مصطفى المتوكل /تارودانت
22نونبر 2014
…عند الراي العام السياسي التقدمي والحقوقي والوطني ملفات مازالت عالقة يوظف الزمن السياسي سلبيا من اجل الاقبار المعنوي والاعلامي للذاكرة والمسارات النضالية التحررية التي عرفها المغرب بعد الاستقلال منذ نهاية الخمسينات وطوال العقود اللاحقة .. والتي فرضت على الاطراف الرسمية لامتصاص الاحتقان وتهدئة التصعيد ..اللجوء الى العديد من الاصلاحات مررت وقررت عبر محطات التصادم والاحتقان…وذلك كلما كانت مرتبطة وفاعلة متفاعلة مع الجماهير الشعبية وقضاياها …- ولا زالت تصرف وتنزل الى الان وفقا لميلان ميزان القوى لصالح التنظيمات الحية الديموقراطية والحداثية التي كانت ولاتزال تسعى من اجل بناء دولة الحق والقانون والمؤسسات في علاقة مع التحولات التي يعرفها العالم المتقدم وازدياد تاثيره على الدول السائرة في طريق النمو والدول المتخلفة حتى في فهم الديموقراطية والانتقائية السلبية المشينة في التعامل معها .. -..وتعود النتائج الايجابية لعملها ولو كانت محدودة على الشعب و الوطن والدولة بالايجاب وتحقق تطورا نوعيا ولو كان بطيئا بسبب جيوب المقاومة التي تبدل جلدها وتتغير مكوناتها ..هذه الاخيرة تترامى علي كل المكتسبات والمحطات ب “مجموعة “من مرتزقة السياسة الذين لاتعنيهم لا الديموقراطية ولا كرامة الشعب المغربي ولاعيشه الكريم.. بقدر ما يعنيهم ان يعتلوا الكراسي ويحكموا سيطرتهم على رقاب الناس بمسميات متعددة التي قد يكون ظاهرها ادعاء الايمان بالديموقراطية اوادعاء الاصلاح باسم السياسة او الدين او بدعوى الاحسان وفعل الخير ؟؟..وقد يكون باطنها و حقيقتها و خلفيات تنفيد افكارها هو الاساءات بنهج التربص والتدرج في التراجع عن مكتسبات سنوات الجمر والرصاص والمصالحة بين المناضلين والثوريين والمجاهدين التقدميين الوطنيين ….ذكورا واناثا ..مع الدولة وبعض “النخب ذاث الصلة .؟؟ “من اجل طي صفحة الماضي فعليا وليس التناور والوقيغة والتضليل السياسوي البراجماتي سلبا ..
..انهم يعتقدون انها تراجعات من الدولة خوفا من انفلات الامور لفائدة المعارضة الوطنية الديموقراطية التقدمية فقط وليست ضرورة وحتمية لتحقيق الانعتاق من الظلم والقهر والابتزاز والاستغلال الجشع لضعف الناس وقدراتهم وايمانهم ؟؟…ولانهم يتوهمون ان يكونوا “المدعم” الوحيد للهيمنة والتسلط فيخططون لاخضاع الجميع لاهوائهم واحلامهم وطموحاتهم التي تعتمد على الاستبداد لاقامة العدل الذي يتصورون و يتـاولون بعض النصوص الشرعية خارج اطارها ومضامينها البناءة من اجل حث الناس على الطاعة والانقياد الاعمى ؟؟وهذا يذكرنا بعقليات القرون الوسطى باوروبا …
ان من تلك الملفات التي ميزت حقب سنوات النضال والتدافع .. ملف الشهيد المهدي بنبركة والايادي المتعددة التي شاركت في عملية الاختطاف سواء بفرنسا او امريكا او اسرائيل او المغرب والقوى المتعددة الجنسيات التي فكرت وخططت ونفذت المؤامرة الجريمة لتقاطع في المصالح بسبب المد الريادي للاتحاد ليس في المغرب…
وملف استكمال المصالحة الوطنية في علاقة بالمناطق المغربية التي كانت تحتضن المعارضة والحركات الاحتجاجية والتي مازال سكانها يطالبون بالانصاف ورد الاعتبار لمناطقهم والعمل على تنميتها وتاهيلها …. بل في العالم مع القوى الثورية والرافضة للهيمنة للامبريالية والصهيونية…
واحد تلك الملفات له علاقة بالشهيد عمر بنجلون …الذي تم تكفيره من طرف منظمة يدعى انها ” سرية”في ذلك الزمن والتي تتقاطع في الشكل والجوهر مع منظمات مماثلة لها خارج المغرب ..وكان من افرادها واطرها من يحاول استغلال الديموقراطية ببلادنا لينسينا جريمة الاغتيال ومن كان وراءها ..وما زال يتمادى في الكيد والسب والتهجم على شرفاء المغرب الفعليين الذين كانوا يتحدون كل الاطراف التي استعملت في سنوات الجمر والرصاص من التكفيريين والمخابرات والاستغلاليين ومن بقي من اتباع واذناب الاستعمار متخفيا ومتملقا حفاظا على مصالحه … لقهر رواد التغيير الذين يسعون لبناء المغرب على اسس العدل والمساواة والتنمية الشاملة …فبفضل شهداء الشعب وابطاله وكل من ضخى منذ الستينات استوى هؤلاء والبعض من هؤلاء الاخرين على الكراسي واستغلوا بمكر نضالات الشعب ووضعوا من مهامهم المستعجلة محاربة قوى الحداثة والتغيير والتقدم حتى يخلو لهم الجو ليفعلوا ما يشاؤون في البلاد والعباد والدولة …
والثالث له علاقة بالشهيد ايت الجيد محمد …و هذه الملفات السياسية مرتبطة بامتياز باعمال ذاث خلفية قمعية ارهابية … لقد اختلط الامر لدى العديد من الناس حول مالاتها …فالمتهمون بالاغتيال ومن كانوا وراء التخطيط له ثم المنفذون لم تطلهم كلهم يد العدالة …بل منهم من يحكى عنهم انهم تحدث بعد استشهاد عمر بنجلون وهم يمجدزن بالتلميح والتصريح بالعمل الاجرامي لان منهم من يؤمن بالتفكير التكفيري و بقتل كل من يرون انه يجب ان يصفى لانه ..ولانه ؟؟ … وما زال الى الان يخرج البعض من المحسوبين على اولئك سواء ارتدوا البدلة الاوروبية بربطة العنق او الجلباب التقليدي وهم يكفرون البعض من الشعب المغربي او يلمحون لذلك بتحريك خفي/ مكشوف لبعض الافراد او الجهات ليطلقوا العنان لحملات التشكيك وتوجيه الاتهامات التي ما انزل الله بها من سلطان والتي قد يفهم منها بعض المتهورين انها دعوة لقتل الاخر ؟؟ …ولم يمنعهم من التمادي في ذلك الا الظرفية الداخلية الوطنية والجهوية والعالمية مفضلين اللجوء الى التقية …منتظرين الفرصة المواتية ليطلعوا الجميع على انهم ليسوا على خلاف مع الاخرين في بلدان اخرى ضاقت منهم تلك الشعوب درعا …
..وما زلنا نتتبع مع عائلة الشهيدين عمر بنجلون و ايت الجيد الصغيرتين والكبيرتين مسارات الملفين والى اين سيصلا …وفي علاقة مع هذا الملف ظهر على السطح احد المعنيين بالملف الثاني معلنا انخراطه مع خفافيش الظلام والمتربصين بحزب الشهداء في اطار حملات شعواء تدبر وتنفذ بالليالي كما بالنهارات خدمة لاجندات خاصة تشتغل على الاستحقاقات المقبلة من جهة ..ولتمرير سلسلة من الاجراءات والقرارات الظالمة على الشعب المغربي والقوى الديموقراطية من جهة اخرى …ولضرب حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي لم تصنع قرارات جهات نافذة لا بالداخل ولا بالخارج بل هو جزء جوهري من الحركة الوطنية وحركة المقاومة وجيش تحرير المغرب وقطب الرحى الذي سعى لبناء المغرب على اسس ديموقراطية وحديثة ..ولنا في النهج والخطط التي تفنن في ابداعها من اثاروا الفتن في الشام والعراق وليبيا و.. للوصول الى “اغتيال” ومحو كل ما هو ديموقراطي وحداثي ومخالف لملة التكفيريين … كما حاولوا محو التقدميين في تونس باغتيال مناضلين تقدميين وطنيين كبار وكما حدث ويحدث في ليبيا وسوريا والعراق و… حتى يخلوا لهم الجو ليحققوا ما يحلمون به في بعض ادبياتهم و منامهم كما في يقظتهم …من انهم هم الحزب الوحيد الذي يسعى ان يكون الممثل الشرعي والوحيد لامارة المؤمنين…وما لانعلمه انطلاقا من مرجعيتهم العالمية التي لاتخفى على المتتبعين وامتداداتها نحو الشرق هو ..ما تعريفهم الدقيق لامارة المؤمنين ؟..وهل هي مقصورة على المغرب ام انها امارة لكل المؤمنين بالعالم الاسلامي ؟ام اشياء اخرى ؟
ان الذين نفذوا اغتيال الشهيدين او كانوا وراء العملية او سكتوا عن ادانتها وادانة الفاعلين و من عبروا عن فرحهم لجريمتي القتل ولم يعتذروا للاسرة الصغيرة والكبيرة والشعب .. ليس من حقهم اطلاقا التحدث عن الديموقراطية وعن اقتناعهم ببناء دولة الحق والقانون ..
..ان الدولة المغربية تميزت بالشجاعة والجراة السياسية والتي سجلت لصالحها ايجابا في المغرب والعالم عندما اقدم الملك الراحل باعداد الاجواء السياسية للمصالحة الوطنية واقدام الدولة على جبر الضرر في تعامل جريئ مع مضامين ملفات ضحايا سنوات الجمر والرصاص ..وكان للمجاهد عبد الرحمن اليوسفي دور مهم في انجاح المبادرة وقبوله باعتبار حزبه كان الاول عددا بالبرلمان بتحمل مسؤولية الوزير الاول لمهمة حددها الملك الراحل في انقاذ المغرب من السكتة القلبية والتاسيس للتناوب الديموقراطي على مسؤولية ادارة امور الدولة …
كما ليس من حق اي حزب او جهة ان يقدموا النصح للحزب وخاصة من الذين يبيتون له العداء ويعلنون ذلك في اكثر من مناسبة …وكل من اراد منهم ان يتعلم النبش في الذاكرة بالحديث عن التحالفات بالتلميح ثارة للدولة المغربية عند الحديث عن المجاهد اليوسفي وحكومة التناوب .. الى الحديث عن الحـزب الذي سماه الاتحاديون “الوافد الجديد “قبيل حراك 20 فبراير .. و للجميع ان يسترجع من تاريخ السنوات القليلة الماضية بعض اخبار الشمال ليقف على ما يعلن وما يتم القبول به …وحتى مواقفهم من حزب كان حليفا رئيسيا ب ” .ج.8″ المتحدث عنه بالنعوث والاتهامات المختلفة والخطيرة التي طالته وزعيمه الذي كان له الفضل في استمرار هذه الحكومة الى اليوم والذي كان الى ماقبل استوزاره الجديد مرشحا حسب زعمهم للاحالة على القضاء لانه ولانه …فمن غير الموقف من حال الى نقيضها ..؟وهل كانوا مخطئين في حق هؤلاء واعتذروا بالتحالف معهم ؟ ام انها “مصالح” سياسوية لاعلاقة لها لابالاخلاق ولا بالمبادئ ولا ب….؟
…..ان المرارة التي يجب ان يشعر بها ” حمدين” هي انه اصبح متفوقا في الغيبة والنمية والكيد والمكر والنفاق والكذب وبتطفله المسعور على حزب الشهداء والمجاهدين والشرفاء …فلا ترجى منه نصيحة ولا تطلب منه معرفة ولايعتد باقواله ..وشهاداته مردودة شرعا وعقلا لانه يكذب على الاموات وعلى الاحياء ..فيعد وفق هذا وذاك من الذين لا يلزمون حدودهم ..مما يتوجب معه على الناس ان يتقيوا شره ..وندعوه ومن على شاكلته الى التوبة النصوح والاعتذار كما ينص على ذلك شرعنا الاسلامي وان يقلع عن الاساءات التي يظهر انه يرتاح لها لعل الله يغفر له …ونذكره بقوله تعالى (( ويمكرون وبمكر الله والله خير الماكرين )) سورة الانفال …
لهذا نكل امره الى الله ونحن مع عدالة الخالق وحده التي ستنصف كل من اساءوا اليهم او تطاولوات عليهم او تسببوا في اذيتهم …وليعلموا اننا لانحقد على احد ولو ناصبونا العداء المتعدد الاشكال والمضامين والنوايا …
ونختم بالقول ان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية استعصى على الرصاص والجمر والسجون والمنافي والتشريد والتجويع وبقي صامدا …فكيف بما دون ذلك من انتهازية ووصولية سياسوية وتامر وكيد رخيص مبتدل تعودنا عليه لاكثر من 50 سنة …فاهتموا بانفسكم وانصحوها وقوموا لسانكم وكفوا ايديكم فالاتحاد والاتحاديون والاتحاديات قادرون على ادارة امورهم وترتيبها والتوجه نحو المستقبل بثقة وقوة اكبر مهما كانت الصعاب والعقبات والتحديات…
ونختم بهذا الحديث الرائع ونطلب من كل من يعنيه الامر ان يبحث عن مكانه في الحديث التالي ..فان لم يجدها فليراجع ضميره …روي عن ابي هريرة عن النبي ( ص ) قَالَ: )مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤمِن كُربَةً مِن كُرَبِ الدُّنيَا نَفَّسَ اللهُ عَنهُ كُربَةً مِنْ كرَبِ يَوم القيامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ على مُعسرٍ يَسَّرَ الله عَلَيهِ في الدُّنيَا والآخِرَة، وَمَنْ سَتَرَ مُسلِمَاً سَتَرَهُ الله في الدُّنيَا وَالآخِرَة، وَاللهُ في عَونِ العَبدِ مَا كَانَ العَبدُ في عَونِ أخيهِ…).. فاين اصحاب الكيد والمكر …؟؟؟