مصطفى المتوكل / تارودانت
السبت 13 دجنبر 2014
الحديث عن الانفتاح قديم قدم التاريخ ويساير مراحل تطور الاسرة والبشرية داخل نفس المجتمع او في علاقة مع مجموعات بشرية اخرى بنفس البلد او خارجه …كما يرتبط باناس ينتمون الى عقيدة واحدة وقد يمتد لمعتقدات اخرى مخالفة واحيانا مناقضة …
…واذا كانت البشرية بتجاربها اصبحت تفضل الانفتاح المطلق مثلا ..بالزواج من خارج نفس الاسرة لضمان تطور جودة النوع ..كما هو الشان في عالم الحيوانات والنباتات حيث يعمد الناس الى التطعيم وتطوير المورثاث من الاجل الوصول الى الافضل والافيد …الخ
فان من اصعب انواع الانفتاح .. المتعلق بعالم السياسة في علاقة بالحزبية ..اذ تحدثت عدة احزاب سواء من اليسار او غيره عما سموه بسياسة الانفتاح الذي اعتمد على فتح المقرات او نصب الخيم لاستقبال الراغبين في الانخراط في اختزال غريب وغير منطقي لمفهوم ودلالات الانتماء التي تفترض معرفة الحزب والتاثر الايجابي بافكاره واعماله ونضالاته مع الايمان ببعض مبادئه وادبياته …فيصبح المنتمي الجديد نصيرا او متعاطفا ثم يصبح مناضلا له حقوق وعليه واجبات والتزامات مثله مثل من فتح له الباب لولوج الحزب او يسر له امر الانتماء …
ان الحديث عن الانفتاح بدون تحديد معانيه والقصد منه واهدافه وطريقة ومنهجية تنفيذه امر يتطلب الكثير من التمحيص والتخريج المولد للتطور غير المفسد للنوع ولا للجوهر …
كما ان الحديث عن الانفتاح في عمومه يتطلب ان يكون دعاته والمنظرون له.. وهنا الموضوع يعني كل الحزبيين والحزبيات ان يكونوا منفتحين على بعضهم البعض اولا وقبل كل شيئ.. وان يعرف بعضهم بعضا.. وان يحسنوا الاستماع فيما بينهم.. ويمارسوا النقد الموضوعي البناء بشكل جريئ يجعل كل واحد وواحدة يمتلك من الشجاعة للاعتراف باخطائه وضعفه وحاجته الى التعاون مع الاخرين اكثر من ممارسة التجرؤ والتطاول والاساءات الداخلية …فالذين يريدون الانفتاح حقا لايفترض فيهم ممارسة نقيضه اي الانغلاق والتحجر والتحقير ..مما يولد افكارا متطرفة وردود فعل وقرارات جربت اكثر من مرة من مثل “ارض الله واسعة” في مقابل دعوة الاخر للانشقاق او لتشكيل بديله كما يتصوره والذي يعتبر علميا وعمليا ليس توالدا وولادة طبيعيين بل اجهاضا تسبب فيه غياب الانفتاح الداخلي الحكيم الذي يحتاج الوصول اليه وتكريسه الى رشد و عزيمة ورزانة وكلام طيب وتواصل مطعم بافكار نيرة وبرامج بديلة لاتتناقض مع ما جمع ويجمع لعقود …
من هنا يمكن القول ان كل من يفرح وينتشي بعمليات التجزيئ في اضعاف وانهاك للهياة الام لايمكن الركون لرايه وتشجيعه ولا ترجيح فكرته المتطرفة تلك …لانه يضعف نفسه ويلزمها ان تتحرك وتسبح خارج الماء الذي ولدت وترعرعت فيه وهذا يصعب تحقيقه تجريبا لان قلبه وروحة ستنشطر الى قسمين الاول منها هو مع الجانب الذي جنح للخروج …والخفي منها وهو الاصح والاقوى انه استمرار الحب للاسرة الاصلية والنغني بثراثها وامجادها ورجالاتها وشهدائها والكثير الذي لايحصى من التفاصيل …اللهم ان كان لايحبها ولا يؤمن بها اصلا …
ان الافضل لكل عاقل ولكل متزن ان يسعى الى ترشيد نفسه وعمله ومواقفه وان يتداعى الجميع الى التواصل والحوار الناضج لصياغة خارطة طريق لتدبير المتفق حوله والمختلف فيه وتحديد الاولويات ..وان ينصب عمل الجميع من اجل تقوية الذات وانجاح كل المحطات والمعارك …دون ان تختزل تضحيات المنتمين للاسرة في الوطن بشكل بئيس في فلاف وفلان وكاننا امام من يؤمن بالانفتاح خطابا ويسعى لجعل الاخرين اتباعا وامعات …فالذي يرفض التبعية في ادبياته لايكون ولاؤه لقيادات هياته لانهم قيادات فقط بل يكون ولاؤه لمنظمته يحرصه عليها اكثر من حرصه على النفس التي بجنبيه ..فالقيادات هي افراز ونتاج لعمل المؤتمرات ومساطر تسميتها لهم .. مما يستوجب بالتلازم نوعا من الاحترام والتقدير لكل ما نتفق عليه بالتراضي او بالاجماع او بالاغلبية هم الادبيات او القيادات حتى لايطال التمييع وعدم الانضباط كل القرارات في حالات التصديق بالاغلبية مما قد يؤدي الى التعطيل والتبخيس واسداء خدمات للمتربصين من الذين تخصصوا في الحقد والكراهية وطبخ الملفات والمؤامرات والتي لم تستطع ايقاف مسيرة الاسرة الكبيرة لعقود خلت …
وحسابيا خير لي ان اعمل مع كل الاسرة للسنتين المتبقيتين للمؤتمر 10 لنشر افكاري والتعريف ببرامجي وخطط عملي وان ادبجها بالواضح الجلي الذي لايتسرب الشك الى مضامينه في تقارير ومقررات وان افرز لتنفيذها بالديموقراطية القيادة التي ستنفذها ولو تم تغيير القيادة بشكل كلي تحقق الاجماع او بالاغلبية مع ضرورة انضباط كل من لم يجد بالادبيات ما يريده ولا بالقيادة من يراه مؤهلا لها ..فالديموقراطية الياتها عالمية واضحة تؤخذ كاملة او تترك جانبا …
واختم المقالة بالقول بان اسوا انواع الاختلاف / الصراع بين الاخوة والاخوات .. هو الذي ينجح في تيسير نجاح ما فشل فيه الاعداء الحقيقيون ..