بيان صادر عقب نهاية أشغال الندوة الوطنية حول: “مناهضة تشغيل الأطفال بالمغرب” السبت 24 يناير 2015

منظمة بدائل للطفولة والشباب تدعو أعضاء مجلس المستشارين بالبرلمان إلى توفير الحماية لأطفال المغرب وذلك بعدم التصويت على مشروع هذا القانون، والعمل على تعديله بالحضر النهائي لتشغيل الأطفال وتحديد السن الادنى للتشغيل في 18 سنة

2154

على إثر أشغال هذه الندوة الوطنية حول: “مناهضة تشغيل الأطفال بالمغرب”، التي نظمها مجلس إدارة منظمة بدائل للطفولة والشباب يوم السبت 24 يناير 2015 بالمركز الدولي مولاي رشيد للطفولة والشباب ببوزنيقة، في إطار حملته الترافعية تحت شعار: “الطفل في المدرسة وليس في العمل”، بمشاركة: وزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية، وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، وزارة الشباب والرياضة، المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الانسان، المندوبية السامية للتخطيط، المجلس الوطني لحقوق الإنسان والمركزية النقابية المنظمة الديمقراطية للشغل. وحضور فعاليات وممثلي هيئات جمعوية وحقوقية ونقابية وأكاديميين وطلبة باحثين ومتابعة منابر صحفية وإعلامية مرئية ومكتوبة وإلكترونية …

وذلك مساهمة من المنظمة في إغناء النقاش العمومي للحد من هذه الظاهرة الاجتماعية ظاهرة تشغيل الأطفال والقضاء عليها؛ وفي نفس الوقت المواكبة اليقظة والمسؤولة حول مخاض المسلسل التشريعي إخراج مشروع قانون 99/12 الخاص بشروط تشغيل العمال المنزليين، الذي يعتبر أمرا إيجابيا لصالح الخادمات وخاصة الطفلات اللواتي يتعرضن للاستغلال في غياب الحماية القانونية.

التأم المجلس الوطني لمنظمة بدائل للطفولة والشباب، يومي السبت والأحد 24 و25 يناير 2015، واصدر البيان التالي:

unnamed

على الرغم من التصديق على اتفاقية حقوق الطفل والبروتوكولات الملحقة بها، واحتضان المغرب للعديد من التظاهرات ذات الصلة بحقوق الطفل، فإن أوضاع الطفولة بالمغرب ما فتئت تعرف تدهورا متناميا على أكثر من صعيد. حيث أخذت ظاهرة تشغيل الأطفال في سن التمدرس تستفحل يوما بعد آخر، لتشمل الجنسين من الذكور والإناث، وتمتد لتشمل أيضا العديد من القطاعات؛ بحيث يتم تشغيل الأطفال في ورشات النجارة، إضافة إلى ورشات الحدادة، الميطالة، الميكانيك، وأنشطة أخرى عشوائية، فيما توجه الفتيات للعمل بالمنازل وبمعامل النسيج التقليدية.

فمن خلال المعطيات والبيانات المتوفرة لدينا والواردة في نتائج البحث الوطني القيم حول التشغيل الذي قامت به المندوبية السامية للتخطيط، يتبين أن عدد الأطفال المشتغلين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 وأقل من 18 سنة بلغ، سنة 2012، 000.392 طفل. وفي تقديرنا نرى أن العدد يتجاوز ذلك بكثير وكثير حيث الآلاف من الأطفال يتم تشغيلهم ضدا على اتفاقيات وتوصيات منظمة العمل الدولية، حيث وبحسب آخر إحصائيات أدلت بها جمعيات المجتمع المدني المتتبعة لعمالة الأطفال في المنازل فقط، يتراوح ما بين 50 و80 ألفاً، 60% منهن يقل سنهن عن 12 عاماً، وهي مرحلة من العمر يفترض أن يكن فيها في المدرسة.

هذا ما يجعلنا في منظمة بدائل للطفولة والشباب نسجل أن وضعية الطفولة تبعث على الكثير من القلق وتتطلب من الجميع مضاعفة الجهود لإنقاذ طفولتنا من الاستغلال وتوفير الحماية لها.

فبمناسبة مرور 25 سنة على صدور الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل؛ وانسجاما مع توصيات الندوة الدولية التي نظمتها منظمة بدائل للطفولة والشباب بمراكش حول موضوع: “حماية الأطفال من الاستغلال والإيذاء”، ومخرجات المنتديات الموضوعاتية ذات الصلة المدرجة ضمن فعاليات النسخة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان بمراكش 27 – 30 نونبر 2014؛

ووعيا من منظمة بدائل للطفولة والشباب بخطورة الظاهرة التي تمس نسبة كبيرة من أبناء العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل يتم توظيفهم في سوق الشغل خلافا للمواثيق الوطنية والدولية وفي انتهاك صارخ لحقهم في الأمن والصحة والتغذية الكافية والمأوى والعناية الطبية والحرية والكرامة والحق في الحصول على وسائل تعليم إجبارية وحمايته من كافة ضروب الإهمال والقسوة والاستغلال  والاغتصاب ومن الإتجار بأية وسيلة من الوسائل؛

ومساهمة منها كمنظمة وطنية تعنى بقضايا الطفولة والشباب وتكريسا لدورها في مجال الضغط والمساهمة في المرافعة لتعزيز وحماية حقوق الطفل ببلادنا وتبويئ الطفولة موقعها المركزي في السياسات العمومية وإيلائها الاهتمام اللازم من أجل علم جدير بأطفاله ومغرب جدير بأطفاله.

فإننا في منظمة بدائل للطفولة والشباب نعتبر أن من واجبنا جميعا حماية الأطفال الذين يعتبرون من الفئات الهشة والمعرضين لاحتمالات كل أشكال الاستغلال والاعتداءات في أماكن العمل، وهو ما يعتبر خرقا لحقوقهم الأساسية في التربية والصحة والنماء والترفيه والرعاية الأسرية.

استنادا إلى روح الدستور خاصة الفصل 22، الذي يقضي بضرورة توفير السلامة الجسدية والمعنوية ويمنع المعاملة القاسية أو لا إنسانية أو مهينة أو الحاطة بالكرامة للمواطنين، خاصة منهم الأطفال، والفصلين 31 و32 اللذين يقضيان بتمكين المواطنين والمواطنات بجميع فئاتهم على قدم المساواة من الحماية الاجتماعية والحصول على تعليم عصري ذي جودة، والعيش في بيئة سليمة وتوفير الحماية القانونية والاعتبار الاجتماعي للأطفال وكفالة تمدرسهم وتنشئتهم.

وارتكازا على الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل، واتفاقيات منظمة العمل الدولية (138 بشأن الحد الأدنى للتشغيل، و 182 بشأن حظر أسوء أشكال عمل الأطفال والإجراءات الفورية للقضاء عليه) وإلى الخطة الوطنية للنهوض بالطفولة.

فإن منظمة بدائل للطفولة والشباب:

–         تعتبر أن المادة 6 من مشروع القانون 19.12 المتعلق “بتشغيل وظروف عمل العاملات والعاملين المنزليين” المعروض على مجلس المستشارين والتي تحدد السن الأدنى لولوج العمل المنزلي في 16 سنة. لا تتماشى مع المكتسبات الحقوقية والسياسية والمؤسساتية التي تم تحقيقها في المغرب، خاصة الإصلاحات الدستورية التي تضمنها دستور 2011 والأجيال الجديدة لحقوق الإنسان.

–         تدعو السيدات والسادة أعضاء مجلس المستشارين بالبرلمان إلى توفير الحماية لأطفال المغرب وذلك بعدم التصويت على مشروع هذا القانون، والعمل على تعديله بالحضر النهائي لتشغيل الأطفال وتحديد السن الادنى للتشغيل في 18 سنة.

–         تطالب بضرورة تعديل وتتميم المادة 143 من مدونة الشغل بمنع تشغيل الأحداث “ولا قبولهم في المقاولات أو لدى المشغلين”، بما في ذلك عمل القاصرات والقاصرين في بيوت الأغيار، قبل بلوغهم سنة 18 سنة كاملة.

–         نستغرب استمرار الحكومة ومناقشة مشاريع قوانين وسنها باستفراد الحكومة والبرلمان دون إدماج وإشراك المجتمع المدني والفاعلين الأساسيين وتهميش هيئات الحكامة المنصوص عليها دستوريا ومعاكسة آرائها الواردة في مذكراتها الاستشارية وعدم إخراج بقية الآليات المؤسساتية الدستورية المتمثلة في مجلس وطني للشباب والعمل الجمعوي، ومجلس وطني للأسرة والطفولة وهو ما يعد تبخيسا لدور الأطراف السالفة الذكر لدورها كقوة اقتراحية فاعلة ومؤثرة في بناء المسار الديمقراطي المغربي. 

–         مواصلة منظمة بدائل للطفولة والشباب قيادتها للحملة الوطنية لمناهضة تشغيل الأطفال من أجل بلوغ هدف إنهاء آفة تشغيل الأطفال؛ والمطالبة بإخراج قانون العمال والعاملات المنزليات – عرفت الانطلاقة بمناسبة من 27 نونبر 2014 بتنظيم ندوات ولقاءات ترافعية لدى صناع وأصحاب القرار (جمعيات تربوية وفاعلون مدنيون، شخصيات وفعاليات مختلفة، برلمانيون، ومسؤولون حكوميون…)، وشن حملات توعية موجهة لعائلات الأطفال في المدن والقرى وللمشغلين ولعموم المواطنين لشرح أخطار التشغيل المبكر على أطفالهم، وتتوج هذه الحملة بتنظيم مسيرة وطنية يوم الأحد 14 يونيه 2015 على الساعة العاشرة صباحا انطلاقا من ساحة باب الحد بالرباط بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة تشغيل الأطفال (12 يونيو) .

بوزنيقة 25 يناير 2015

المجلس الوطني

‫شاهد أيضًا‬

الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس يناقض أفكاره الخاصة عندما يتعلق الأمر بأحداث غزة * آصف بيات

(*) المقال منقول عن : مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ألقى أحد الفلاسفة الأكثر…