بعد بسم الله الرحمن الرحيم
..أوجز في الكلام وااكد ماقاله قراننا وسيد الخلق عليه افضل الصلاة والتسليم وما قاله علماؤنا الأفاضل من انه لا حق لاي كان من أمة سيدنا محمد ان ينصب
نفسه حكما وخصما ويصدر احكاما من عنده لن ينفعه فيها لاعلم التشريح ليطلع على ما في الصدور كما لا يمكنه الاطلاع على ما في علم الله في ما يخص
النوايا والسرائر ليقول هذا مسلم وذاك كافر ..؟!فالعقلاء يعلمون ان علام الغيوب الذي يحاسب الناس ويدخل النار ويدخل الجنة هو وحده من يعلم حقيقة إيمان
الافراد كانوا علماء اوعامة او غيرهم ..ولا يشارك الله في هذه المسالة اي مخلوق ..ومن رجـال الكنيسة في الا زمنة الغابرة من كان شغلهم الشاغل هو حمل
عصى التكفير والاقصاء وحمل مروحة صكوك الغفران وهذا امر رفضه الناس وثاروا عليه لان الكنيسة اصبحت أداة في خدمة الحكام في مواجهة مخالفيهم وحتى
المتنورين من الناس …وفي ديننا الاسلامي نجد في حديث عبد الله بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها
احدهما ” متفق عليه ……..ولو تأملنا ما صرح به البعض من الشيعة والبعض من اهل السنة والجماعة من تكفير هؤلاء لاولائك في الاتجاهين معا لوجدنا ان كل
أمة سيدنا محمد كافرة بفعل تبادل الاتهامات التكفيرية …وهذا ظلم عظيم يفتريه المتسرعون والمستعجلون في صنع الإساءات بجميع أنواعها في حق
الاسلام والمسلمين…..
وما اثار استغرابي اثناء متابعتي لحوار على احدى القنوات الفضائية العربية مع احد السلفيين المصريين وهو بالمناسبة يرتدي لباسا غربيا عصريا يصرح مجيبا
محاوره.. ان كل الحكومات والدول الاسلامية كفار وكفرة !!! واستغرب الصحفي ليقول له والرئيس مرسي ؟ فيجيب والرئيس مرسي كافر معززا اتهامه بان لديه
الدليل من القران فاورد ” ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون ” …ولنقل : لو كان في العالم الاسلامي بما في ذلك المغرب من اعتبر كلام ذلك
السلفي المصري ” تشريعا ” صحيحا لوجـدنا حكومتنا المغربية قد أقحمت في سياق الحكم الجــائر لذلك الرجل الى جانب الحكومات الاخرى بعالمنا الاسلامي
اما اذا اعتبر البعض ذلك القول الغريب فتوى لاقتتل الناس ولقتل بعضهم بعضا بنفس المبرر …فاية فتنة هاته ينتج هؤلاء أينما تواجدوا !! ….نقول للبعض من
االذين ينسبون انفسهم للحقل الدعوي اتقوا الله في الاسلام والمسلمين واجتنبوا كثيرا من الظن ولا تطعنوا ولا تشككوا في إيمان المسلمين والمسلمات …
وعليكم ان لا تقحموا الاسلام في الصراعات والاختلاف السياسي لتعليل أزمة ما او فشل ما …واسوق هنا حديثاً شريفا لعل من يعنيه امر هذه المقالة ان
يعيه ويتدبر معانية ليلزم حدود المعقول والشرع في الكلام الشفهي او المكتوب …
فعن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى انه قال عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا
عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا
أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ
كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ
مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا
يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ.
رواه مسلم……….وأضيف هنا مستملحة واقعية .حيث ذكرني بعض من هذا السياق بأحد المسؤولين الذي امر بإحضار رجل وضع صندوقا امام المسجد يطلب
الدعم المالي لفريقه الكروي المفضل قائلا يا محسنين أعينوا بما تيسر من أموالكم هذا الفريق الرياضي المؤمن الذي سيواجه فريقا اخر من نفس المدينة ???!!! ….
..بروكسيل/مصطفى المتوكل