بقلوب خاشعة مؤمنة بقضاء لله وقدره، ينعي المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المناضل والمجاهد الأخ محمد منصور، أحد القادة الميدانيين لحركة المقاومة والتحرر الوطني، رجل من الذين صدقوا لله والشعب والوطنيين على ما وعدوهم عليه وما بدلوا تبديلا.
وقد خبرته السلطات الاستعمارية رجلا مقداما لا يخاف في حب بلاده وثوابتها لومة لائم، ومقاوما مجبولا من تربة الأبطال الأفذاذ، حوكم بالإعدام في زمن المقاومة ، و اشتهر بكونه المجاهد ذي القبرين، لأن الراحل محمد الخامس طلب الاحتفاظ بالقبر الذي أعدته السلطات الفرنسية لدفنه بعد إعدامه.
بعد الاستقلال، سارع مع ثلة من الوطنيين، إلى خدمة البلاد من موقع المسؤولية، حيث تولى مهمة عامل إقليم الحسيمة، قبل أن تطارده السلطات وآلة الاستبداد، بسبب مواقفه من الحكم، وبسبب آرائه، التي التقى فيها مع آراء المقاومين من رفاق السلاح والمثقفين التقدميين والطبقات الشغيلة في الدعوة إلى مواصلة تحرير الإنسان والأرض. وقد دفع الفقيد الكبير ثمن مواقفه بالغالي والنفيس، لكنه استطاع، رحمه لله، أن يثبت صلابته النموذجية والفريدة في مواجهة كل الإعصارات السلطوية ، وانخرط في استراتيجية النضال الديموقراطي بكل جوارحه، وظل وفيا لاختيارات الاتحاد الاشتراكي ورموزه وقيمه ونبله، بعيدا عن الأضواء، بقوة الأبطال الكبار ولا يحمل سوى قلبا يضخ دما ينبض بحرارة المغرب وأبناء المغرب.
لقد فقد الوطنيون والمناضلون من كل الأعمار رجلا نموذجيا ومقاوما فذا ومجاهدا ورجلا صبورا وعقلا راجحا مزج بين صلابة الموقف وواقعية الحركة والفعل، ثابت ثبات المؤمنين الصامدين والأوفياء.. فعزاؤنا لكل هؤلاء ولأفراد عائلته ، ولا سيما منهم الإخوة والأخوات، زكريا، سعد ، المهدي ، سلوى، سومية وأسماء وزوجته الكريمة الحاجة فريدة، وكافة الأصهار والأقارب.
رحم لله أخانا وقائدنا محمد منصور وأسكنه فسيح جناته إلى جانب الشهداء والصديقين و حسن هؤلاء رفيقا .
الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس يناقض أفكاره الخاصة عندما يتعلق الأمر بأحداث غزة * آصف بيات
(*) المقال منقول عن : مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ألقى أحد الفلاسفة الأكثر…