منذ المؤتمر الوطني التاسع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي كان بحق، محطة ديمقراطية، بالرغم من كل المآخذ التي يمكن لأي منا أن يعددها ويشرحها، لكنها لا تطعن في ما انتهى إليه من نتائج، والاتحاديات والاتحاديون ، يعيشون على وقع سوء فهم كبير.
سوء فهم ناجم عن تقييم تلك المآخذ وتضخيمها، وسوء تفسيرها، ترتب عنها جو مشحون من التصارع، وصل حد الاحتقان الذي من شأن استمراره أن يهدد السير العادي لمؤسسات الحزب وسلامة وتماسك أعضائه.
إنه الاحتقان الذي تغذى بالذاتيات المفرطة، نتج عنه، بكل تأكيد، صعوبات في تدبير الاختلاف وغياب آليات الحوار الأخوي بين كل الاتحاديين والاتحاديات، مهما كانت مواقعهم ودرجات مسؤولياتهم.
وهذا الجو المحتقن، يستدعي، لتنفيسه، الرجوع الى المبادئ الكبرى التي جمعت عبر السنين الاتحاديات والاتحاديين، وخففت من وطأة ما تعرضوا له من قمع وتنكيل وصل حد الاغتيال والنفي والتشريد ،طيلة ما سمي بسنوات الرصاص.
إنها، الى جانب الفكرة المحورية في تكوين الاتحاد الاشتراكي المرتكزة على مبادئ التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، والذي ظل بفضلها ضرورة مجتمعية ووطنية ، وأصبح من خلالها ملكا لجميع المغاربة ، مهما كانت تقييماتهم لعمله ومردودية أعضائه على مختلف مستويات المسؤولية التي تقلدوها لخدمة الشأن العام ، مبادئ الأخوة الصادقة التي ربطت مناضلات ومناضلي الحزب بعضهم ببعض.
إنها الأخوة المجردة من الأنانية ، والتي غذت فينا جميعا الإحساس العميق بالتلاحم والاندماج، والإيثار الرفيع القائم على الرفق بأخطاء الآخرين والتماس الأعذار لهم والثقة بحسن نواياهم.
إن ما يربطنا في الاتحاد الاشتراكي، رابطة أخوية عميقة لا يمكن أن تنفك أو تدمر ، برغبة أو إرادة من كان؟. رابطة الاحساس بالانتماء الى فكرة مجتمعية أكبر من الجميع وأبقى من الكل ، نفنى وتبقى. قوامها الدفاع عن استقلالية القرار الحزبي بقدر الدفاع عن قضايا وهموم المواطنات والمواطنين.
فالنداء من أجل المستقبل، هو نداء لاسترجاع قيم الاتحاد الأصيلة في الحوار والتدبير الديمقراطي والعقلاني للاختلاف، واستحضار معاني وقيم الأخوة الاتحادية الصادقة.
إنه نداء موجه من الاتحاديات والاتحاديين لأنفسهم في البداية والنهاية كل من موقعه ، لكنه بالدرجة الأولى موجه للقيادة الحزبية وللأخ الكاتب الأول، الذي أعرفه بأنه لا يعرف الأنا حين يتعلق الأمر بالآخر، فكيف به حين يتعلق الأمر بإخوة النضال وطريق التضحية والوفاء.
إنه نداء من أجل أن لا نشعر بالفرقة في بيتنا جميعا ، ونحن نملك من الأخوة ما يغنينا عن التطاحن والفرقة.
إنه نداء، حتى لا نقول غدا ما قاله الحسين بن علي عندما احتضن جسد العباس، وهو ملقى على الأرض في كربلاء: “الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي وشمت بي الأعداء”.
عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
الالخميس 18 دجنبر 2014

‫شاهد أيضًا‬

دراسة نقدية لمجموعة (ولع السباحة في عين الأسد).للقاص (حسن ابراهيم) * د. عدنان عويّد:

التعريف بالقصة القصيرة ودور ومكانة القاص في تشكيل معمارها:      القصة …