مصطفى المتوكل / تارودانت

12 يناير 2014

 قال الرسول الكريم « من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ».

وقال “مَن قتل معاهدًا، لم يرح رائحة الجنة”؛ رواه البخاري

…اذا كانت فرنسا قد عاشت  حالة من الرعب والخوف والتوجس والحزن على من قتلوا في ذلك الهجوم  الدموي الذي ارهب المواطنين والمواطنات الامنين  …ومعها اهتمام  ومؤازرة كل المتتبعين والمهتمين عبر العالم…

وبما ان العديد من زعامات الامم والاطياف المختلفة من العالم بما فيها العربي والاسلامي سواء التي حضرت وعبرت عن تضامنها ومواساتها بقصر الاليزي فقط  او من اضافت لذلك المشاركة في المسيرة اوالتي لم تحضر اطلاقا واكتفت بالاستنكار والتضامن عن بعد او بتنظيم تظاهرات ووقفات رمزية  ..

وبما ان ما وقع هو قيام ثلاثة افراد  فرنسيين  – بغض النظر عمن كان وراء عملهم من قريب او بعيد- …اخبرنا  بانهم من المسلمين الذين زودوا  بما ارادوا من الاسلحة والمعدات الحربية التي قرروا استعمالها في هجومهم على نقط معينة منها موقع صحيفة تخصصت في السب والاساءة الى كل الديانات السماوية والى الانبياء والى المؤمنين جميعا مع مبالغتها الواضحة في الاساءة الى الاسلام والامة الاسلامية وخاتم النبيئين عليه الصلاة والسلام …ولا حاجة لنا هنا للاشارة الى مجالات اساءاتهم  المختلفة التي يتطاولون بها بكل الطرق الكاريكاتوية المستفزة والمعتدية على الغير بعيدا عن اخلاقيات الحق في الاختلاف واحترام المعتقد وعن كل اشكال اللياقة الادبية والحضارية الراقية مع امعانهم   في التجريح واذكاء الكراهية والحقد والتعصب …

فهما كانت التعابير الكاريكاتورية مغرقة في الجهالة والعنصرية والديكتاتورية مثلها مثل الخطب العنصرية والفاشية التي تصدر عن زعماء الصهيونية ومناصريهم في العالم ومثل الكتابات ايا كان صنفها ومقترفها …فاننا كمؤمنين بالديانات السماوية وعلى راسها الاسلام لايمكن ان نقبل من اي كان …تحت اي مبرر او اي مسمى ان يلجا الى  الترهيب والارهاب الفكري والسياسي والجنائي بهدف  القتل والتفجير والذبح والسبي والتجويع والاساءات المختلفة   ..و يتخذه وسيلة ومنهجية في التعبير او تبليغ واسماع الراي ان قبلنا بتسميته رايا تجاوزا …

..لن نقبل من اي مذهب او طائفة اوجماعة تدعي الانتماء للاسلام ان تقوم بتدبيح وقتل وترهيب المسلمين في مصر وسوريا والعراق ولبنان وسوريا وليبيا ومالي و…فيما يقع بالعديد من المناطق العربية / الاسلامية  باعتبار ان ذلك  يشكل وصمة عار واساءة ما بعدها اساءة  للبشرية كافة وللرسالات السماوية جمعاء حيث يصعب التمييز بين من يقتل ويحرق  المسلمين في ميانمار ومن يقتلهم في مصر او العراق او…

….وانطلاقا مما قيل ويقال وما عبر عنه كل المستنكرين الذين تظاهروا بعاصمة فرنسا .. نسائل كل دول اوروبا والغرب والتي تدعي الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان …لماذا لم يبادر اي طرف اوروبي او عربي او مؤمن  بالدعوة الى تنظيم تظاهرة عالمية لمناهضة الارهاب الذي تعرض ويتعرض له الشعب الفلسطيني منذ الاحتلال الصهيوني للارض الفلسطينية والى الان والذي تسبب في تشريد مئات الالاف وتحويلهم الى لاجئين مشتتين في الكثير من دول الشرق الاوسط والعالم ؟…

ولماذا يسكت العالم المتمدن ولم تدمع لهم عين ولا تحركت ضمائرهم لوضع حد لعمليات القتل والتفجير والسبي والاساءات الحاطة بالكرامة الانسانية في العديد من بقاع العالم الاسلامي والعربي …باستعمال جماعات لاسلحة متعددة خفيفة وثقيلة ونوعية متطورة  غربية وشرقية و؟ ..جماعات منظمة كقوات عسكرية فائقة التدريب والتجهيز والتمويل تتحرك علنية حيث  ترى بالعين المجردة والاقمار الصناعية وكل وسائل الرصد التي بامكانها المراقبة بالليل كما بالنهار …تتحرك بالالاف من الجنود الذين يسرت لهم امور التجمع  في العراق كما في الشام وسمح بمرور الالاف منهم  عبر حدود دول متعددة منها الغربية والشرقية والاسلامية ..بل تتسرب بين الفينة والاخرى اخبار تفيد ان مخابرات مختلفة تترصد تحركاتهم وتعلم بالعديد منها وبطرق ومصادر التمويل و التسليح توجه ضد  بلدان  بهدف نشر الترهيب وترسيمه كاسلوب من اجل  تدبير واعداد خرائط وسياسات المستقبل المنظور  الله اعلم بمن وراءها وبخطورة مساعيهم التي لن تكون عواقبها ونتائجها  الا اكثر  كارثية وفضاعة مما  يقع …

…ان الجميع يقول بانه ضد الارهاب ..لكن العديد من ذلك الجمع لايقصد  الا يسيئ الى الامة الاسلامية بالعالم …

اننا نحن المؤمنين نعلم  بان الرسالات السماوية كلها جاءت من اجل السلم والسلام والسمو بالاخلاق والمبادرات البشرية نحو ما فيه خيرها في الدارين …ندين الارهاب والتطرف الذي يلجا اليه كل المتشددين والمتعصبين ايا كان دينهم او مذهبهم اوسياستهم ونخص بالذكر .. ارهاب الصهاينة ومن يواليهم ويحميهم والممارس ضد  كل الشعب الفلسطيني …

..فمن سيبادر للدعوة لتنظيم تظاهرة عالمية يحضرها  الحكام  و الحقوقيين بالعالم والقوى الحية للاجتماع على كلمة واحدة تنبني على العدل في اتخاذ القرارات وتنزيلها على الافراد او الجماعات او الدول تحرم بشكل قطعي الارهاب وكل اسبابه بما فيه الاساءات بالرسم والكلام لمعتقدات ومقدسات  المسلمين وغير المسلمين..

ان من حقنا ان ننتقد وان نعبر عن راينا المخالف لغيرنا …لكن ليس من حقنا ان نستفز او نهين او نستهتر بمعتقدات الاخرين قال تعالى في سورة الانعام ((وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عملَهُمْ   ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ))

‫شاهد أيضًا‬

حياة الوطني المجاهد والزعيم بنسعيد آيت إيدر كلها وطنية ونضال وترافع  .. * مصطفى المتوكل الساحلي

ولد وترعرع الوطني المجاهد والمقاوم والقائد السياسي سي محمد بن سعيد أيت إيدر  في يوليو 1925…