن ينبني على عنصر أساسي الذي هو كرامة المواطن.