مصطفى المتوكل / تارودانت

8 يناير 2014

 

 

في مثل هذا اليوم 8 يناير 1992 غادر هذه الدنيا الاخ القائد والوطني الكبير  سي عبد الرحيم بوعبيد الذي ساهم في بناء حركة المطالبة بالاستقلال ومن الموقعين  على عريضة المطالبة باستقلال المغرب الى جانب نخبة من الزعماء الوطنييين والوطنيات وعلى راسهم الشهيد المهدي بنبركة …وساهم في كل اشكال النضال من اجل تطوير الحركة الجماهيرية والنقابية والسياسية ..ومن مؤسسي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ثم من بناة الوضوح السياسي والفكري ابتداء من مقررات يوليوز 72 الى المؤتمر الاستثنائي الذي اصبحت بموجبة الحركة الاتحادية تحمل اسم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.. وتبوا قيادة الحزب والقيام بكل عمليات اعادة البناء التي طالت كل القطاعات  الحزبية بربطه بالجماهير الشعبية والطبقة العاملة والنخب المثقفة والاطر الصغرى والمتوسطة …ولقد كان الراحل بوعبيد يتعرض من هجومات مختلفة من خارج الحزب حيث تعرض للمضايقات والتهديد والاعتقال ..كما كان البعض داخل الاتحاد الاشتراكي يحاربونه ويعارضون سياساته بدعوى قبوله الدخول في اللعبة الديموقراطية ومسايرة السياسات الرسمية والانحراف ..وكان رحمه الله ديموقراطيا بامتيازا وقائدا ملهما كلما تحدث يطابق رايه على العموم راي الاسرة الاتحادية المؤمنة بالشرعية والمحترمة لقرارات الحزب التي يصادق عليها بالمؤتمرات الوطنية ..وكان صارما كذلك في مواجهة كل الذين يعرقلون مسيرة الحزب ويشككون في نضاليته ويبالغون في الاساءات لخطه النضالي… فبقدر ما كان  يؤمن بان الحزب جاء ليؤطر ويعمل مع ومن اجل الجميع بقدر ما يرى ان ارض الله واسعة لمن تضايق او رفض الانضباط للخط السياسي المرحلي للحزب وتوجهه الفكري …

عايشناه كطلبة في دعمه وتاييده لاعادة الروح للاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالاعداد لهيكلة التعاضديات والجمعيات بالكليات والمدارس العليا في اتجاه عقد المؤتمر 16 …وعايشنا متابعته لما عرفته الحركة الطلابية الاتحادية بحصول عدم انضباط لقرارات الحزب وبظهور مبادرات تهدف الى ابراز انقسام القطاع الطلابي الاتحادي في اطار الاعداد للمؤتمر السابع عشر حيث ظهرت مجموعة شبابية اتحادية “مدعمة” من بعض المسؤولين الاقليميين بالكتابة الاقليمية للحزب بالرباط ومنهم بعض اعضاء اللجنة المركزية للحزب  ..فكان موقفه مع الشرعية  قويا .. ورفض كل ابتزاز او مساومة مهما كانت التضحيات حيث خاطبنا نحن الطلبة في لقاء بمقر اكدال بعد ان استمع الى تقرير  تفصيلي في الموضوع وبعض التدخلات  في خلاصة مفادها  …انني لا ارى اي اتحادي اخر بالقطاع الطلابي سوى الذين اجتمع معهم الان  والذين ينضبطون للحزب … انطلقوا واكملوا عملكم  ودعا للحضور بالتوفيق … 

حضرنا وتتبعنا ظرفية اعتقاله والصمت العجيب الذي اصاب العديد من الالسن والتوجهات ؟؟ وكنا مجموعة من المناضلين وعلى راسهم للحقيقة والتاريخ الكاتب الاول للاتحاد الاشتركي للقوات الشعبية الاخ ادريس لشكر والاخ عبد الهادي خيرات حيث اطروا ونظموا ودعموا المبادرتين  النضاليتين لادانة عملية الاعتقال .. لتشمل الرباط ككل بتشكيل اربعة مجموعات صغيرة عملت باسلوب متمدن واعلامي سلمي حيث خلفت المبادرة صدى سياسيا قويا   …كما نظمت مظاهرة بسويقة باب الاحد والتي قمعت مباشرة بعد انطلاقها واعتقل فيها المناضلين يحيى البوعبدلاوي و عادل بنسعيد رحمه الله …

وعايشنا مواقفه القوية والحاسمة 8 ماي  1983 والتي

…حضرنا جنازة الراحل والتي كانت جماهيرية عجز شارع محمد الخامس وفضاء مسجد السنة  عن استيعاب المشاركين فيها  واضطرت اللجنة التنظيمية ان تقنن  الدخول للمقبرة لتجنب اي ازدحام مفرط بالمقبرة التي لن تتسع حتى ل1 في المائة من المشاركين في الحضور  للجنازة …واستمعنا لكلمة الاخ عبد الرحمن اليوسفي  والقسم الذي اداه باسمنا جميعا والذي لازلنا متشبثين به واوفياء له …

فرحم الله الاخ القائد رحمة واسعة… ونسال العلي القدير ان يسكنه الجنة …وان يجمعه مع الشهداء والصديقين والصالحين …امين 

 

‫شاهد أيضًا‬

حياة الوطني المجاهد والزعيم بنسعيد آيت إيدر كلها وطنية ونضال وترافع  .. * مصطفى المتوكل الساحلي

ولد وترعرع الوطني المجاهد والمقاوم والقائد السياسي سي محمد بن سعيد أيت إيدر  في يوليو 1925…