مصطفى المتوكل / تارودانت
الثلاثاء 30دجنبر 2014
...بالفعل هناك قوى “خارجية ” متعددة تتربص بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية متعددة منابرها مختلف منطقها متباينة مرجعياتها تحقيرية خطاباتها ..الا ان هدفا واحد يجمعها هو اضعاف الاتحاد الاشتراكي وتعطيل ديناميته ثم احتواؤه …
ونذكر الذين لاينتمون لسنوات الجمر والرصاص.. او الذين كان همهم من الحزب ان يتبوؤوا ادارته بكل الوسائل للوصول الى مراكز القرار الاخرى لعل وعسى ان يكونوا رجال او نساء دولة …كما نذكر هوات الترحال الحزبي والمصلحي والفكري ان التاريخ السياسي بالمغرب منذ الاستقلال الى اليوم عبر كل المحطات لايمكن ان يتم القفز فيه على الاتحاد بشكل مطلق …ونذكر الذين كانوا يخشون كل شيئ ولا يتجراون على قل او فعل اي شيئ الا بتشجيع ممن يحركهم ضد الاتحاد.. ان الذاكرة الفارغة او المثقوبة لن تكون ذاكرة تاريخ الشعوب بل ذاكرتهم الفردية التي يتوهمون انهم بترهاتهم وقلبهم للحقائق ونسجهم لاحداث من نسج الخيالات سواء ضد البصري واليوسفي وبنيركة او ضد عمر والفرقاني ومنصور وعبد العزيز الماسي… او ضد بوعبيد وووو..سيغيرون التاريخ وحقائقه ناسين ومتناسين ان الحق لايحجبه غبار ولاظلام ولاصمم ..
ولنذكر بسرعة ببعض العناوين وللجميع ان يحللها من زاويته الخاصة بشرط توفر الموضوعية في الاستنتاجات …
* لماذا انطلقت اعتقالات ومحاكمات الاتحاديين مباشرة بعد تاسيسهم للحزب نهاية الخمسينات ؟
* لماذا غادر ” البعض ” انذاك الاتحاد واصبح جزءا اساسيا في الدولة التي كانت في مواجهة قوية احيانا ومستترة احيانا اخرى معه ؟
* لماذا كان البعض من ” المنتمين” للاتحاد في الستينات والمعروفين بمواقفهم ومواجهاتهم للدولة ..ثم بعد سنوات في نفس العقد تحولوا الى متواجهين مع حزبهم ؟
* ثم كيف تحول بعض “قادة” الاتحاد الى قيادة ” احزاب “تاسست وتخصصت في مواجهة الاتحاد طوال عقود ؟
* ثم كيف تحول “بعض الرجال البارزين” بالحزب في الستينات الى الية لتاسيس احزاب تمكنت من الفوز “بالاغلبية” البرلمانية في احدى محطات المسلسل الانتخابي ببلادنا ؟
* ثم من هو الحزب الذي اسس النواة الصلبة للمجتمع المدني بالمغرب ..بدءا بالحركة النقابية و مرورا بتاسيس المنظمات الحقوقية ..ثم هيكلة نضالات الحركة الطلابية ببناء وقيادة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ..ثم تاسيس البديل النقابي الاول و الثاني…
*…وهو الحزب الذي انشقت عنه مجموعات شكلت حزب الطليعة والمؤتمر الوطني الاتحادي والحزب العمالي والحزب الاشراكي و ..
…فمنذ تاسس الاتحاد وخصومه يتامرون عليه بكل طرق الترهيب والقمع والالهاء والمساومات لثنيهم عن المضي في الخط الذي سطروه والمحدد في بناء دولة المؤسسات واجراء انتخابات حرة ونزيهة والنهوض باوضاع الشعب المغربي واقرار الحريات العامة ومحاربة السياسات الاستغلالية التي تعتبر البورجوازيات الجشعة والطفيلية والريعية امتدادا لها بتكريس للفوارق الطبقية والفكر المنظر للدونية وتعمد تبخيس كل الاعمال المشبعة بالحس الوطني السامي …
ونذكر انفسنا وغيرنا بان “البعض” من ” الزعماء” الذين التحقوا بالحزب منذ بداياته غادروه مباشرة اوائل الستينات والعقود الموالية لها لايترددون في القيام بكل الطرق الممكنة لافشال مبادرات الاتحاد والاساءة له …بل منهم من قام بادوار مخابراتية اوقعت بالعديد من المناضلين والمناضلات الذين قدموا تضحيات جسام من عمرهم بالسجون والمنافي ومنهم من استشهد و منهم من فقد موارد عيشه …
بطبيعة الحال نحن نتحدث عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية…ولنا الحق ان نتساءل لماذا هذا الحزب مستهدف من جهات متعددة بالداخل والخارج بتوظيف للعديد من الوسائل والممارسات والسياسات بما في ذلك زرع بذور التشكيك والطعن المجاني واعتماد الترهيب السياسي والفكري والاعلامي والايقاع بين المناضلين والمناضلات …وقيام اطراف متعددة بحشر نفسها في قضاياه وشؤونه الداخلية وراء مسميات مختلفة يـوحدها ما يطلق عليه في القانون والعرف تجاوزا محاولات القتل العمد والمشاركة فيه بنية تنفيذه مع سبق الاصرار والترصد …؟؟
ان من اجتمع في قلبه الارتباط بهذا الحزب والوفاء لمبادئه لايمكن اطلاقا ان يكون طرفا مباشرا او غير مباشر في الاساءة اليه …لهذا يمكن لنا القول بان هناك بالفعل جهات متعددة حاولت وتحاول – وتنجح نسبيا – في العديد من المحاولات منذ تاسيس الاتحاد الاساءة والقضاء على اشعاعه ونضالاته …
…وفي هذا الاطار لابد ان نوضح ان الاتحاديين عندما يختلفون فيما بينهم وتتعارض اراؤهم داخل حزبهم فلا يعني ذلك بالمطلق انهم محركون من الخارج …كما لايعني فوز بعضهم على بعض في استحقاقات داخلية بمؤتمراتهم ان الفائز منهم ظالم وغير الفائز مظلوم او تم التامر عليه …ان تطور طرق انتخاب قيادة هذا الحزب — من لجنة الترشيحات التي امتدت لعقود الى الانتخابات برفع الايدي الى التصويت السري في دورة ثم دورتين كان بهدف تكريس مبدا الديموقراطية والمنافسة بين البرامج باشخاص مختلفين في منهجيات عملهم بشرط ان يكونوا مؤمنين بحزبهم ولايبغون عنه بديلا — ..مسالة في غاية الاهمية للوصول الى ما اراده جيل الرواد التاريخيين والاوفياء لخطهم ونواياهم من اجل استكمال المنهجية الديموقراطية وتعميمها داخليا قبل الدعوة لها بالمجتمع والدولة تتطلب من الجميع ان يضع خطا احمر مشتركا لايجوز لاي كان تجاوزه او تخطيه الا وهو الوحدة الحزبية والنضالية والمذهبية ..اما الاختلاف في الجزئيات والمنهجيات فلا يفسد الامور لا الصغيرة ولا الكبيرة ..وما اتفاق الاسرة الاتحادية على مقرراتها وقوانينها الملزمة للجميع ومنها عقد المؤتمرات على راس كل اربع سنوات الا فرصة كما هو معمول به عالميا من اجل تطوير البناء والتغيير نحو الافضل بما في ذلك تغيير القيادة جزءا او كلا …ان عدم القبول بهذا المبدا لايخدم الديموقراطية وسلطة المراقبة والمحاسبة الداخليين ..وقد ينتج عن كلاهما سلبيات تتباين درجة خطورتهما …الاولى الخوف من افشال عمل ومبادرات الحزب وتعطيل دوره في المجتمع .. و الثانية الخوف من الهيمنة المطلقة لقيادة الحزب على شؤونه …ففي الاولى يتم اللجوء الى الاجراءات المنصوص عليها في الادبيات التنظيمية بدفع حماية الحزب …وفي الثانية قد يعمد الالتجاء اما الى مقاطعة اوعدم المساهمة في انشطة الحزب او الى البحث عن بدائل يحقق بها ما يفكر فيه ولو كانت الالتجاء او احداث هيات اخرى ..
ان اعتماد الحزب على مبدا النقد والنقد الذاتي لتقدير حجم المخالفة او الاشكال ومراجعة النفس لفائدة المصلحة العامة للهياة ولكل المنتمين لها والمتعاطفين معها والحمولة التاريخية والنضالية الموروثة والتي ساهم كل واحد في اغنائها وفق قدراته وامكاناته ..مسالة تربى عليها الجميع من اجل تنزيلها في الظروف الحرجة ويجب اللجوء اليها باستمرار … — ولو احست النفس بغبن او ظلم بقرار او اجراء طالها –…واقيس ليس تطابقا ولكن نسبيا المسالة باساءات الدولة وظلمها للعديد من الاتحاديين والاتحاديات في سنوات الجمر والرصاص لم تدفعهم للتخلي عن وطنهم قلبا وقالبا بل جعلهم كل ذلك اكثر ارتباطا ببلدهم واكثر استعدادا للتضحية من اجل شعبهم … فكان المؤتمر الاستثنائي تطورا مهما جعل الحزب يغير سياسته وفلسفته واستراتيجيته من اجل البناء والنضال الديموقراطي بالدولة والمجتمع والحزب …
والاهم عندنا هنا هو الدفاع عن الوحدة وحماية المؤسسة الام اي الحزب والعمل منذ الان من اجل وضع اليات عمل تنظم كل القضايا المختلف فيها في اطار التوافق تعرض على المؤتمر المقبل وتكون خارطة طريق للمراحل المقبلة …ان استمرار اللجوء الى مغادرة البيت الكبير للجوء الى هيئات اخرى عند كل اختلاف او تعصب مبالغ فيه لراي ما لاشك لن يؤدي الا المزيد من بلقنة المشهد السياسي والنقابي و..
نشرة المحرر
30 دجنبر 2014.