متابعة تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في مجال كشف الحقيقة : المجلس الوطني لحقوق الإنسان يسلم تقرير الخبرة الجينية لعائلة بلقاسم وزان
سلم المجلس الوطني لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء 4 فبراير 2015 بمقره بالرباط، تقرير الخبرة الجينية الخاصة بالمرحوم بلقاسم وزان، أحد ضحايا ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، لأفراد من عائلته بحضور السيد محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان ووفد من الفاعلين الحقوقيين بالإضافة إلى محامي العائلة، وهو التقرير الذي أثبت أن الرفاة الذي عثر عليه قرب معتقل أكدز السابق يعود بالفعل لبلقاسم وزان نظرا لتطابق حمضه النووي مع أفراد عائلته.
وتأتي هذه الخطوة في إطار استكمال المجلس الوطني لحقوق الإنسان متابعة تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، لاسيما في شقها المتعلق بكشف الحقيقة، حيث أفضت التحريات التي قامت بها هيئة الإنصاف والمصالحة إلى العثور على قبر مفترض لبلقاسم وزان موجود بمقبرة مجاورة لمعتقل أكدز السابق. وقد قامت لجنة المتابعة، التي تم إحداثها عقب انتهاء ولاية الهيئة وتقديمها لتقريرها الختامي، باستخراج الرفاة وإحالة عينات منه على خبرة معهد مختص في التحاليل الجينية يوجد مقره بمدينة نانت الفرنسية (Institut Génétique Nantes Atlantique) والذي أكد مطابقة المكونات الجنينية للرفاة لتلك الخاصة بأفراد عائلته..
هكذا تم تسليم التقرير بحضور ابني المرحوم عبد الكريم وعمر وزان وحامي العائلة، النقيب عبد الرحمن بنعمر، وممثلين عن العصبة المغربية لحقوق الإنسان والمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان والجمعية المغربية لحقوق الإنسان وتنسيقية عائلات مجهولي المصير ضحايا الاختفاء القسري بالمغرب.
واعتقل السيد بلقاسم، المزداد سنة 1924 بفكيك، يوم 17 أبريل 1973 وهو يزاول عمله على مقربة من الحدود الجزائرية المغربية المحاذية لمدينة فجيج. ونقل إلى مركز الاحتجاز السري الكائن بمطار أنفا والمعروف بالكوربيس ثم إلى مركز الاحتجاز السري درب مولاي الشريف بالدار البيضاء وذلك إلى حدود يونيو 73 حيث أودع بالسجن المركزي بالقنيطرة. وبتاريخ 30 غشت 1973 أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة بالقنيطرة في حقه حكما بالبراءة. وقد تم اختطافه في نفس اليوم من داخل السجن المركزي بالقنيطرة وتعرض لعملية اختفاء قسري. وشوهد أثناء مدة اختفائه في إحدى المعتقلات السرية بتمارة حيث قضى حوالي سنة، ثم بمعتقل سري بتاكونيت حيث مكث حوالي السنتين ثم نقل إلى معتقل أكدز مع مجموعة من المعتقلين، حيث توفي.
وقد قدم ابنه السيد عبد الرحيم وزان شهادته في جلسة الاستماع العمومية لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في المغرب خلال الفترة ما بين 1956 و1999 التي نظمتها هيئة الإنصاف والمصالحة يوم السبت 29 يناير 2005 بمدينة فجيج وهي الجلسة الثالثة من نوعها بعد جلستي مدينة الرباط.
وكان المجلس قد أشرف، في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي، على افتتاح مركز “بلقاسم وزان لحفظ الذاكرة” الذي أنجزته جمعية النهضة بفجيج في إطار مشروع “خلق فضاء لحفظ الذاكرة”. ويهدف المشروع بشكل عام إلى تعزيز المصالحة كما يرمي بشكل خاص إلى توفر مدينة فجيج على بنية دائمة في مجال حقوق الإنسان والذاكرة الجماعية وضمان وصول عامة الناس إلى المعلومات ومختلف الأنشطة المتعلقة بفضاء حفظ الذاكرة والمساهمة في إشعاع قضايا حقوق الإنسان وحفظ الذاكرة