تتواصل الإجراءات الاحترازية تحسبا للتساقطات المطرية العاصفية المحتملة على الجنوب الشرقي وسوس ماسة درعة والحوز، خاصة بعد النشرة الإنذارية لمديرية الأرصاد الجوية الوطنية والتي أعلنت أنه من المتوقع تسجيل تساقطات قوية، اعتبارا من أول أمس الخميس قد تصل إلى ما بين 100 و200 ملم خاصة بجهتي سوس والحوز وولايات وأقاليم أكادير إدا وتنان وإنزكان وآيت ملول والصويرة وتارودانت، والحوز وتيزنيت وشتوكة آيت باها وشيشاوة.
كلميم الإقليم الأكثر تضررا
بإقليم كلميم، الأكثر تضررا من التساقطات الأخيرة، أعيد فتح الطريق الوطنية رقم 1 بين بويزكارن وكلميم على مستوى وادي تلمعدرت في وجه حركة السير، فيما لاتزال ثلاث طرق مقطوعة حاليا في وجه حركة السير هي الطريق الوطنية رقم 1 بين مدينة كلميم وبويزكارن على مستوى وادي تلمعدرت، والطريق الجهوية رقم 102 الرابطة بين الجماعة القروية تيمولاي ومدينة بويزكارن على مستوى وادي تمسورت، والطريق الجهوية رقم 102 الرابطة بين الجماعة القروية تيمولاي والجماعة القروية تغجيجت على مستوى وادي افران، وأن تحويل مسار التنقل على مستوى تيمولاي ممكن عبر الطريق الجهوية رقم 102 الرابطة بين بويزكارن وتاكموت عبر أيت الرخا.
كما أنه على إثر ارتفاع منسوب وادي افران ووادي تمسورت وبعض الوديان المجاورة، فإن جماعتي تيمولاي وافران الاطلس الصغير محاصرتان بالكامل.
وأشارت مصادر من عين المكان إلى أن 74 منشأة فنية بإقليم كلميم تضررت جراء التساقطات المطرية التي شهدتها المنطقة منذ 22 نونبر الماضي.
كما واصلت عناصر الوقاية المدنية أول أمس الخميس بجماعة تاركا واساي، الواقعة على بعد حوالي 32 كلم جنوب غرب كلميم، تقديم المساعدات للمواطنين المحاصرين نتيجة فيضان وادي أساكا وذلك من أجل تأمين متطلباتهم اليومية.
وتأتي هذه العملية، التي استعملت فيها عناصر الوقاية المدنية دراجة مائية، في إطار تنفيذ التعليمات المولوية السامية المتعلقة باتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة للسكان المتضررين من الفيضانات.
وقد ساهمت في عملية نقل الاشخاص والمؤن الغذائية لفائدة الاسر المحاصرة بهذه المنطقة، السلطة المحلية وعناصر من الدرك الملكي.
وكانت عناصر الوقاية المدنية قد قامت أول أمس بالمنطقة ذاتها بنفس العملية لمساندة المواطنين الذين حاصرتهم السيول نتيجة ارتفاع منسوب مياه وادي أساكا.
إقليم الحوز وخطر الفيضانات
على مستوى إقليم الحوز تم القيام بتعبئة واسعة لوسائل التدخل واتخاذ إجراءات احترازية استثنائية من أجل مواجهة مخاطر السيول والفيضانات مع إعطاء الأولوية لحماية الساكنة المحلية بالمناطق المعرضة للخطر، والتدخل في الوقت المناسب لإجلاء السكان نحو الأماكن الآمنة.
وفي هذا الإطار تمت تعبئة وسائل بشرية ولوجستيكية هامة تتمثل بالخصوص، في 16 طبيبا، و20 ممرضا، و20 مهندسا، و15 إطارا تقنيا، و60 سائقا، و116 سيارة تدخل، و51 شاحنة، و51 سيارة إسعاف ، فضلا عن وضع عناصر وأعوان مختلف المصالح الأمنية في حالة تأهب.
وتم وضع كافة الوسائل التابعة لمصالح التجهيز وكذا للجماعات القروية وللفاعلين الخواص المتواجدين بالإقليم، رهن إشارة مصالح مركز القيادة واليقظة بالإقليم والذي سيحدد الوقت الملائم لتوظيف هذه الوسائل.
كما تقرر التفعيل الفوري للإجراءات الوقائية لحماية الساكنة المعرضة لخطر الفيضانات عبر التوزيع الأمثل للآليات من أجل الاستجابة الفورية لنداءات الساكنة المهددة.
وبخصوص قطاع التعليم، أمرت السلطات المحلية بالوقف المؤقت للدراسة بالمؤسسات التعليمية المتواجدة بالمناطق المهددة بالفياضات، والإبقاء على التلاميذ القاطنين بدار الطالب داخل هذه الفضاءات تفاديا لتعرضهم لمخاطر خلال عودتهم إلى منازلهم.
سوس ماسة درعة: توقف الدراسة تحسبا للعاصفة
من جهتها أعلنت ولاية جهة سوس ماسة درعة في بلاغ لها عن حالة تأهب قصوى، بحيث حثت جميع المصالح الخارجية على تجنيد كل إمكانياتها وآلياتها ومواردها البشرية لمواجهة ما قد يترتب عن هذه العواصف الرعدية والرياح القوية المصحوبة بتساقطات مطرية من خسائر.
وهكذا تم الإعلان عما يشبه حالة الطوارئ لاتخاذ الحيطة والحذر، بكل أقاليم جهة سوس ماسة درعة إلى درجة أن ولاية الجهة حذرت جميع المواطنين والمواطنات الراغبين في السفر من أجل توخي الحذر وإرجاء السفر إلى هذه المناطق إلى حين تحسن الأحوال الجوية حفاظا على سلامتهم وأرواحهم وممتلكاتهم.
وفي ذات السياق قررت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة درعة، تعليق الدراسة بكل المؤسسات التعليمية التابعة للنفوذ الترابي لهاته الجهة يومي الجمعة 28 والسبت 29 نونبر2014،وذلك حفاظا على سلامة التلميذات والتلاميذ والأطر العاملة بالمؤسسات التعليمية خلال فترات التقلب المناخي الطارئ.
ولتجاوز هاته التوقفات المؤقتة عن الدراسة، يقول البلاغ، تمت دعوة كل الفاعلين إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية من أجل استدراك الحصص الزمنية في المؤسسات التعليمية التي قد يتم تعليق الدراسة بها، وخاصة من خلال إنجاز الحصص الإضافية وبرمجة دروس الدعم والتقوية.
ومن جهة أخرى أعلنت الوكالة المستقلة المتعددة الخدمات بأكادير(رامسا) في بلاغ لها أنه على إثر التساقطات المطرية التي تشهدها منطقة سوس منذ 27 نونبر2014، فإن محطة الإنتاج التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب – قطاع الماء- والمزودة لمنشآت الوكالة قد عرفتا اضطرابات في الإنتاج بسبب ارتفاع نسبة الأوحال وانقطاع الكهرباء من حين لآخر، مما قد يؤدي إلى خلل على مستوى توزيع الماء بأكادير الكبير.
وكانت الجهة قد عرفت ليلة الخميس 27 نونبر2014، تغيرات مناخية بدأت بزخات مطرية ثم هبت رياح قوية وعواصف رعدية تفاوتت قوتها من منطقة إلى أخرى طيلة ليلة الخميس وصباح يوم الجمعة الماضيين، وقد ترتب عنها خسائر سجلت بعمالة أكادير إداوتنان منها على الخصوص انهيار قنطرة تامراغت بجماعة أورير بسبب الأمطار القوية، مما أدى إلى قطع الطريق الرابطة بين أكَادير والصويرة بسبب انهيار وسقوط هذه القنطرة.
كما أغرقت مياه المطارح بنسركَاو التابع لمدينة أكادير، بحيث تسببت في سيول استثنائية وخسائر مادية ومحاصرة المنازل، وأغرقت شارع محمد الخامس بمدينة أكَادير مما استحال معه مرور السيارات.
من جهة أخرى ذكرت مصادر من مدينة تارودانت صباح أمس الجمعة أن الأمطار التي تهاطلت على المنطقة رفعت منسوب المياه بواد الواعر وأن أحد الاشخاص تم اعتداده من المفقودين بعدما فاجأته السيول بالمغارة المجاور للوادي حسب مصادر من عين المكان ولا يعرف ما إن كان هذا الشخص يتخذ من هذا الغار مأوى له أم كان يحتمي منه من الأمطار، ولم تستطع الوقاية المدنية التي حضرت إلى عين المكان من انقاذه أو انتشال جثته لهذا اعتبر في عداد المفقودين.
توقيف الرحلات البحرية بين المغرب وإسبانيا
وبسبب تداعيات أحوال الطقس، أفاد مصدر مسؤول من ميناء طنجة المدينة، يوم الخميس، أن حركة الملاحة البحرية بين ميناء طنجة المدينة وميناء طريفة الاسباني توقفت صباح الخميس بسبب سوء أحوال الطقس.
وأوضح المصدر ذاته، أن البواخر التي تؤمن الربط البحري بين ميناء طريفة الاسباني وميناء طنجة المدينة اضطرت الى توقيف نشاطها مؤقتا بسبب الاضطرابات الجوية، وهبوب رياح قوية على مستوى مضيق جبل طارق وكذا بسبب ارتفاع علو الأمواج، مشيرا الى أن سلطات ميناء طريفة قررت من جهتها إغلاق المنشأة المينائية في وجه الملاحة البحرية مع الضفة الجنوبية حتى اشعار آخر.
وأضاف أن المسافرين الراغبين في العبور بين الضفتين يمكنهم السفر عبر ميناء طنجة المتوسط نحو ميناء الجزيرة الخضراء، موضحا أن توقف حركة الملاحة بين ميناءي طنجة المدينة وطريفة سيبقى ساريا حتى إشعار آخر، وذلك ارتباطا بتحسن أحوال الطقس
عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
29 نونبر 2014